عقد منتدى ريادة الأعمال في لومبارديا لتعزيز العلاقات بين إيطاليا وثالث أكبر اقتصاد في العالم...
عقدت قمة ثنائية رفيعة المستوى بين إيطاليا والهند لأول مرة خارج العواصم المؤسسية، حيث وقع الاختيار على بريشيا، مركز منظومة التصنيع الإيطالية والمقاطعة السادسة في مجال التصدير، حيث تتطلع إلى الأسواق العالمية.
ويعد منتدى بريشيا لريادة الأعمال خطوة هامة نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية بين إحدى أكثر المناطق الصناعية تقدما في أوروبا وقوة ناشئة من المتوقع أن تصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2027 متجاوزة اليابان و ألمانيا.
وعقدت فعاليات منتدى الأعمال الإيطالي الهندي في مجمع متحف سانتا جوليا، المُدرج على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للتراث العالمي، بمشاركة أكثر من مائة رئيس تنفيذي هندي، حيث التقوا نظرائهم الإيطاليين بهدف بدء حوار استراتيجي حول التعاون الصناعي والبحث والابتكار والتدريب.
ومن جانبه، ترأس وزير الخارجية الإيطالي ونائب رئيس الوزراء، أنطونيو تاياني، ووزير التجارة والصناعة الهندي، بيوش جويال، أعمال المنتدى.
وشارك في الفعاليات 155 شركة إيطالية وهندية، حيث تم عقد 170 اجتماعا، منها 136 اجتماعا حضوريا و33 اجتماعا عبر الإنترنت، وفقا لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وتأتي هذه المبادرة في إطار المسار الذي بدأ في أبريل في نيودلهي مع انعقاد أول منتدى أعمال، في استمرارية لحوار يهدف إلى تعزيز النمو المتبادل.
وتتطلع الهند للتكنولوجيا والمعرفة الإيطالية في قطاعات رئيسية مثل الفضاء والطاقة وبناء السفن والدفاع.
فيما تعمل إيطاليا على ترسيخ دورها كشريك موثوق، ودعم نمو التجارة الذي تجاوز 14 مليار يورو في عام 2024، مع زيادة في الصادرات الإيطالية بنسبة 30% في سبع سنوات.
وسلطت زيارة تاياني وجويال لمصنع A2A لتحويل النفايات إلى الطاقة في بريشيا، الضوء على الاقتصاد الدائري والإدارة المستدامة، في محاولة للجمع بين تحول الطاقة والابتكار والقدرة التنافسية الصناعية.
وأكد تاياني أن الهند تعد شريك رئيسي، مشيراً إلى ضرورة جذب المزيد من الاستثمارات الهندية إلى إيطاليا وتشجيع نمو الشركات الإيطالية في السوق الهندية.
بدوره، أكد جويال أن التجربة الإيطالية تعد مصدر إلهام، مشيراً إلى قيمة التعاون الثقافي والصناعي بين البلدين.
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة التجارة الإيطالية عن فعاليتين ترويجيتين، واحدة في الهند والأخرى في تريستي، لتعزيز مشروع ممر الهند والشرق الأوسط وأوروبا (ايمك)، فيما أكد تاياني أنه يعد رافعة جيوسياسية ولوجستية أساسية لتطوير تدفقات التجارة الأوروبية الهندية.
وشدد على أن تريستي تمثل مدخلا استراتيجيا إلى قلب أوروبا، وترتبط ارتباطا مباشرا بمنظومة التصنيع في شمال إيطاليا.
كما تركز إيطاليا على التفاوض بشأن اتفاقية تجارة حرة بين الاتحاد الأوروبي والهند.
وأعرب تاياني عن رغبة الحكومة الإيطالية في توقيع الاتفاقية بحلول نهاية العام، مؤكداً على الحاجة إلى اتفاقية متوازنة تضمن الأسواق المفتوحة وتحمي القدرة التنافسية الصناعية الأوروبية.
وأضاف تاياني، خلال الجلسة العامة للمنتدى: قطاعنا الصناعي بحاجة إلى أسواق مفتوحة.. يمكنكم الاعتماد على الحكومة الإيطالية.
وشدد على أن قمة بريشيا تعد نقلة نوعية في العلاقات بين إيطاليا والهند، حيث تعزز الروابط الاقتصادية والتجارية و التعاون الاستراتيجي على نطاق عالمي.
بدوره، قال جورجيو مارسياج، رائد الأعمال في هذا القطاع ومندوب اتحاد الصناعات الجوية، إن القطاع يشهد مرحلة توسع قوي على المستوى العالمي، مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وتزايد المنافسة التكنولوجية.
وتطرق إلى المنافع بالنسبة إلى الشركات العاملة في القطاع و سلاسل التوريد الموازية، والخدمات ذات الصلة، وفرص التعاون في مجالات متنوعة.
وأكد أن النموذج الإيطالي، القائم على التعاون بين الشركات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، أثبت أنه عامل للمشاركة في برامج دولية مهمة، بل وقيادتها في كثير من الأحيان.
بدوره، قال جوزيبي باسيني، رئيس اتحاد الصناعات الإيطالية، إن 39% من إجمالي التجارة بين إيطاليا والهند تعود إلى لومبارديا.
وكشف أنه في عام واحد، تزايد الرقم بنسبة 10.4% ليصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق.
وأوضح باسيني أن صادرات لومبارديا إلى الهند تقترب من ملياري يورو سنويا، مقارنة بواردات بقيمة 3.57 مليار يورو، وهي قيمة تضع الهند في المرتبة التاسعة بين الدول التي تستورد منها لومبارديا أكثر من غيرها.
