الهند تعزز تواجدها في أفريقيا عبر البعد البحري

أعلنت الهند عن إطلاق أكبر مناورات بحرية بمشاركة دول أفريقية، في خطوة تتجاوز التعاون العسكري لتشمل مشروع استراتيجي أوسع في المحيط الهندي والبحر المتوسط الأوسع أو ما يطلق عليه “البحر الهندي المتوسطي”.

وانطلقت المناورات يوم الأحد في دار السلام بتنزانيا بمشاركة ثماني دول أخرى، بما في ذلك كينيا ومدغشقر وموريشيوس وجنوب أفريقيا.

ويتمثل هدف المناورات التي تشمل “مرحلة الميناء” و”مرحلة البحر” في تعزيز الوجود الهندي في المنطقة، فيما يتعلق بمكافحة القرصنة وبناء القدرات البحرية، بحسب ما نقله موقع “ديكود 39” الإيطالي.

من جهته، حضر نائب وزير الدفاع الهندي سانجاي سيث حفل الافتتاح، حيث أكد على ضرورة جعل المناورات حدثاً يقام كل عامين.

وبحسب تحليل، تأتي المناورات في إطار استراتيجي يتعلق بالرؤية البحرية الهندية، والتي تهدف إلى بناء نوع من الاستقرار والنفوذ في المنطقة الهندية المتوسطية.

وتعد الشراكات مع البلدان الساحلية الأفريقية عنصرا أساسيا في مواجهة توسع نفوذ الجهات الفاعلة الأخرى وتحقيق التوازن بين التهديد التقليدي وغير التقليدي المتزايد.

بالإضافة إلى ذلك، تأتي المناورة في إطار المفهوم الأوسع للأمن والنمو للجميع في المنطقة، الذي أطلقته نيودلهي لتعزيز الأمن التعاوني والتنمية المشتركة في حوض المحيطين الهندي والهادئ.

وتعمل المناورات كذلك على تعزيز الروابط بين بلدان الجنوب ووضع الهند كشريك مرجعي للدول الساحلية الأفريقية التي تبحث عن بدائل استراتيجية مثل الصين.

وتمثل المنطقة الهندية المتوسطية مساحة جيوستراتيجية جديدة حيث تتطلع الهند للعب دوراً قيادياً فيها، عبر استعراض القوة البحرية وتطوير البنية الأساسية للموانئ ذات الاستخدام المزدوج وتعزيز الترابط اللوجستي والتكنولوجي والتشغيل العسكري المتبادل.

وينعكس هذا الأمر على تعزيز التعاون الثنائي، كما يتضح من الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الدفاع الهندي إلى العاصمة الإيطالية روما، بغرض تنسيق الهند وإيطاليا بشأن الأمن البحري والصناعي في إطار منطقة البحر المتوسط الهندية.

ويتجه الحوار نحو رؤية مشتركة للمحيط باعتباره مساحة حيوية للتجارة والتوازن الجيوسياسي وإدارة الأزمات.

كما يعزز الاتفاق بين خفر السواحل الهندي ونظيره الإماراتي، مؤخراً، التعاون البحري والقدرة على الاستجابة المشتركة للتهديدات الهجينة والاتجار غير المشروع.