مشروع روما يشمل بناء السلام و الاستقرار الدائم في الإطار الجيوسياسي للبحر المتوسط..
بات وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أول وزير خارجية يسافر إلى إسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار بين تل أبيب وحركة حماس حيز التنفيذ منذ أيام.
والتقى تاياني، نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر، في القدس، خلال زيارته الرسمية إلى إسرائيل والضفة الغربية، حيث التقى أيضًا بوزير خارجية السلطة الفلسطينية محمد مصطفى والرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ.
وتتطلع إيطاليا، التي تلعب دورا قيادياً في هذا الصدد، إلى الدعوة لعملية سياسية تعترف فيها إسرائيل بفلسطين وتعترف فلسطين بإسرائيل، فضلاً عن تعزيز التعاون الثنائي، الذي يشمل الشركات الإيطالية العاملة هناك، وفقا لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
واعتبر وزير الخارجية الإيطالي أن من سيحكم غزة بعد انتهاء الحرب، عملية تتحرك باستمرار بهدف تحقيق السلام، مشيراً إلى أن حماس لا تستطيع أن تحكم فلسطين بسبب كل ما حدث.
وأكد تاياني أن السلطة الوطنية الفلسطينية هي المحاور الوحيد للاتحاد الأوروبي، موضحاً أنه ينبغي عليها تحديث وتعزيز موقفها وأن تحظى بدعم الشعب الفلسطيني.
جدير بالذكر أن إيطاليا خصصت عشرة ملايين يورو لمشاريع إعادة الإعمار في غزة والتي تضاف إلى 15 مليون يورو أخرى مطروحة بالفعل على الطاولة، في إطار الدعم للسكان الفلسطينيين من خلال المساعدات الإنسانية ومشاريع طويلة الأمد من أجل الإنعاش الاقتصادي والاجتماعي والتنمية في المنطقة.
وأكد تاياني أن وقف إطلاق النار شرط ضروري، مشددا أيضا على التزام إيطاليا المستمر بالصداقة مع إسرائيل، مع الحاجة إلى معالجة النقاط العالقة لبناء سلام دائم.
وكشف وزير الخارجية الإيطالي أنه سيتم تحديث مبادرة الغذاء الإيطالية من أجل غزة للاستجابة للاحتياجات التي تتجاوز الجانب الغذائي، بما في ذلك الموارد الأساسية الأخرى للسكان المدنيين.
ويأتي هذا مع ضرورة تنظيم منتدى أعمال لإعادة إعمار غزة وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين إيطاليا وإسرائيل، بهدف زيادة التعاون الثنائي، وإشراك الشركات الإيطالية في مشاريع البنية التحتية والتنمية في الأراضي الفلسطينية و إسرائيل.
وأكد تاياني أن هذه الخطوة تعد فرصة ملموسة “لتعزيز العلاقات الاقتصادية ودعم الاستقرار في المنطقة”، حيث التقى أيضا بطريرك القدس اللاتيني الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، مؤكداً له على الالتزام بإعادة أنشطة المدارس.
كما أشار إلى استعداد إيطاليا لمرحلة إعادة الإعمار ، بما في ذلك إزالة الألغام والبنية التحتية الجديدة، مذكراً رئيس الوزراء الفلسطيني بأن حركة حماس لا تستطيع أن تحكم فلسطين بمجرد تحقيق الاستقرار في غزة والضفة الغربية.
وتهتم روما بمشروع “بناء الاستقرار الدائم في المنطقة بأكملها”، في إشارة إلى الإطار الجيوسياسي الشامل وهو البحر المتوسط، حيث من الضروري “العمل في سلام وتكثيف التجارة”.
ويشمل الدور الإيطالي كذلك تعزيز الهدنة و السلام العادل، لاستئناف الاتفاقيات الإبراهيمية.
من جهته، تحدث رئيس وكالة آيس الإيطالية ماتيو زوباس، عن الزيارة إلى إسرائيل وفلسطين، قائلاً إن هدفها دعم مهمة تاياني، مع تأكيد الحضور والتقارب الإيطالي بعد اتفاقات السلام في غزة.
وقال زوباس إن إيطاليا يمكن أن تلعب دورًا مهمًا من الناحية التجارية مع مرحلة إعادة الإعمار، حيث أعرب عن الأمل في أن تبدأ في أقرب وقت ممكن، ما يمثل فرصة متبادلة لإيطاليا والأراضي بغزة.
واعتبر أن ذلك يتطلب تدخلات عاجلة في قطاعات البنية التحتية والصحة والتعليم و مجالات أخرى.
وكشف زوباس أنه تم البدء في تقييم تطور العلاقات الخارجية الإيطالية خلال الاجتماعات الثنائية مع المؤسسات الإسرائيلية في القدس مع وزير الخارجية جدعون ساعر ثم مع وزير الخارجية الفلسطيني محمد مصطفى في رام الله.