محللون يؤكدون أن زيارة الرئيس الإماراتي إلى روما تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين، مع فتح آفاق للشراكة في قطاعات حيوية...
يجري رئيس الإمارات محمد بن زايد اجتماعات لمدة يومين في العاصمة الإيطالية روما مع الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا والحكومة الإيطالية.
وجاء ذلك بعد زيارة ماتاريلا الخاطفة إلى أبوظبي في عام 2022، والتي أعطت دفعة قوية للتعاون بين البلدين وما ترتب على ذلك من إعادة تنشيط العلاقات.
جدير بالذكر أن ميلوني أجرت زيارة إلى أبوظبي، تم خلالها التوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون الاستراتيجية والاقتصادية والصناعية، وتعد الاتفاقية المبتكرة لربط الطاقة مع ألبانيا نموذجا استثنائيا في هذا الشأن.
من جانبه، قال فراس النائب، أستاذ العلاقات الدولية ورئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأمريكية بالإمارات، إن الزيارات المتبادلة المتكررة بين قيادة البلدين تعد مثالاً على عمق ومصداقية العلاقات بين الإمارات وإيطاليا.
وأشار النائب إلى أن زيارة بن زايد تندرج في هذا السياق وتمثل “خطوة أخرى إلى الأمام لتعزيز الشراكات الاستراتيجية بين البلدين”.
وأوضح أنه على الرغم من أهمية البعد السياسي لهذه العلاقات، إلا أنها تمتد لتشمل كافة أبعاد العلاقات الدولية الأخرى، مثل الاقتصاد، الطاقة، الصناعة، الذكاء الاصطناعي.
وتمثل الاتفاقية الثلاثية بين الإمارات وإيطاليا وألبانيا في قطاع الطاقة مؤشر على قوة الشراكات بين البلدين، بحسب موقع “ديكود 39” الإيطالي.
وأضاف النائب أن الإمارات باتت بوابة لعلاقات إيطاليا الإقليمية العربية والشرق أوسطية، مما ساهم كمرجع لخطة ماتي الإيطالية في أفريقيا.
وتابع أن إيطاليا باتت إحدى أهم الدول في علاقات الإمارات مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما مثل علامة قوية في منظومة العلاقات الدولية.
بدوره، قال حسان الخليفي، خبير العلاقات الدولية والكاتب الإماراتي، إن الزيارة تمثل حدثا دبلوماسيا واقتصاديا مهما يعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
وأشار إلى أن الزيارة تأتي “في إطار الجهود المستمرة لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما في ذلك الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والاستثمارات المشتركة، بالإضافة إلى تعزيز الحوار الثقافي والسياسي بين الإمارات وإيطاليا”.
وتوقع الخليفي أن تركز المحادثات على تعزيز الشراكة الاقتصادية، لاسيما في ظل التوجه العالمي نحو التحول الأخضر والاستدامة، باعتبار الإمارات دولة رائدة في مجال الطاقة النظيفة، فيما تلتزم إيطاليا بقوة بتحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفرية.
من ناحيتها، قالت ابتسام الكتبي، رئيسة ومؤسسة مركز الإمارات للسياسات، إن اللقاء يأتي في سياق التعاون الاستراتيجي بين البلدين، الذي يشمل قطاعات الطاقة والدفاع و التجارة و التكنولوجيا، بالإضافة إلى الدبلوماسية الدولية.
وأشارت إلى رغبة البلدين في تعزيز تعاونهما في القطاعات الرئيسية مثل أمن الطاقة والتجارة والاستثمارات والثقافة والدفاع والتكنولوجيا المتقدمة.
وأوضحت الكتبي أن الاجتماع الذي عقد في منتصف يناير بين بن زايد و ميلوني كان خطوة أخرى إلى الأمام في مسار الشراكة.
وأكدت أن هذا الاجتماع يمثل نقطة تحول في إعادة تنشيط الحوار السياسي والاقتصادي.
وألقت الخبيرة الضوء على وجود تعاون قوي بين شركة أدنوك الإماراتية وإيني الإيطالية في قطاع النفط والغاز، مشيرة إلى أن الاهتمام يتحول الآن إلى الطاقة المتجددة.
وتحدثت الكتبي عن التكامل بين الاقتصادين “باعتبار إيطاليا اقتصاداً متقدماً في مجموعة السبع، حيث توفر إيطاليا فرصاً عديدة لاستراتيجية التنويع الاقتصادي للإمارات، في حين يمكن لأبوظبي المساهمة بالاستثمارات وخبرتها في القطاعات الناشئة، مثل قطاع الفضاء”.
كما تطرقت الكتبي إلى التعاون الدفاعي واصفة إياه بالعنصر الأساسي في العلاقة الثنائية. وقالت إن إيطاليا تزود الإمارات بالتقنيات المتقدمة من خلال شركات مثل ليوناردو، التي تلعب دورا مهما في تجهيز القوات المسلحة الإماراتية.