كامل المنجد، رئيس مجلس الأعمال الإيطالي السعودي، يتحدث في مقابلة مع مجلة "فورميكي" الإيطالية، عن العلاقات بين إيطاليا و السعودية، مع التركيز على الطاقة النظيفة والثقافة والتجارة الرقمية والتعاون في أفريقيا و ممر إيمك....
وقال المنجد إن مستقبل العلاقات بين السعودية وإيطاليا سوف يتشكل بشكل متزايد من خلال التعاون الاقتصادي والثقافي والاستراتيجي المتكامل، مع تأثيرات ملموسة ليس فقط على المستوى الثنائي، ولكن أيضًا في سياقات ثالثة مثل أفريقيا.
وتعقد اليوم اجتماعات المجلس في ميلانو ثم في 30 أبريل في تورينو، بهدف بناء نموذج متكامل للتنمية الثنائية والإقليمية.
ويقود المنجد الوفد السعودي في ميلانو ثم في 30 أبريل في تورينو لعقد نسخة جديدة من مجلس الأعمال بين البلدين.
وشدد المنجد على أن العلاقات بين السعودية وإيطاليا شهدت تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة.
وكشف المنجد أن حجم التجارة بلغ حوالي 11.6 مليار يورو في عام 2023، مع نمو بنسبة 35٪ مقارنة بالعام السابق، مشيراً إلى أن هذا الأمر جعل إيطاليا واحدة من أكبر الشركاء الأوروبيين للمملكة.
وتابع المنجد أن التكامل الاستراتيجي بين البلدين يتضح أكثر في قطاعات الطاقة النظيفة والتصميم والتصنيع المتقدم.
وأشار إلى أن الزيارة الأخيرة لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى مدينة العلا السعودية تعد خطوة أساسية، حيث تم توقيع 26 اتفاقية بقيمة إجمالية تزيد عن 10 مليارات يورو، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وتطرق إلى مشاريع الطاقة المتجددة، مشيراً إلى تطوير مشاريع في مجال الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وكشف المنجد أن إحدى المبادرات المركزية هي تصدير 1.2 مليون طن من الهيدروجين الأخضر من السعودية إلى أوروبا بحلول عام 2030.
وعلى الصعيد الصناعي، قال المنجد إن شركة ليوناردو وبريسمان الإيطاليتين بدأتا شراكات مع نظيرتيهما السعوديتين في قطاعات الطيران والاتصالات والطاقة.
وأشار إلى التركيز على صناعة السيارات الكهربائية من أجل إنتاج 500 ألف سيارة كهربائية سنويًا بحلول عام 2030.
وتابع المنجد أن خطة ماتي التي أطلقتها إيطاليا توفر فرصا للتعاون، لاسيما في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والأمن الغذائي.
وتابع: تتضمن استراتيجيتنا الأفريقية، التي أعلن عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال القمة السعودية الأفريقية في نوفمبر 2023، أكثر من 40 مليار دولار من الاستثمارات والتمويل والتنمية، وفتح سفارات في 50 دولة أفريقية بحلول عام 2030.
كما أكد المنجد أن الثقافة والتعليم يمثلان ركيزتان أساسيتان للتعاون بين البلدين، بما يتماشى مع رؤية 2030.
وأشار إلى توقيع مذكرة تفاهم ثقافية بين وزارتي البلدين في عام 2023 تشمل التعاون في مجالات الفنون والمتاحف والترميم الأثري و تنظيم معارض مشتركة في السنوات الثلاث المقبلة.
كما تحدث عن توقيع اتفاقيات شراكة بين الجامعات السعودية والإيطالية، بهدف تبادل أكثر من 500 طالب وأستاذ جامعي سنوياً بداية من عام 2025.
وحول قطاع التراث الثقافي، أشار المنجد إلى إطلاق مشاريع لحفظ 15 موقعاً أثرياً سعودياً، وذلك بالتعاون مع المعهد الإيطالي للآثار.
واعتبر المنجد أن هناك فرصة هائلة بشأن بناء ممر الهند والشرق الأوسط وأوروبا (إيمك).
وأوضح أن هذا المشروع استراتيجي فيما تبلغ قيمته 20 مليار دولار و يهدف إلى تقليل وقت نقل البضائع بين الهند وأوروبا بنسبة 40٪ مقارنة بقناة السويس، مشيراً إلى أن السعودية وإيطاليا في وضع يسمح لهما بلعب دور رئيسي في هذا الهيكل الجديد.
ومضى المنجد يقول: تعمل السعودية على تطوير موانئ الدمام وجدة كمراكز لوجستية إقليمية، فيما تستهدف إيطاليا ميناء ترييستي كنقطة دخول رئيسية للبضائع إلى أوروبا.
وأكد أن التعاون سيمتد إلى مجالات أخرى، مشيراً إلى مشاريع البنية التحتية التي تزيد قيمتها عن 10 مليارات يورو في السنوات الخمس المقبلة، وشبكات النقل الذكية والسريعة وربط الطاقة بين الشرق الأوسط وأوروبا ونمو التجارة الرقمية بين السعودية وإيطاليا، والتي قد تتجاوز 50 مليار يورو سنويا بحلول عام 2030.
واعتبر المنجد أن التعاون بين روما والرياض لا يؤسس نموذجًا متكاملًا للتعاون الثنائي فقط، بل يعزز التكامل الإقليمي الأوسع ويبني الجسور نحو فرص التنمية الجديدة.
