تستضيف روما هذه الأيام النسخة العاشرة من مؤتمر حوارات المتوسط، وهو أهم مؤتمر دولي مخصص للبحر المتوسط، في فعاليات تتطلع إلى ما هو أبعد من الحدود الجغرافية للبحر، ويتشابك مع أفريقيا ومنطقة الهادئ والهندي....
أجرى موقع “ديكود 39” الإيطالي مقابلة مع السفير فرانشيسكو تالو، حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والوضع في لبنان وسوريا، بالإضافة إلى الفرص الاستراتيجية مثل الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.
وفي هذا الصدد، تمثل الحوارات المتوسطية في روما لحظة لتقييم أحد أهم التحديات التي تواجه المنطقة.
وعن أهمية فعاليات حوارات المتوسط في نسختها العاشره، قال تالو إن النسخة العاشرة تمثل إشارة إلى حدث بات الآن تقليدًا، وهو المؤتمر الدولي الأكثر أهمية الذي يعقد بانتظام في إيطاليا.
وتحدث السفير عن مشاركة خمسون وزيرا ورؤساء مؤسسات وهيئات دولية، حيث يتواجد ألفي شخص في روما لحضور الفعاليات مقسمين إلى عشرين جلسة وخمسة عشر حدثا على هامش الفعاليات. وأشار إلى مشاركة عشرة آلاف عن بعد، وسط حضور الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في الافتتاح ورئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني في الختام.
وأضاف السفير أن مؤتمراً من هذا النوع في إيطاليا لا يمكن أن يخصص إلا لمنطقة البحر المتوسط، مشيراً إلى أن الحدث الذي يستمر ثلاثة أيام بات أهم حدث دولي مخصص لهذه المنطقة الجيواستراتيجية والجغرافية.
ووصف تالو هذه المنطقة بالحاسمة ليس فقط بالنسبة لإيطاليا، ولكن على المستوى العالمي، مستشهدا بتصريحات ميلوني، خلال حوار ريسينا لعام 2023 في نيودلهي، أن البحر المتوسط هو حقًا البحر الأوسط، كما يقول الاسم، والذي في الحقيقة هي أنه يربط بين أكبر حوضين في العالم، المحيط الأطلسي والمحيط الهندي والهادئ.
وعن خصائص هذه النسخة من حوارات المتوسط، قال تالو إن هذه الحوارات المتوسطية لها جانب ملموس للغاية. ومن ناحية أخرى، كما أشار وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني في كلمته الافتتاحية، فإنها تعقد في عصر صراعات خطيرة. وأوضح أنه عند الحديث عن البحر الأبيض المتوسط، من الضروري تجاوز سواحله. وتابع: يعجبني مصطلح آخر استخدمه وزير الخارجية الهندي، سوبراهمانيام جيشانكار، أحد ضيوف حوارات المتوسط، وهو الهندو متوسطية.
وتطرق السفير إلى الأزمات والصراعات، من الأزمة الإسرائيلية الفلسطينية، إلى لبنان و المنطقة بأكملها من سوريا إلى اليمن، مشدداً على ضرورة الحديث عن البيئة العالمية الشاسعة المتمثلة في المنطقة الهندية المتوسطية الكبيرة، و أفريقيا بأكملها، والتي يمكن أن توفر العديد من الفرص.
وتابع تالو: ننطلق من مفهوم الهند المتوسطية الذي قدمه الوزير الهندي. كان هناك الكثير من الحديث، بالفعل عند افتتاح الحوارات، بشأن الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، والممر بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، والذي أشار إليه تاياني مع مناقشة متعمقة مع باولو ماجري، الرئيس التنفيذي لمعهد الدراسات السياسية الدولية، وسمير ساران، رئيس مؤسسة Observer Research Foundation، أهم مؤسسة بحثية هندية (التي أنشأت حوارات رايسينا).
وأشار إلى حضور ممثلو معاهد البحوث، وممثلي الحكومات التي تضم خمسين وزيرا، والشركات الكبرى، بدءا من الشركات الإيطالية مثل إيني، وإينيل، وفيروفي ديلو ستاتو، وبنك كاسا ديبوزيتي إي بريستيتي وسباركل.
وأضاف أن النظام الإيطالي بات يجمع بين الشركات والإدارة العامة والحكومة، مع التزام لا يهم أفريقيا فحسب، بل يمتد أيضًا إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط الهندية.
ومضى يقول: لا يجب لنا أن ننسى أن أفريقيا قارة تطل على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي.
من جهته، تحدث جوزيبي كافو دراجوني، رئيس أركان الدفاع الإيطالي السابق والرئيس المعين للجنة العسكرية لحلف الناتو، خلال جلسة “القوة البحرية في البحر الأبيض المتوسط: تشكيل النفوذ العالمي” التي تم تنظيمها كجزء من النسخة العاشرة لحوارات المتوسط.
وأضاف دراجوني أنه بدون إيران، لن يتمكن الحوثيون من القيام بما يقومون به في منطقة البحر الأحمر.
واعتبر أن الأزمة في البحر الأحمر لها عواقب وخيمة في أجزاء مختلفة من العالم، مشيراً إلى روسيا والصين، و “اللاعبين” الجدد مثل كوريا الشمالية.
وتحدث عن تسجيل انخفاض بنسبة 62% في التجارة التي تمر عبر قناة السويس في سبتمبر 2024، حيث قررت الشركات اختيار طرق أخرى، ما منح ميزة لروسيا والصين.