ورشة العمل التي نظمتها مؤسسة ميد أور تأتي ضمن مبادرات لتعزيز فهم أكبر للديناميكيات الأفريقية وتحفيز الحوار حول آفاق التنمية...
بعد تقرير اللجنة البرلمانية لأمن إيطاليا (كوباسير) حول أفريقيا، نظمت مؤسسة ميد أور الإيطالية ورشة عمل تحت عنوان “نحو مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا – التحديات الكبرى التي تواجه أفريقيا في مجال الطاقة وتغير المناخ وإمكانات التنمية”.
وشارك في الفعاليات جاكي سيليرز، مؤسس معهد الدراسات الأمنية (ISS) أفريقيا ورئيس برنامج المستقبل والابتكار الأفريقي.
ويمثل فهم الديناميكيات الأفريقية عنصراً أساسياً لنجاح استراتيجيات مثل خطة ماتي الإيطالية في أفريقيا.
وركز الحدث على ثلاثة مواضيع رئيسية هي الطاقة وتغير المناخ والتنمية الاقتصادية.
من جانبه، تحدث سيليرز عن نتائج ثلاث دراسات مختلفة أجراها المعهد، مشيراً إلى الحاجة إلى استراتيجيات مبتكرة لتقدم القارة.
وتطرقت المناقشات إلى احتياجات أفريقيا المتزايدة من الطاقة، فيما أشار سيليرز لإمكانيات القارة الغنية بالموارد الطبيعية مثل الشمس والرياح، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وتوقعت تقارير أن تشكل أفريقيا 13% من انبعاثات الكربون العالمية بحلول عام 2050، وترتفع إلى 22% بحلول عام 2063.
وسلطت ورشة العمل الضوء على العواقب الوخيمة لتغير المناخ في أفريقيا، وهي القارة المعرضة بشكل خاص للأحداث المناخية المتطرفة.
ويؤثر الجفاف والفيضانات والتصحر على المجتمعات المحلية، ما ينعكس بدوره على الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي.
كما أشار سيليرز لأهمية الاستجابة المنسقة دوليا للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، مشدداً على الحاجة إلى سياسات تكيف فعالة لحماية القطاعات الإنتاجية في أفريقيا.
كما ركزت المناقشة على مكانة أفريقيا على الساحة الدولية، في وقت تواجه القارة تحديا مهما يتمثل في تعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي على مستوى العالم.
وشددت الدراسة على ضرورة تحسين الإدارة والاستثمار في التعليم وتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي.
وفي هذا السياق، تمثل مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا فرصة رئيسية لإعادة تعريف دور أفريقيا في النظام الاقتصادي العالمي.
كما تطرق التحليل لنمو الجنوب العالمي والاتجاه نحو عالم إقليمي ومتعدد الأقطاب بشكل متزايد.
وعلى الرغم من أن الصين تستعد لتجاوز الولايات المتحدة باعتبارها القوة المهيمنة قبل منتصف القرن، فإن الغرب سيستمر في الحفاظ على ريادته من حيث الثروة والجاذبية والتكنولوجيا.
وتطرقت الدراسة لعالم مجزأ إلى كتل مثل مجموعة السبع ومجموعة العشرين وبريكس.
كما أبرزت الدراسة مخاطر المستقبل الذي يتسم بالصراعات وعدم الاستقرار العالمي، حيث تضعف الاقتصادات وترتفع مستويات الفقر بشكل كبير.
بالإضافة إلى ذلك، شدد الحدث على أهمية التعاون بين مراكز الفكر والمؤسسات لمواجهة التحديات الاستراتيجية للقارة الأفريقية.
وبدورها، وقعت مؤسسة ميد أور الإيطالية مذكرة تفاهم مع المركز، وهو أحد مراكز الأبحاث الإفريقية الأكثر موثوقية والمتخصصة في الأمن والحوكمة والتنمية.
ويوفر معهد الدراسات الأمنية من خلال مكاتبه في بريتوريا (جنوب أفريقيا)، ونيروبي (كينيا)، وأديس أبابا (إثيوبيا)، وداكار (السنغال)، التحليلات والحلول للتحديات التي تواجه أفريقيا اليوم وفي المستقبل المنظور.
وتكتسب المناقشة بين الخبراء وصانعي السياسات أهمية كبيرة لتحديد استراتيجيات فعالة ومستدامة لمستقبل أفريقيا، وذلك مع اقتراب موعد انعقاد قمة مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا.