السبوسي يؤكد على الدور الاستراتيجي لإيطاليا في مشروع ممر الهند البحر المتوسط، موضحاً أنه سيربط المنطقة الاستراتيجية للبحر الهندي المتوسطي....
أكد سفير الإمارات في إيطاليا، عبد الله السبوسي، على ثقته بأن بلاده يمكن أن تكون عنصرًا أساسيًا في ممر الهند الشرق الأوسط أوروبا (إيمك)، الأمر الذي سيعزز العلاقات والتعاون بين روما وأبو ظبي.
جاءت تصريحات السبوسي، على هامش مؤتمر “مشروع ممر الهند البحر الأبيض المتوسط: إيطاليا رائدة في مسارات الهند البحر الأبيض المتوسط التي تحدد المستقبل”، الذي نظمه قطاع الشؤون الخارجية في حزب فورزا إيطاليا بمبادرة من ديبورا بيرجاميني.
وتطرقت الفعاليات للإمكانات النظامية لهذا المشروع بالنسبة لإيطاليا، مع الحاجة إلى تطوير رؤية متكاملة على المستوى الوطني ترسخ مكانة مستقرة ضمن سلاسل التوريد العالمية الجديدة، والتي ستمر أيضًا عبر الإمارات، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
كانت زيارة رئيس الإمارات، محمد بن زايد آل نهيان، إلى إيطاليا شهدت توقيع عدد قياسي من الاتفاقيات بين البلدين، حيث كان مشروع إيميك أحد المحاور الرئيسية.
وفي هذا الصدد، قال سفير الإمارات إن إيطاليا باتت شريكًا استراتيجيًا رئيسيًا لبلاده.
وأشار إلى توقيع البلدين في فبراير الماضي على اتفاقية استثمارية ذات أهمية تاريخية مع أكثر من 40 مليار دولار من الجانب الإماراتي في قطاعات رئيسية للاقتصاد الإيطالي، مثل البنية التحتية والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي والطاقة النظيفة.
بالإضافة إلى ذلك، تطرق السبوسي إلى توقيع البلدين على اتفاقية استراتيجية عالمية تتعلق بمشروع إيميك.
وأشار إلى وصول حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 11.6 مليار دولار أمريكي في عام 2024، مع اعتزام البلدين تعزيز العلاقات الاقتصادية بشكل أكبر.
وقال إن إيطاليا و الإمارات من خلال موانئهما وشعبهما ورؤيتهما يضعان أسس مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي والسياسي بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، معربا عن الأمل في اتخاذ الخطوات التالية في هذه المسيرة الاستثنائية مع بناء مستقبل إيمك معًا.
وحول الدور الذي يمكن أن يلعبه الممر في السياق الجيواقتصادي، قال السبوسي إن العالم يشهد تحولا سريعا على المستوى الاقتصادي و الجيوسياسي و التكنولوجي في هذا السياق المتغير باستمرار، مشيراً إلى اتحاد الإمارات وإيطاليا والهند في رؤية مشتركة تتمثل في بناء ممر فرص يربط شبه القارة الهندية والشرق الأوسط وأوروبا في بنية جديدة للتجارة والتواصل.
وقال إن مشروع إيمك ليس مجرد شبكة طرق تجارية، بل نظام ديناميكي يجمع ثلاث مناطق استراتيجية في شبكة متكاملة واحدة، الأمر الذي يحفز النمو الاقتصادي والابتكار والاستقرار.
وأكد أن ممر إيمك سيعمل على تسريع التبادل التجاري، فضلاً عن تعزيز الروابط الثقافية و الاستقرار بين المناطق، مشيراً إلى فرص أكبر للسفر، سواء للتبادل الثقافي والأكاديمي أو السياحة أو لأسباب دينية.
وأوضح السفير الإماراتي أن ممر إيمك يمكن أن يسهم في سد الفجوات الثقافية وتعزيز التفاهم المتبادل.
وأكد السبوسي أن الإمارات لا تعزز الربط على مستوى البنية التحتية فقط، بل على المستوى الدبلوماسي أيضًا، مشيراً إلى التوقيع على العديد من اتفاقيات التجارة الحرة لتحسين تدفقات التجارة وتحفيز فرص الأعمال.
وبحسب الدبلوماسي الإماراتي، وقعت الإمارات، في عام 2022، اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع الهند. وفي العام اللاحق، ارتفع حجم التجارة غير النفطية بين البلدين إلى 54.3 مليار دولار، مقارنة بـ 41.4 مليار دولار في عام 2019.
وفيما يتعلق بالخطوات الرئيسية التي اتخذتها الإمارات لتطوير البنية التحتية الأساسية للمشروع، قال السبوسي إن الإمارات تتمتع بالقدرة على أن تصبح مركزًا استراتيجيًا لشبكة إيمك.
وأضاف: حققنا إنجازات كبيرة في البنية التحتية، حيث طورنا موانئ عالمية المستوى مثل كيزاد وجبل علي، ومراكز لوجستية مثل مدينة دبي اللوجستية.
وأشار إلى أنه في عام 2025، أحرزت الإمارات تقدمًا ملحوظًا في مشروع سكة حديد بقيمة 2.3 مليار دولار أمريكي لربط الإمارات بالأردن.
وأكد أن هذا الرابط يعد جزءا أساسيا من الجزء الشمالي من الممر، حيث يوفر نقلا أسرع وأقل تكلفة بالسكك الحديدية من الخليج إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط.
كما كشف السبوسي عن تصميم خط حديدي ليمتد على مسافة 900 كيلومتر عبر الإمارات، من الحدود السعودية إلى سلطنة عمان، ويربط المراكز والموانئ اللوجستية الرئيسية ببيئة الخليج الأوسع.