إيطاليا تعزز العلاقات مع الهند و السعودية في منطقة المتوسط، بدعم أمريكي، فيما يزور مودي المنطقة، في وقت تستضيف ميلانو المنتدى التجاري السعودي الإيطالي...
وتتواصل اللقاءات الدبلوماسية في منطقة البحر المتوسط الهندية، فبعد زيارة نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس لروما ثم نيودلهي، تتلاقى مصالح إيطاليا والهند والولايات المتحدة في الخليج.
وفيما يزور ناريندرا مودي، رئيس الوزراء الهندي، منطقة الشرق الأوسط، هناك احتمالية لحضوره جنازة بابا الفاتيكان فرانسيس في العاصمة الإيطالية روما.
من جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيحضر مراسم الجنازة، وذلك في خطوة تأتي بعد زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى واشنطن الأسبوع الماضي، مع تكنهات لعقد اجتماعات مع القيادة الأوروبية، بحسب ما أورد موقع “ديكود 39” الإيطالي.
ويمثل مجلس الأعمال السعودي الإيطالي إشارة قوية على مركزية العلاقات المتجددة بين إيطاليا و السعودية.
ويأتي الاجتماع مع تنامي الاقتصاد السعودي، عبر التزامه بتنفيذ رؤية 2030، وهو برنامج التحول الاقتصادي والاجتماعي الذي يهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط وجذب الاستثمارات في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية.
وفي هذا الصدد، تتطلع السعودية إلى إيطاليا مع خبرتها في التصنيع وتميزها في التصميم والتحول في مجال الطاقة، كونها شريك رئيسي لتطوير سلاسل التوريد المستدامة ونماذج التعاون المبتكرة.
ويناقش الجانبان قضايا مثل الحقوق المدنية وحقوق الإنسان، مع رؤية مشتركة تتعلق بالتحولات الاقتصادية والطاقة والتحولات في منظور التنمية والتكامل الصناعي.
ويتطلع المنتدى إلى تسليط الضوء على الفرص المتاحة في قطاع الطاقة لاسيما الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، فضلاً عن التنقل الذكي والتكنولوجيا الزراعية.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى السعودية دوراً في تعزيز محور استراتيجي يتجاوز الدبلوماسية.
ويأتي هذا فيما باتت الهند واحدة من الشركاء التجاريين الرئيسيين للسعودية، مع تعزيز التعاون الثنائي في السنوات الأخيرة ليشمل الأمن البحري والتكنولوجيا الرقمية والتكنولوجيا المالية والخدمات اللوجستية المتقدمة.
ويناقش مودي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المشاريع المشتركة في الخليج، فضلاً عن تعزيز البنية التحتية اللوجستية التي تربط الهند بأوروبا عبر شبه الجزيرة العربية والبحر المتوسط.
ومن الضروري في هذا السياق الإشارة إلى دور ممر الهند والشرق الأوسط وأوروبا (إيمك)، وهو الممر الطموح الذي تم إطلاقه في قمة مجموعة العشرين في نيودلهي في عام 2023 بدعم من واشنطن والاتحاد الأوروبي.
جدير بالذكر أنه تم اقتراح مشروع إيميك كبديل استراتيجي للطرق الحالية بغرض إنشاء منصة متكاملة للاتصال المادي والرقمي عبر شبكة من الموانئ والسكك الحديدية والكابلات البحرية ومحطات الطاقة ومراكز البيانات.
وهذا يمثل لروما فرصة لتعزيز مكانتها في البحر المتوسط كمركز للعبور، وبالنسبة للهند، أداة لتعزيز ثقلها الاقتصادي في الغرب، أما السعودية، فهي خطوة مهمة في التحول إلى بوابة لوجستية لمنطقة الخليج.
ولا يمثل الممر بنية أساسية فحسب، بل مسار جيواقتصادي جديد يولد التواصل السياسي والثقافي والتجاري والأمني والطاقة.