المؤسسة تنظم بالتعاون مع غرفة تجارة فينيسيا جوليا وشركاء إقليميين ودوليين، ورشة عمل دبلوماسية حول السلام بالتزامن مع توقيع إسرائيل و حركة حماس على الاتفاق الذي اقترحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للهدنة في غزة....
نظمت مؤسسة ميد أور الإيطالية، الأربعاء، بالتعاون مع غرفة تجارة فينيسيا جوليا والشبكة الاستراتيجية الدولية ومؤسسات إقليمية وأكاديمية، ورشة عمل للتحليل الدبلوماسي في جوريزيا، لمناقشة فكرة السلام العادل.
وجاء ذلك بالتزامن مع المفاوضات بين إسرائيل و حركة حماس في مدينة شرم الشيخ المصرية على الخطة التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوصل إلى السلام في غزة.
ولم يكن اختيار جوريزيا من قبيل الصدفة، حيث ستكون مع نوفا جوريكا عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2025، رمزا للمصالحة في قارة كانت مقسمة بجدران وحدود.
وتمحورت الفعاليات حول ما إذا كان السلام يمكن أن يكون مستداما و عادلا، فضلاً عن كون العدالة قابلة للتحقيق في ظل عدم تكافؤ الصراعات المعاصرة.
وناقشت الفعاليات الحرب في غزة والصراع في أوكرانيا كمثال، حيث برز السلام العادل كمفهوم مزدوج كونه مثال أخلاقي وتحدي عملي، يتطلب معالجة المطالبات دون إضفاء الشرعية على العدوان والتوازن بين السيادة والتعايش واستعادة البعد الأخلاقي للدبلوماسية.
من جانبه، قال ماسيميليانو فيدريجا، رئيس منطقة فريولي فينيتسيا جوليا، إنه يشعر بالقلق إزاء كيفية تسلل الصراع إلى المجتمعات.
وأشار إلى أن حركة حماس دخلت المنازل لقتل المواطنين والأطفال عمدًا، وليس الجنود الإسرائيليين، معتبراً أن السلام لن يتحقق لو بقيت حماس في فلسطين، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
واعتبر السفير فرانشيسكو ماريا تالو، المبعوث الإيطالي الخاص لممر الهند والشرق الأوسط وأوروبا (إيمك)، أن السلام العادل يتطلب تسوية و الاعتراف بأن نتيجة المفاوضات ضرورية.
وأشار إلى ضرورة السعى إلى سلام مثالي و أعدل سلام ممكن و سلام يمكن تحقيقه حقا.
وتطرقت النقاشات إلى الأمن والاقتصاد و إعادة الصراعات تشكيل سلاسل القيمة العالمية وزيادة الاعتماد على الطاقة والخدمات اللوجستية والتكنولوجيا، حيث يعد السلام العادل مطلبا أخلاقيا و ضرورة اقتصادية أيضاً.
وشددت اللقاءات على أن الدبلوماسية هي الأداة الحاسمة لتحقيق العدالة، فالحروب لا تنتهي بتسريع الدمار بل بالجلوس على طاولة واحدة.
وبدوره، قال أنطونيو باوليتي، رئيس غرفة تجارة فينيسيا جوليا، إن الأزمة تتمثل في محاولة فهم أن الحرب لا تُشن بتدمير المباني وقتل الناس، لكنها في النهاية مسألة مواجهة دبلوماسية.
وأضاف أن الرسالة التي نريد إيصالها هي الجلوس على طاولة واحدة ومناقشة الشروط، فالدبلوماسية دائما تنتصر.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، إن جوريزيا مدينة كانت مقسمة في السابق، واليوم رمز للأخوة الأوروبية.
فيما أعربت ليتيزيا كولوتشي، المديرة العامة لمؤسسة ميد أور، عن سعادتها بنجاح هذا المؤتمر، الذي تم تنظيمه بالتعاون مع غرفة تجارة فينيسيا جوليا ومنطقة فريولي فينيسيا جوليا المتمتعة بالحكم الذاتي.
وأشارت إلى المساهمة في نقاش رفيع المستوى مكرس لقضايا رئيسية في إيطاليا، أمام جمهور كبير يتكون معظمه من الشباب والطلاب المهتمين.
وأوضحت كولوتشي أن جوريزيا تعد موقعا رمزيا بالغ الأهمية لمناقشة السلام والاقتصاد والسياسة الدولية، نظرا لتاريخها وثقافتها الثرية.
وشارك في الجلسة الأولى، شخصياتٍ بارزة مثل دميتري أفراموبولوس، عضو البرلمان اليوناني ومفوض الاتحاد الأوروبي السابق للهجرة والشؤون الداخلية، وميروسلاف لايتشاك، أستاذ في كلية الحوكمة العابرة للحدود الوطنية بمعهد الجامعة الأوروبية، ووزير خارجية سلوفاكيا السابق والممثل الخاص للاتحاد الأوروبي، وأليسيا ميلكانجي، أستاذة التاريخ المعاصر للشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة سابينزا في روما وزميلة بارزة في المجلس الأطلسي، وجاتاي أوزدمير، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة مرمرة، وإيتوري سيكوي، السفير والأمين العام السابق لوزارة الخارجية والتعاون الدولي في إيطاليا.
أما الجلسة الثانية التي ناقشت الأثر الاقتصادي للصراع، بما في ذلك كسر السلاسل، وإعادة الإعمار، ومناطق القيمة الجديدة، فقد شارك فيها، عبد الله السبوسي، سفير دولة الإمارات لدى إيطاليا، وستيفانو بيدوشي، مدير شركة أسارماتوري، وجوزيبي كاتالانو، أمين مجلس الإدارة ورئيس الشؤون المؤسسية في شركة أسيكورازيوني جنرالي، وإنريكو سافيو، المدير العام لشركة ليوناردو إنترناشونال، وفرانشيسكو ماريا تالو، السفير والمبعوث الخاص لإيطاليا لممر الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وفالبونا زينيلي، الزميلة في مركز أوروبا ومركز سكوكروفت للاستراتيجية والأمن في المجلس الأطلسي، وكلاوديو سيسيلينو، مدير العمليات المؤسسية والاستراتيجية والابتكار في شركة فينكانتيري.
فيما تطرقت الجلسة الثالثة للتعددية والدبلوماسية كأدوات للسلام العادل، مع مساهمات من خبراء مثل محمد إبراهيم الظاهري، نائب المدير العام لأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، سيباستيانو كاردي، السفير والممثل الدائم السابق لإيطاليا لدى الأمم المتحدة، محمد لوليشكي، السفير وزميل أول في مركز السياسة للجنوب الجديد وأستاذ مشارك في جامعة محمد السادس للبوليتكنيك.