Home » مقابلة.. سفير الإمارات يستعرض مجالات التعاون مع إيطاليا
سياسة

مقابلة.. سفير الإمارات يستعرض مجالات التعاون مع إيطاليا

السبوسي يقول إن العلاقات بين الإمارات وإيطاليا شهدت نمواً كبيراً في مجموعة من القطاعات، مع تزايد التجارة غير النفطية...
أكد عبد الله علي السبوسي، سفير الإمارات في روما، أن العلاقات بين الإمارات وإيطاليا متينة وديناميكية، مشيراً إلى أنها مبنية على المصالح المشتركة وتدعمها رؤية والتزام قيادت البلدين.
وتحدث السفير الإماراتي عن العلاقات بين البلدين في ضوء الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الإمارات محمد بن زايد إلى العاصمة الإيطالية روما.
وبسؤاله عن تطور العلاقات الثنائية بين البلدين في ضوء الزيارات المتبادلة خلال الشهرين الماضيين، قال السفير الإماراتي، في مقابلة مع مجلة “فورميكي” الإيطالية، إن البلدان طورا شراكات قوية تشمل التجارة والاستثمار والثقافة والتواصل بين الناس والابتكار.
وأكد أن التجارة الثنائية تستمر في النمو مع تحقيق تعاون كبير في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيات المتقدمة، ما يعزز الالتزام المشترك بالتقدم والازدهار المتبادل.
وتابع السفير السبوسي: شهدت العلاقات بين الإمارات وإيطاليا نمواً كبيراً في مجموعة من القطاعات، مع تزايد التجارة غير النفطية بين البلدين بشكل مطرد، مشيراً إلى أن هذا يدل على قوة الروابط التجارية التي تدعم فرص العمل وتحفز الابتكار و النمو الاقتصادي.
وأشار السبوسي للخبرة الإيطالية في مجالات التصنيع والتصميم والصناعات عالية التقنية، مع مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للتجارة والاستثمار.
وحول المجالات الرئيسية في الشراكة بين البلدين، قال سفير الإمارات إن قطاع الطاقة برز كمجال رئيسي للتعاون بين الإمارات وإيطاليا، خصوصاً في مجال الطاقة المتجددة، حيث يعمل البلدان نحو مستقبل أكثر استدامة.
وقال السبوسي إن الإمارات ترى العمل المناخي باعتباره فرصة لتقديم حلول عملية ومبتكرة لتحدي عالمي يؤثر على كل دولة بشكل مختلف.
وأكد السبوسي أن الرئاسة الإماراتية للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) عام 2023 حققت نجاحاً استثنائياً، مع “توافق الإمارات” التاريخي، وهو اتفاق بين 198 طرفاً للبدء في حقبة جديدة من العمل المناخي.
كما أشار السبوسي إلى مجال البنية التحتية والبناء، حيث تشارك الشركات الإيطالية في مشاريع تنموية مهمة في الإمارات. بالإضافة إلى ذلك، هناك قطاع التكنولوجيا والابتكار، لا سيما في قطاعات الطيران والدفاع والذكاء الاصطناعي.
وتطرق سفير الإمارات إلى الاتفاقية الثلاثية الأخيرة بين إيطاليا والإمارات وألبانيا في قطاع الطاقة، فضلاً عن التعاون في الشرق الأوسط وأفريقيا، مشيراً إلى أن التكنولوجيا والابتكار تمثل مجالات ذات أهمية كبيرة، لا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية والتحول الرقمي.
وأكد السبوسي أن هذه القطاعات توفر إمكانات نمو كبيرة وتمثل أهمية بالغة لمستقبل العديد من الصناعات، بما في ذلك الخدمات المالية والرعاية الصحية والطاقة.
وكشف السفير أن بلاده تستثمر أيضًا بكثافة في صناعة الطيران، حيث تدعم الشراكات مع الشركات الإيطالية.
كما أشار إلى مجالات الاستدامة والطاقة النظيفة، موضحاً أنه مع استمرار الإمارات في ريادتها في تطوير الطاقة المتجددة محلياً، تتطلع أبوظبي إلى التعاون مع الشركات الإيطالية التي تبتكر في مجال التقنيات المستدامة وحلول الطاقة الخضراء.
وتابع: تدعم هذه الاستثمارات رؤيتنا الأوسع لاقتصاد متنوع ومنخفض الكربون، كما أنها تمثل أداة قوية للتعاون الدولي، كما يظهر من الاتفاق الثلاثي مع ألبانيا، الذي تم التوقيع عليه في يناير الماضي.
وقال السبوسي إن الاتفاقية التي تبلغ قيمتها مليار يورو ستسمح لإيطاليا باستيراد الطاقة المتجددة من منطقة البلقان، وجلب الطاقة النظيفة إلى المنازل الإيطالية ودعم البحوث المشتركة بشأن الحفاظ على المياه والزراعة المستدامة.
وذكر السفير الإماراتي أنه في بداية عام 2024، أطلقت دولة الإمارات “مبادرة محمد بن زايد للمياه” لرفع مستوى الوعي بخطورة تحديات المياه العالمية من خلال تعزيز تطوير وتنفيذ حلول مبتكرة ومستدامة لندرة المياه، مشيراً إلى أن أبوظبي تنشط بشكل كبير في قطاع الأمن المناخي، وكذلك في مجال الغذاء والصحة.
واستطرد يقول: نرى إمكانات هائلة في الاستثمار في الشركات التي تبتكر في مجال التكنولوجيا الحيوية والأدوية وتقنيات الرعاية الصحية.
وأكد السبوسي أن قطاع الأغذية الزراعية والمياه يحظى بأهمية حيوية بالنسبة لدولة الإمارات، سواء على المستوى المحلي أو باعتباره أحد ركائز التعاون الدولي.
وبخصوص خطة ماتي الإيطالية في أفريقيا، قال سفير الإمارات: نعتبرها منصة قوية وكاملة تسمح لدولة الإمارات وإيطاليا باستكشاف مجالات التعاون المتبادل والاستثمار في تنمية الاقتصادات والمجتمعات المحلية، والعمل مع الشركاء المحليين من أجل صالح المنطقة بأكملها.
وأضاف السفير الإماراتي: نعمل معًا لخلق الفرص التي تعزز المجتمعات الأفريقية، مع ضمان التنمية المستدامة.
وأشار السبوسي إلى أن الإمارات وإيطاليا كانتا من رواد “عملية روما”، وهي إطار متعدد الأطراف مخصص للتنمية المستدامة والأمن والنمو الاقتصادي في أفريقيا.
واعتبر أن هذه المبادرة تؤكد الالتزام بتعزيز التعاون الاقتصادي طويل الأمد بين إيطاليا والإمارات والدول الأفريقية، مع إيلاء اهتمام خاص لتطوير البنية التحتية والطاقة المتجددة ونقل التكنولوجيا.
ومضى يقول: تشترك الإمارات في رئاسة مجموعة عمل الطاقة والمناخ مع إيطاليا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مما يعزز جهودنا المشتركة لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية من خلال الاستثمار في الطاقة واستدامة المناخ.
من ناحية أخرى، قال السفير الإماراتي إن بلاده تتوقع توسيع دورها العالمي في مجموعة متنوعة من القطاعات الحيوية، مع التركيز بشكل خاص على تعزيز الشراكات مع دول مثل إيطاليا.
وأكد السبوسي أن الإمارات تعمل على تعزيز مكانتها كلاعب رئيسي في الأسواق العالمية والاقتصاد العالمي، مضيفاً: نحن نمثل نقطة جذب لرأس المال، ومركزًا لوجستيًا، وحلقة وصل حيوية في التجارة الدولية، تربط بين الشرق والغرب.
وأشار إلى توقيع دولة الإمارات 25 اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع شركاء استراتيجيين، ضمن استراتيجية طويلة المدى لتنويع العلاقات الاقتصادية وتطوير شراكات دولية قوية في التجارة والصناعة والاستثمار.
وكشف السفير أن هذه الاتفاقيات تعمل على توسيع الفرص الاقتصادية من خلال تسهيل الوصول إلى السلع المتداولة عن طريق البحر والبر والجو، فضلاً عن تسخير الإمكانات غير المستغلة للتجارة الرقمية وتدفقات البيانات عبر الحدود.
وقال السفير السبوسي إن الإمارات تستثمر بشكل كبير في الاستدامة والطاقة المتجددة والرقمنة والذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن هذه الاستثمارات لا تعمل على تنويع الاقتصاد فقط، بل تجعل البلاد رائدة في مجال الإبداع وشريك أساسي في مكافحة التحديات العالمية، مثل تغير المناخ والتحول التكنولوجي.
وتابع السبوسي: هذا التركيز على القطاعات الإستراتيجية يعزز مكانتنا الدولية.
كما كشف السبوسي أن الإمارات تمكنت بنجاح من تحقيق 12 وساطة بين روسيا وأوكرانيا، حيث تم تبادل 2883 أسيراً بفضل الوساطة الإماراتية.
وفي عام 2023، وكمبادرة للعمل الجماعي بشأن الاهتمامات المشتركة، اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار التاريخي رقم 2686 بشأن التعصب والأمن الدولي، الذي شاركت في صياغته الإمارات.  وأكد السبوسي أن هذا هو القرار الأول من نوعه الذي يعترف بأن خطاب الكراهية والتطرف يمكن أن يساهم في اندلاع الصراعات.
واختتم السبوسي قائلا: باعتبارها مركزاً للثقافات المتنوعة والتسامح، وموطناً لأكثر من 200 جنسية تعيش في أمن واستقرار وازدهار، فإن سياسة الانفتاح التي تنتهجها الإمارات وبيئتها الملائمة للاستثمار والتعايش، مع توفر البنية التحتية المتطورة في كافة القطاعات، تمثل الأساس لأي دولة تطمح إلى تنويع مواردها الاقتصادية وتحقيق التنمية البشرية والعلمية والثقافية والاقتصادية. وهذا هو أفق رؤية قيادتنا.

اشترك في النشرة الإخبارية