مقابلة مع السفير الصومالي في إيطاليا، عمر شيجو، حول العلاقة مع إيطاليا من أجل تنمية بلاده، حيث تواجه تحديات أمنية تعيق النمو الاجتماعي والاقتصادي..
أجرت مجلة “فورميكي” الإيطالية مقابلة مع إبراهيم عمر شيجو السفير الصومالي الجديد لدى إيطاليا، وهو مهندس وسياسي ودبلوماسي، ويتحدث الإيطالية بطلاقة.
وترتبط الصومال بعلاقات تاريخية مع إيطاليا، كما إنها إحدى الدول الرئيسية في البحر الهندي المتوسط، وتمتد من خليج عدن، وهي مركز تاريخي وجغرافي مهم عبر البحر الأحمر.
كما تعد الصومال إحدى الدول الاستراتيجية في شرق أفريقيا والقرن الأفريقي، وتكتسب أهمية جغرافية، فضلاً عن أنها تعد أولوية لخطة ماتي الاستراتيجية الخاصة بأفريقيا التي أطلقتها حكومة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.
وقال السفير الصومالي إن بلاده شهدت عقوداً من الحرب الأهلية، مما أدى إلى تفاقم الوضع الاقتصادي والإنساني في البلاد.
وأضاف: نعاني من مشكلة الإرهاب، إلا أن الحكومة الحالية، بقيادة الرئيس حسن شيخ محمود، اتخذت موقفا قويا ضد الإرهاب ونجحت في تحرير مساحات شاسعة من الأراضي من سيطرة حركة الشباب، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وأشار إلى جهود الرئيس الصومالي في الوفاء بوعده خلال الحملة الانتخابية، مع تعهده “شخص واحد، صوت واحد”، حيث بات لدى الصوماليين بطاقات هوية تمنحهم الحق في التصويت في الانتخابات الإقليمية والوطنية المقبلة في عام 2026.
وأكد السفير أن كل صومالي سيستطيع المشاركة في العملية الديمقراطية المتمثلة في انتخاب الحكومة، ما سيساهم أيضا في تعزيز الوحدة الوطنية، مضيفاً أن بطاقات الهوية ستسمح بتقديم الخدمات الاجتماعية للمواطنين، بما في ذلك التعليم والدعم الاجتماعي.
وحول نهج الحكومة بشأن التنمية الاقتصادية، قال شيجو: نشجع الاستثمار الدولي في الصومال، لأنه من الضروري أن يقود القطاع الخاص الطريق لتحقيق التنمية الاقتصادية الحقيقية. كما أن الصومال بلد غني بالموارد الطبيعية، إلا أن عملية التعافي بطيئة.
وأشار إلى أن الرئاسة تتطلع إلى تشجيع رجال الأعمال على الاستثمار في الصومال، مؤكداً أن زيادة الأمن والاستثمار في البنية الأساسية من شأنه أن يؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة الاستثمار الخاص وخلق فرص العمل.
وحذر السفير من الخطر الأمني بسبب التعاون بين الجماعات الإرهابية المختلفة، وخاصة الحوثيين من اليمن الذين يتسللون إلى الصومال، ويدعمون حركة الشباب وغيرها من الجماعات الإرهابية، مع استخدام الصومال كنقطة عبور وقاعدة عمليات إلى أوروبا وأفريقيا.
وأكد السفير الصومالي أن الحكومة تعمل بشكل وثيق مع الشركاء الدوليين، وخاصة الاتحاد الأوروبي، لمكافحة القرصنة التي تراجع نشاطها بشكل كبير.
وتابع شيجو: تتمتع الصومال بساحل طويل للغاية، يزيد طوله عن 3300 كيلومتر، وتقع في موقع استراتيجي. ومع ذلك، لا تملك الحكومة الفيدرالية حاليا نظاما فعالا لدوريات وحماية الساحل.
وكشف أن الصومال بحاجة إلى الأدوات اللازمة لتدريب خفر سواحل وبحرية خاصة به، وتطوير قدرات مستقلة لحماية سواحله والمنطقة الاقتصادية الخالصة.
وأشار إلى أن الساحل الصومالي يتمتع بإمكانات كبيرة لمصائد الأسماك والاقتصاد الأزرق.
وأضاف أن الصيد غير المشروع في المياه الصومالية يتسبب في خسائر اقتصادية جسيمة وأضرار بيئية.
ومضى شيجو يقول: يجب تنمية إمكانات الصومال في الاقتصاد الأزرق، فيما يمكن لإيطاليا، بمؤسساتها وخبراتها، أن تساعدنا كثيرًا في تطوير إمكاناتنا.
وشدد السفير الصومالي على الحاجة إلى البنية التحتية والتدريب حتى يتمكن الصيادون الصوماليون من التصدير مباشرة إلى أوروبا، دون الحاجة إلى المرور عبر دول ثالثة.
وأكد أن ميلوني أولت أهمية كبيرة للصومال في إطار خطة ماتي، مشيراً إلى أن البلدين قريبان ثقافيا للغاية.
وتابع: لا تزال اللغة الإيطالية تدرس في العديد من المدارس، ونحن جزء من المجال الثقافي الإيطالي.
وأوضح أن إيطاليا يمكن أن تساعد الصومال في تدريب الشباب، و في مجال المضخات الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى التدريب الزراعي وتوفير المعدات.