أبو العافية يؤكد أن البحر يعمل على تسهيل التجارة وتنويع الإنتاج....
سلطت فعاليات الاحتفال بيوم البحر الأبيض المتوسط، تحت عنوان”تاريخ وحاضر ومستقبل البحر الأبيض المتوسط العالمي”، التي أُقيمت أمس في مقر مؤسسة ميد أور الإيطالية، الضوء على أهمية البحر المتوسط في الذاكرة الرومانية.
وأجرى ديفيد أبو العافية، أستاذ تاريخ البحر الأبيض المتوسط في جامعة كامبريدج، وباولو فالنتينو، الصحفي من صحيفة كورييري ديلا سيرا، حوارًا لاستكشاف جوانب تاريخ البحر الأبيض المتوسط الذي يمتد لألف عام.
ورسم هذا البحر الداخلي الثقافات، وحدد التوازنات الجيوسياسية، وساهم في التقاء الشرق والغرب من الطرق التي سلكها الفينيقيون إلى فتوحات روما وتجارة الجمهوريات البحرية فضلاً عن الحملات النابليونية.
يأتي هذا فيما لا يزال البحر الأبيض المتوسط مسرحا استراتيجيا رئيسيا، تتشابك فيه تحديات الأمن والطاقة والهجرة مع إرث تاريخي لا يزال حاضراً.
وقال أبو العافية إن البحر الأبيض المتوسط يعد نقطة التقاء بين ثلاث قارات، حيث ولدت أهم الديانات الثلاث، وهي اليهودية والمسيحية والعبرية، مؤكداً أنه بحر سهل التواصل والترابط، بفضل طبيعته الخاصة، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
ووصف أبو العافية حوض البحر المتوسط بأنه هادئ، حيث سهل العبور، فيما يتميز بجزر تمثل نقاط توقف، بعضها أصبح مهمًا لاندماج الثقافات مثل صقلية وسردينيا.
وأكد أنه بحر يعمل على تسهيل التجارة وتنويع الإنتاج، بنشاط تجاري نجح دائمًا، على الرغم من مختلف الأعمال العدائية عبر التاريخ.
واعتبر أبو العافية أن البحر الأبيض المتوسط “مُجزأ جداً”.
وأوضح أن بعض الدول، مثل إسبانيا، حاولت إنشاء منطقة متوسطية لاتينية، لكن كان من الواضح أن هذا لن يحدث أبدًا، وأن العديد من الدول كانت ستسعى إلى هوية مختلفة.
ودعا إلى التفكير في الآثار الدولية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
كما أشار إلى ظاهرة الهجرة، حيث أوضح أبو العافية أن منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى شهدت تحسنًا في مستوى المعيشة، لكن الشباب ما زالوا يغادرون ويعبرون البحر الأبيض المتوسط بسبب نقص الفرص.