السيناتور دريوستو يقول إنها فرصة استثنائية ليس فقط لتعزيز العلاقات التاريخية، ولكن أيضًا لخلق رموز جديدة للتعاون، من خلال تريستي....
أجرى السيناتور الإيطالي ماركو دريوستو زيارة إلى الهند، حيث كانت فرصلة لتحليل آفاق التعاون بين إيطاليا والهند، خصوصا من خلال مشروع إيميك (الممر الهندي مع الشرق الأوسط وأوروبا).
وكان دريوستو، ممثل فريولي فينيسيا جوليا وعضو مكتب لجنة الخارجية والدفاع، من بين رواد سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى، بما في ذلك حوار مع وزير الموانئ الهندي، سارباناند سونوال، والمشاركة في المنتدى حول المحيطات الذي نظمته مؤسسة أبحاث المراقبين ساجارمانثان.
وجاءت الزيارة ضمن سياق أوسع من الاهتمام الإيطالي المتجدد بالروابط الاستراتيجية بين منطقة المحيط الهادئ الهندي والبحر الأبيض المتوسط، حيث يمكن أن تلعب تريستا وفريولي فينيسيا جوليا دورًا حاسمًا.
والمشروع يهدف إلى ربط أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، كما أنه واحد من أكثر المبادرات طموحا من حيث البنية التحتية والتعاون الدولي.
وتخطط إيطاليا والهند للتوصل إلى اتفاق بشأن الموانئ يعطي خصوصية لخطة العمل المشتركة التي تم التوصل إليها بين رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ونظيرها الهندي ناريندرا مودي خلال اجتماعهما الثنائي بمناسبة انعقاد مجموعة العشرين في البرازيل.
ووصف دريوستو المشروع بأنه أكثر من مجرد طريق تجاري، حيث إنه رؤية للنمو والاستقرار والتعاون بين المناطق الرئيسية استراتيجيا، كما يعد المشروع منصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين إيطاليا والهند، فضلاً عن تعزيز العلاقات السياسية والثقافية في منظور طويل الأجل، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وقال السيناتور الإيطالي إن المشروع لا يقتصر على إعادة صياغة طرق التجارة العالمية بهدف إزالة المخاطر على سلاسل التوريد، بل دمج الأسواق والتقنيات والابتكارات، مع تأثير مباشر على القدرة التنافسية للشركات وعلى الكفاءة.
وأشار إلى المشاركة النشطة لإيطاليا والمناطق الاستراتيجية مثل فريولي فينيتسيا جوليا ما يعزز مكانة أوروبا في الهيكل التجاري العالمي الجديد.
وأكد أن ميناء تريستي يمثل بوابة طبيعية لأوروبا، مع اتصالات مباشرة بالأسواق الرئيسية في القارة، ولا سيما ألمانيا ودول أوروبا الوسطى والشرقية، مشيراً إلى موقعها الجغرافي المتميز مع البنية التحتية المتقدمة، ما يجعل منها مكان مثالي لتصبح إحدى المحطات الرئيسية للممر.
وأوضح أن تريستي يمكن أن تقدم للهند نقطة دخول استراتيجية وفعالة إلى الأسواق الأوروبية، مضيفا: تخيل سفينة من مومباي تصل إلى تريستي. يمكن توزيع البضائع بسرعة في جميع أنحاء أوروبا، مما يقلل الوقت والتكاليف ويزيد من موثوقية التجارة.
كما أكد دريوستو على توافق هذه الرؤية مع خطة ماتي، وهي مبادرة إيطالية تهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية العادلة والمستدامة في المناطق الشريكة.
وقال إن الخبرة الهندسية والفنية الهندية مع الخبرة الإيطالية في إدارة الموانئ والخدمات اللوجستية، يمكن أن تقدم مساهمة كبيرة في تحديث البنية التحتية وإنشاء طرق تجارية أكثر كفاءة.
وأشار إلى أن مثل هذا التعاون لا يمكن أن يدعم الاقتصادات المحلية فقط، بل يمكنه أيضًا تعزيز الاستقرار الإقليمي، بما يتماشى مع مبادئ خطة ماتي.
وتلعب الدول العربية، وخاصة الإمارات و السعودية، دوراً حاسماً في مشروع ايميك، حيث تعمل كمراكز استراتيجية لمبادرات البنية التحتية الغربية والصينية.
وينظر إلى المشروع أيضًا إلى أنه فرصة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل و السعودية، وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وتهدف الإمارات من هذا المشروع، إلى التنويع الاقتصادي من أجل تقليل اعتمادها على النفط من خلال الاستثمار في البنية التحتية التي تدعم التجارة والصناعة، فضلاً عن الجسر الاقتصادي، مع كونها مركز استراتيجي بين آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، مما يسهل التجارة والاستثمارات.
بالإضافة إلى ذلك، تهدف الإمارات إلى تطوير اتصالات الطاقة، مثل خطوط أنابيب الغاز وكابلات الطاقة للحفاظ على مركزية تحول الطاقة العالمية، فضلاً عن تعزيز موقفها الجيوسياسي من خلال مواجهة النفوذ الصيني وتعزيز علاقات أكثر استقرارا مع إسرائيل ودول أخرى في المنطقة.
كما يمكن للقطاعات الصناعية في الإمارات الاستفاده من المشروع ومنها قطاع الطاقة، حيث يمثل الهيدروجين الأخضر والأزرق بديلاً مستدامًا للوقود الأحفوري، مما يساهم في تحول الطاقة. أيضاً تستفيد من المشروع قطاعات منها الصناعة الكيميائية و إنتاج الصلب و قطاع النقل و تقنيات الطاقة المتجددة.