إيطاليا والجزائر تعززان الشراكة الاستراتيجية من خلال قمة حكومية ومنتدى اقتصادي في العاصمة الإيطالية...
تنعقد القمة الحكومية السادسة بين إيطاليا والجزائر، اليوم الأربعاء، في العاصمة الإيطالية روما، وذلك بعد استضافة قمة مع الاتحاد الأوروبي قبل شهر أطلقت خلالها الحكومة الإيطالية تدويل خطة ماتي.
وتستقبل رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في اجتماع ثنائي رفيع المستوى، وذلك بحضور عدد من الوزراء من الحكومتين.
ويستقبل الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، تبون في قصر كويرينالي، في تأكيد على متانة العلاقات السياسية بين روما والجزائر.
وبالإضافة إلى القمة السياسية، يعقد منتدى الأعمال الإيطالي الجزائري، الذي تنظمه وزارة الخارجية ووكالة التجارة الإيطالية (آيس)، وذلك بحضور حوالي 500 شركة.
ويشمل البرنامج جلسة عامة تمهيدية وجلسات نقاش حول الطاقة والاقتصاد الدائري والبنية التحتية والزراعة والصناعات المتقدمة والدوائية، وأكثر من 130 اجتماعا بين الشركات، بحسب موقع “ديكود 39” الإيطالي.
ومن المقرر توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في ختام الاجتماع.
جدير بالذكر أن الجزائر تعد المورد الرئيسي للغاز لإيطاليا، متجاوزةً روسيا في عام 2022.
ويعد الاتفاق الموقع في 10 يوليو بين شركتي إيني وسوناطراك، والذي ينص على تطوير منطقة زمول الكبار على مدى الثلاثين عاما القادمة، خطوة أخرى في التعاون في مجال الطاقة.
وعلى المستوى الصناعي، تتعزز العلاقات بين البلدين عبر بعثات تجارية إيطالية إلى الجزائر واهتمام متزايد بقطاعات مثل صناعة السيارات والأعمال الزراعية والتقنيات الخضراء.
من جانبه، قال المحلل الجزائري عبد القادر سليماني، إن إيطاليا تعد الشريك التجاري الأول للجزائر، مع بلوغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 14 مليار دولار، لا سيما في قطاع الطاقة، حيث تصدر الجزائر كميات كبيرة من الغاز إلى روما. وتحدث سليماني عن تجارة كبيرة في المعدات الصناعية والزراعية.
وأضاف الخبير الجزائري، في تصريحات لمجلة فورميكي الإيطالية، أن منتدى روما مهم جدا للجزائر، حيث يمهد الطريق لزيادة الاستثمار الإيطالي المباشر في الجزائر، أيضاً في قطاعات جديدة.
وأشار إلى أن بعض الشركات الإيطالية تستثمر في الصحراء الجزائرية، ومع خطة ماتي، هناك توقعات بمضاعفة الأثر ليشمل قطاعات الأدوية والتكنولوجيا، لاسيما قطاعات الطاقة الخضراء.
وأكد سليماني أن هدف الجزائر هو تجاوز حجم التبادل التجاري 20 مليار دولار، وتحويل التعاون إلى تحالف اقتصادي حقيقي يشمل محاور متعددة.
بدوره، قال أومبرتو بروفازيو، المحلل والخبير في شؤون المغرب العربي في مؤسسة كلية الدفاع التابعة لحلف الناتو والزميل المشارك في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن العلاقات الثنائية بين البلدين تستند إلى تقليد راسخ، أساسه التعاون الجيوسياسي.
وأوضح بروفازيو أن إيطاليا لا تزال الدولة الأوروبية المهمة الوحيدة التي لم تعرب بعد عن موقف إيجابي تجاه خطة الحكم الذاتي المغربية بشأن الصحراء، في إشارة إلى أن روما تدرك مدى حساسية هذه القضية بالنسبة للجزائر.
وبخصوص الاختلافات حول الملف الإسرائيلي، قال بروفازيو إنه على الرغم من أن إيطاليا تحافظ على علاقاتها مع إسرائيل، وأن الجزائر من بين الدول التي لا تزال تعارض التطبيع مع تل أبيب، إلا أن العلاقة لا تزال مستقرة بفضل الضمانات الدبلوماسية التي تضمن التوازن وتسمح بالتعاون الملموس.