التغير المناخي ليس قضية بيئية، بل تحدي معقد يشمل الأمن والاقتصاد والجغرافيا السياسية....
نشرت مؤسسة ميد أور الإيطالية إصدار، بعنوان تغير المناخ والأمن: تحدي عالمي، حيث يحلل تداعيات هذه الظاهرة، مع التركيز على منطقة البحر المتوسط.
وبحسب موقع “ديكود 39” الإيطالي، باتت الأحداث المتطرفة كالفيضانات والحرائق والجفاف متكررة، ما يؤدي إلى عواقب مباشرة على استقرار البنية التحتية والأمن الغذائي والتماسك الاجتماعي.
وتحدث الموقع عن ارتفاع منسوب مياه البحر بالمناطق الساحلية المكتظة بالسكان، موضحاً أن موجات الحرارة الشديدة تعمل على تغيير النظم البيئية والديناميات الاقتصادية، مع تأثير مباشر على الهجرة والتوترات الجيوسياسية.
ويؤثر تغير المناخ على الاقتصاد والسياسة والعلاقات بين الدول، بحسب التقرير.
بالإضافة إلى ذلك، تؤثر الظواهر الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل والجفاف والأوبئة و الجوائح بشكل مباشر على الاستقرار الاجتماعي والسياسي والقدرة الدفاعية للدول.
وقال الموقع الإيطالي إن تأثير تغير المناخ لا يمتد فقط إلى قطاعات فردية، بل يمثل عامل مضاعف للأزمات، الأمر الذي يجعل الأمن العالمي أكثر هشاشة.
كما تنعكس العواقب على الأمن الغذائي وإنتاج الأسماك، مما يؤثر على الاستقرار الجيوسياسي وسلاسل التوريد.
وذكر التقرير أن هذا الأمر يؤدي إلى التنافس على السيطرة على هذه الموارد الطبيعية، وخاصة المياه والمعادن اللازمة لانتقال الطاقة، ما يؤدي إلى تفاقم التوترات.
ويشير تطور مفهوم الأمن إلى أن التهديدات التقليدية كالحروب والصراعات، أصبحت مصحوبة بتهديدات بيئية وصحية.
ويتطلب ذلك الحاجة إلى استراتيجيات التدخل والوقاية والتباين، التي تستخدم البحث العلمي والتقنيات الجديدة لتعزيز القدرة على الصمود.
وحذر التقرير من أن التهديدات الهجينة التي يصاحبها أحداث مناخية متطرفة، تعرض البنية التحتية للطاقة للخطر، كما ينتج عن تحول الطاقة تحديات جديدة للبلدان التي تعتمد على الوقود الأحفوري.
بدورها، تهدف مؤسسة ميد أور الإيطالية إلى تعزيز وعي أكبر في هذا الشأن.
ويوفر دفتر الملاحظات، المتاح مجانًا على الموقع الإلكتروني للمؤسسة، فرصة لاستكشاف الروابط بين المناخ والأمن، مع قاعدة معرفية للمؤسسات وصانعي السياسات والمواطنين.
كما حذر التقرير من أن تغير المناخ لا يشكل تهديدا مستقبليا بل هو حقيقة تؤثر بالفعل على الاستقرار والأمن اليوم، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب التصدي له عبر التزام جماعي واستراتيجيات مبتكرة.
