يمثل التعليم الأمل لمستقبل النساء في بلد يهيمن عليه الذكورية ويتسم بحرب طويلة وأزمة اقتصادية وكوارث طبيعية، وجاءت هذه التصريحات في فعالية برعاية مؤسسة ميد-أور الإيطالية وجامعة لويس جيدو كارلي...
عقدت، الإثنين، فعاليات تحت عنوان “أفغانستان. الشريعة. المرأة. شهادة استثنائية”، برعاية مؤسسة ميد-أور الإيطالية وجامعة لويس جيدو كارلي، حيث عبرت النساء عن آرائهن، وذلك بحضور ضيفة الشرف ماريا بشير، التي أجبرت على الفرار من بلدها، كونها امرأة وأم وأول نائبة عامة في أفغانستان.
وتحدث الاجتماع عن حرمان النساء والفتيات من حقوقهن، وعدم الالتحاق بالتعليم العالي، وعدم القدرة على العمل أو السفر إلا برفقة أحد أفراد الأسرة الذكور.
كما لا تستطيع النساء دخول الحدائق العامة والحمامات والصالات الرياضية وحتى مراكز التجميل، فضلاً عن ارتداء النقاب الذي يغطي الجسم بالكامل.
وباتت المرأة غير مرئية، بعد الحرية النسبية التي ضمنتها لها القوات الغربية خلال العشرين عامًا الماضية.
أما الآن وفي ضوء حكم حركة طالبان، وفي مناخ من الرعب حيث تطبق الشرطة الأخلاقية القانون الديني بصرامة شديدة بات كل شيء مختلف.
من جانبه، قال جايتانو كواليارييلو، عميدُ كلية لويس للحكم إن المرأة باتت مذنبة بتحديها السلطة المطلقة وإثباتها بأفعالها أن النظام السياسي والدين يُمكنهما التعايش باحترام متبادل.
وأشار إلى أن الاحترام هو مساواة في المعاملة بالمثل، وهو واجب في المقام الأول.
بدوره، تطرق رئيس مؤسسة ميد-أور، ماركو مينيتي، للصور المأساوية للأفغان الفارين في عام 2021، مشيراً إلى أنها كانت مهمة للبعض لهزيمة محتملة للغرب، في عالم مترابط أيضًا في مجال حماية حقوق الإنسان.
كما تحدثت المحامية فيديريكا مونداني، في الاجتماع، عن منظور النوع الاجتماعي في العمليات العسكرية الذي روجت له وزارة الدفاع بالتعاون مع المدعي العام الأفغاني في عام 2021.
وقدمت ماريا بشير شهادة حياتها في إيطاليا، حيث في عام 1996، أثناء حكم حركة طالبان، قدمت تعليمًا سريًا للفتيات، وناضلت من أجل التحرر من كل أشكال العنف، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وهي قاضية ملتزمة بمحاربة الفساد والجريمة والعنف الأسري، لكن تتعرض لتهديدات مستمرة بالقتل.
وفي عام 2006، وبعد عودة المتطرفين إلى السلطة في عام 2021، أُجبرت على الخروج إلى المنفى مع أطفالها، لكنها لم تتوقف أبدًا عن نشاطها من إيطاليا.
كما أنها مصرة على الوقوف دائمًا إلى جانب المرأة الأفغانية، وحصلت على جوائز وتقديرات ومنحت الجنسية الإيطالية لجهودها الاستثنائية.
وفي عام 2011، أدرجتها مجلة تايم ضمن المائة شخصية الأكثر نفوذاً وسلطة في العالم، وذلك بفضل أفكارها التي تثير الحوار والمعارضة.
من جهته، أكد مينيتي أن حماية حقوق المرأة هي أيضًا حماية للغرب، موضحاً أن أفغانستان من أهم حاضنات الإرهاب الدولي.
وأشار إلى ماريا بشير المرأة الشجاعة والقاضية التي ضحت بكل شيء من أجل مبادئ الحرية والمساواة في بلدها.
واعتبر أن الانسحاب الدراماتيكي والمتسرع من أفغانستان لا يشكل مصدر فخر للمجتمع الدولي، مضيفاً: ارتكبنا أخطاء في إعادة إعمار أفغانستان، والتي يجب أن نفكر فيها، عندما يبدأ الانتقال، يجب أن يكون منظمًا و يضمن حقوق الناس.