من جهتها، أعربت ميلوني والرئيس المنتخب دونالد ترامب عن استعدادهما للعمل والتنسيق الوثيق بشأن جميع الملفات الدولية الرئيسية، بدءا من الحرب في أوكرانيا والأزمة في الشرق الأوسط، بهدف مشترك هو تعزيز الاستقرار والأمن، في إطار العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
كما أكد الجانبان على عزمهما مواصلة مسار تعزيز العلاقات الثنائية الممتازة بالفعل، على أساس القيم والمبادئ المشتركة.
من جهته، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إنه بعد انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، سيتعين على أوروبا أن تكون أكثر تماسكا لتلبية توقعات واشنطن، وخاصة فيما يتعلق بالدفاع وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأضاف تاياني: على أوروبا أن تفعل المزيد للاستجابة للتوقعات الأمريكية، والتي كانت أيضًا توقعات إدارة جو بايدن، وسيتعين عليها على وجه الخصوص أن تفعل المزيد من أجل حلف الناتو و إنفاق المزيد على الدفاع لتكون أقوى.
من جهته، عبر رئيس وفد حزب إخوة ايطاليا- المحافظين الأوروبيين و الإصلاحيين في البرلمان الأوروبي، كارلو فيدانزا، عن الأمل في أن يستمر العمل الممتاز الذي بدأته ميلوني مع إدارة بايدن وذلك مع إدارة ترامب في اتجاه جعل إيطاليا دافعه لرؤية أوروبية وغربية جديدة تجاه البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا.
وأشار إلى أن ميلوني ستسمح لإيطاليا بأن تصبح شريكًا ذا أولوية للولايات المتحدة في أوروبا، مع التركيز على خطة ماتي والبحر الأبيض المتوسط، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وحول التغيرات مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، قال فيدانز إن التحدي الأول سيكون الانتقال بين الإدارتين، فيما سيكون على ترامب أن يتحمل مسؤولية إصلاح المجتمع الذي مزقته سنوات الصراع مع كامالا هاريس، وفي حال نجح في هذا الأمر فإنه سيمهد الطريق لولاية تالية لنائبه جي دي فانس.
وتساءل البرلماني عن آليه ترامب لإنهاء الحرب الطويلة في الشرق الأوسط وخاصة في أوكرانيا، مشدداً على أنه سيكون على ترامب استعادة قدرة أمريكا على الردع ضد موسكو وبكين وطهران قبل إجبار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على قبول اقتطاع الأراضي الأوكرانية.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت ميلوني يمكن أن تكون جسرا جديدا بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، قال البرلماني إن ميلوني لن تواجه صعوبة في بناء علاقة تقدير مع ترامب، بالإضافة إلى الصداقة والثقة التقليدية بين إيطاليا والولايات المتحدة، والتي ستسمح لإيطاليا بأن تصبح شريكا ذا أولوية للولايات المتحدة في أوروبا.
وشدد فيدانز على أهمية أن يتحدث زعماء الاتحاد الأوروبي مع ترامب من خلال التخلي عما اعتبره تفوق أخلاقي غير مبرر يتسم به التقدميون الأوروبيون، مشيراً إلى أهمية أن تعمل ميلوني على الرغبة في الدفاع دائمًا عن مصالح إيطاليا إلى أقصى حد.
وحول القاسم المشترك بين الجمهوريين الأميركيين والمحافظين الأوروبيين حول أهم الملفات، أشار فيدانز إلى مكافحة الهجرة غير الشرعية والمتاجرين بالبشر، وخفض الضرائب ودعم الطبقات المتوسطة ضد التضخم، وحب الوطن والدفاع عن المصلحة الوطنية.
من جهته، قال إيان بريمر، رئيس مجموعة أوراسيا، إن مليوني قالت إنها ستكون قريبة أيديولوجيًا إلى حد ما من ترامب وشخصيًا من إيلون ماسك، وفي الوقت نفسه كان دعمها لأوكرانيا قويًا للغاية خلال هذين العامين من الحكم. وأشار إلى أنه في حال تغير الموقف الإيطالي، فإنه “سيكون من المستحيل على الاتحاد الأوروبي إيجاد خط مشترك”، على حساب أوكرانيا.
وقال إنه لم يفاجئ بفوز ترامب، مشيراً إلى أنه لاحظ أن عدة انتخابات شهدت هذا العام هزيمة، أو على الأقل ضعف، شاغلي المناصب، مستشهدا بما حدث في المملكة المتحدة و الاتحاد الأوروبي و فرنسا و ألمانيا و النمسا و اليابان و الهند و جنوب أفريقيا.
وأشار إلى أن التضخم والهجرة والمعلومات المضللة في مشهد سياسي يخيم عليه الضباب هي العوامل التي ساعدت ترامب على الفوز.
وأوضح بريمر أن المفاجأة كانت تتعلق بصوت النساء، رغم قضية الإجهاض، ورغم وجود مرشحة، ورغم سجل ترامب مع النساء. وتابع: التقديرات أشارت إلى أن 92% من الأمريكيين من أصل أفريقي، أو 7% من الناخبين، صوتوا لصالح هاريس.
وقال بريمر إن أوروبا هي أكبر “علامة استفهام” لإدارة ترامب الثانية، مشيراً إلى أن ترامب قال عدة مرات إنه سينهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا خلال 24 ساعة، حتى قبل توليه منصبه.
وأوضح أن إدارة ترامب القادمة ستجد نفسها في عالم أكثر خطورة بكثير مما كانت عليه في الماضي تحديدا في عام 2017 الذي بدأ مع إدارة ترامب الأولى، حيث أصبحت التقلبات الجيوسياسية أكبر، وذلك أيضًا بسبب الحرب حالياً في أوكرانيا وإسرائيل وغزة وطبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.