روما تعزز تعاونها الاستراتيجي مع الدوحة في مجالات الطاقة والدفاع والصناعة، ما يعكس توجه جديد للسياسة الخارجية الإيطالية في الخليج، ويأتي هذا أيضاً في ضوء تنفيذ خطة ماتي وعملية روما…
حققت حكومة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني العديد من الأهداف خلال الألف يوم الأولى من الحكومة ومن بينها العلاقات مع الأطراف الرئيسية في الخليج، وهي منطقة تكتسب أهمية سواء لإيطاليا أو الاتحاد الأوروبي في إطار الجهود لبناء شراكات جديدة.
وفي هذا الصدد، تعد قطر من أهم المحاورين لروما، حيث شهد الحوار الاستراتيجي دفعة قوية في العام الماضي مع زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى روما، مع وضع الأسس لتعاون شامل يرتكز على البراجماتية والمصالح الاستراتيجية.
ويترأس الحوار حاليا وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء الإيطالي أنطونيو تاياني، ونظيره الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني.
وساهم الحضور القطري في مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا في روما في تعزيز ديناميكية العلاقات، وذلك أيضا في ضوء المشاريع الثنائية ومتعددة الأطراف.
وباتت خطة ماتي، التي تعد استراتيجية إيطاليا للتعاون مع أفريقيا، قناة وحلقة وصل للحوار العملي مع الدوحة. وفي هذا الصدد، جرت مناقشات في هذا الشأن، بين نائب وزير الخارجية الإيطالي إدموندو تشيريلي ووزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان المريخي، وبين وكيلة الوزارة انا ماريا تريبودي ووزيرة الدولة للتعاون الدولي مريم المسند، على هامش مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا.
وتمثل خطة ماتي وعملية روما، محور المبادرة الإيطالية للإدارة المتكاملة لتدفقات الهجرة. ومن جانبها، تجري سفارة إيطاليا في الدوحة مناقشاتها مع صندوق قطر للتنمية لاستكشاف مشاريع مشتركة مع الصندوق.
ويستند الحوار الاستراتيجي على التعاون الاقتصادي الحالي الذي يتضمن الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها خلال زيارة الأمير القطري إلى روما، ويشمل جهات فاعلة رئيسية مثل وكالة ساتشي وشركات إيطالية كبرى.
أيضا يتعزز الحوار من خلال صندوق الثروة السيادية القطري، وذلك مع أصول تزيد عن 4 مليارات يورو في إيطاليا، فضلا عن مستثمرين من القطاع الخاص.
بالإضافة إلى ذلك، تركز العلاقات بين إيطاليا وقطر على تعاون قوي في قطاع الدفاع. وفي هذا الصدد، شاركت إيطاليا في البعثة الأمنية لكأس العالم لكرة القدم في قطر بـ 560 فردا في سياق مرقبة المجال الجوي والبحري ومكافحة الإرهاب وإدارة التهديدات الهجينة، بحسب موقع “ديكود 39” الإيطالي.
كما يتواصل التعاون من خلال مشاريع التدريب البحري التي طورتها شركة فينكانتيري الإيطالية، ومركز تدريب الطيارين العسكريين الذي أنشأته القوات الجوية الإيطالية وشركة ليوناردو، حيث الدوحة شريك للمجموعة.
أيضا يعد قطاع الطاقة من محاور التعاون بين البلدين، حيث تعزز شركة إيني الإيطالية للغاز والنفط، التي تتمتع بحضور قوي في قطر ، مكانتها في السنوات الأخيرة بمشاركتها في مشاريع توسعة حقل الشمال، أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم.
فيما يمكن المشروع، إيطاليا من تعزيز تنويع مصادر الطاقة في منطقة استراتيجية.
وتعتبر قطر، إيطاليا شريكا مستقرا وموثوقا به، وعنصرا أساسيا في التخطيط للتعاون مع الغرب.
فيما تعد قطر لاعب مفيد وموثوق وذو علاقات جيدة، حيث تثبت مع وساطتها في غزة والحوار المستمر مع إيران وعملها في أفغانستان وأوكرانيا وأفريقيا، موقفا دبلوماسيا معترفا به، يحظى بتقدير أمريكي.
ويعد محور إيطاليا وقطر أحد أبرز أصول الحضور الإيطالي في منطقة البحر المتوسط، وذلك في سياق الدبلوماسية الاقتصادية التي تروج لها حكومة ميلوني.