تاياني: إيطاليا تتطلع لتعزيز الاستقرار في سوريا.. و بيانتيدوسي: خططنا لوصول 927 ألف وافد خلال فترتين
ناقش اجتماع ريميني المنعقد في إيطاليا مجموعة من القضايا و الأزمات حول العالم ومن بينها الأزمة في سوريا و أوكرانيا والسودان.
وأكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني عدم تغير استراتيجية إيطاليا لتعزيز استقرار سوريا ووحدتها الإقليمية.
وشدد تاياني، في الدورة السادسة والأربعين من اجتماع ريميني، على ضرورة احترام حقوق الإنسان والوثوق في الإدارة السورية الجديدة.
وكشف الوزير الإيطالي عن اعتزام بلاده إرسال المزيد من المساعدات لسوريا. وتابع تاياني: نريد أن نكون مرجعا لسوريا، حتى داخل مجموعة السبع، نريد إرسال رسالة إيجابية بشأن سوريا، معبراً عن الأمل في التمكن من الفوز في المعركة ضد المتطرفين.
وشدد على ضرورة الدفاع عن الأقباط لأنهم يمثلون عنصر استقرار وسلام في الشرق الأوسط، موضحاً أن القضاء على وجودهم سيضر بالسلام.
وبخصوص الأزمة الأوكرانية، قال تاياني إنه لا يؤمن بإمكانية التوصل إلى اتفاق في غضون أيام، مضيفاً: نعرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومصالحه.
وشدد قائلا: سنبذل قصارى جهدنا لضمان حوار مباشر بين الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي وبوتين.
وقال إن روما تدعم سلاما عادلا يضمن استقلال أوكرانيا، مشيراً إلى أهمية ضمان أمن أوكرانيا بعد التوصل إلى اتفاق سلام مرغوب فيه.
من جانبه، عبر وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي عن الفخر كونه جزءا من حكومة استثمرت بكثافة في قضايا مثل الهجرة والرعاية الاجتماعية.
وقال بيانتيدوسي، في جلسة “من الاستقبال إلى العمل: آفاق التكامل الجديدة” المنعقدة خلال اجتماع ريميني: خططنا لوصول 927 ألف وافد جديد خلال فترتين، مدة كل منهما ثلاث سنوات، مع إدماج المهاجرين المنتظمين في سوق العمل، بحسب ما نقل موقع “ديكود 39” الإيطالي.
وأشار إلى إصدار مراسيم الهجرة، لمنع الوافدين إلى إيطاليا من الوقوع في أيدي المجرمين، واعتماد احتياطات تنظيمية وتدخلات تهدف لضمان تشجيع الدخول لأغراض العمل.
وشدد على رغبة الحكومة في وضع قضية الاندماج على رأس جدول أعمالها.
وضمن فعاليات اجتماع ريميني، عقدت حلقة نقاشية بعنوان “السودان ليس أزمة بعيدة”، نظمتها منظمة إنترسوس.
وحضر الحدث، فاليري جوارنييري، مساعدة المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، وميكيلي مورانا، رئيس مكتب الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي في أديس أبابا، التي لها خبرة في إثيوبيا وإريتريا والسودان وجنوب السودان وجيبوتي، وإيرين بانوزو، محللة سياسية وخبيرة في شؤون القرن الأفريقي، فضلاً عن ماركو روسكوني، مدير الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي. فيما أدار النقاش ألدا كابيليتي، كبيرة مستشاري الشؤون الإنسانية في إنترسوس.
واعتبرت كابيليتي أن السودان ليس بلدا بعيدا، بل واقع يشكل تحديا مع انعكاسات إقليمية وعالمية.
واندلع النزاع بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول حميدتي.
وأوضحت بانوزو أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع كانت جزءا من البنية الأمنية التي أسسها نظام عمر البشير.
وأشارت إلى تفاقم الصراع بسبب الاختلالات الاقتصادية الحادة والسيطرة على مناجم الذهب ودور القوى الإقليمية والانقسامات العرقية والإقليمية.
فيما تطرق مورانا لطبيعة عمل التعاون الإيطالي في سياق معقد، معتبراً أن السودان ليس مجرد بلد في حالة حرب، بل أزمة إقليمية تزعزع استقرار إثيوبيا وجنوب السودان وتشاد.
كما تحدث عن 16 مشروعا نشطا بقيمة 61 مليون يورو، في مجالات الأمن الغذائي والتدريب المهني.
من جهتها، قالت جوارنييري من برنامج الأغذية العالمي إن نصف السكان بالسودان يعيشون في ظروف انعدام أمن غذائي حاد.
فيما شدد روسكوني على مركزية السودان بالنسبة لإيطاليا، مشيراً إلى أن السودان يعد بلد ذو أولوية للتعاون الإيطالي.
وحذر الخبراء من أن السودان يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
من ناحية أخرى، ناقشت فاعليات ملتقى ريميني إرث شهداء الجزائر التسعة عشر الذين سقطوا خلال الحرب الأهلية في التسعينيات.
وأدار اللقاء لورينزو فازيني من دار النشر الفاتيكانية، مع مداخلاتٍ للكاردينال جان بول فيسكو، رئيس أساقفة الجزائر، ونجية كبور، أستاذة في المعهد البابوي للدراسات العربية والإسلامية والأخت لورديس ميجيلز ماتيلا، والأب توماس جورجيون.
وعرضت ماتيلا، لمحة عن الحياة في الجزائر قبل وأثناء العشرية السوداء، حيث لم تكن مهمتها التبشير، بل الاندماج الكامل في الحياة.
وأضافت: كان عليّ التخلي عن أشياء كثيرة لأفتح قلبي لواقع جديد، مشيرة إلى نحو ثلاثين سنه من الخدمة كممرضة.
فيما سلط الكاردينال جان بول، الضوء على ثلاثة ركائز لإرث الشهداء، هي “قوة الكنيسة الموحدة”، عبر مسالة تطويب جميع الراهبات التسعة عشر، بالإضافة إلى “قوة الأخوة”، التي تجسدت في احتفال التطويب، الذي أقيم في وهران.
من جانبها، وصفت نادية كبور، وهي مسلمة جزائرية، “الأزمة الوجودية” التي سببها الإرهاب.
وأشارت إلى أن تضحياتهم تكشف عن المسؤولية الإنسانية بشأن حماية الحوار والسلام.