تاياني يؤكد أن مناقشات شرم الشيخ تبشر بعهد جديد فيما تسعى إيطاليا إلى تعزيز دورها في إعادة إعمار غزة....
توجهت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى مدينة شرم الشيخ المصرية، لحضور القمة الدولية للسلام في غزة، من أجل إنهاء الحرب في القطاع الفلسطيني.
ويأتي هذا في ضوء دور إيطاليا المباشر في الانتقال السياسي وإعادة إعمار القطاع.
وتعكس زيارة مليوني لشرم الشيخ استراتيجية محددة، في مسعى لإعادة إطلاق دور إيطاليا كلاعب رئيسي في منطقة البحر المتوسط مع القدرة على التوسط بين الأطراف واتخاذ إجراءات ملموسة.
ويترأس القمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتعد ميلوني من بين القادة الأوروبيين الأكثر انخراطًا في تحديد خطة توزيع المساعدات الإنسانية وتحقيق الاستقرار، والحكم المدني المستقبلي للقطاع، مع إمكانية انضمامها إلى توني بلير في قيادة إدارية مؤقتة وهو المقترح الذي طرحته الولايات المتحدة، بحسب ما نقل موقع “ديكود 39” الإيطالي.
وتسعى روما للمشاركة في الوساطة متعددة الأطراف مع واشنطن وبروكسل والعالم العربي وأنقرة، وذلك من خلال إجراءات ملموسة منها احتمال استخدام سلاح المهندسين بالجيش في عمليات إزالة الألغام، والاستعدادات لمهمة حفظ سلام محتملة، ولعب دور مركزي في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.
من جانبه، شدد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني على التزام إيطاليا بشكل كامل تجاه الولايات المتحدة والشركاء الآخرين بشأن إعادة إعمار غزة، حيث ستواصل العمل بشكل ملموس على المسار المزدوج الذي يشمل ضمان أمن إسرائيل ومساعدة الفلسطينيين.
وأوضح تاياني قائلا أنه ولأول مرة، بعد عامين من الحرب والحصار، يتم الاعتراف بإيطاليا كمحاور موثوق في تحقيق التوازن بين الدفاع عن الأمن الإقليمي وتعزيز الحقوق الإنسانية في غزة.
وأشار تاياني إلى أن التزام ميلوني ليس سوى نقطة البداية، موضحاً أن المناقشات في شرم الشيخ تبشر بعهد جديد، حيث تسعى إيطاليا إلى تعزيز دورها في إعادة الإعمار، بالعمل مع شركاتها الخاصة والتعاون مع الاتحاد الأوروبي والشركاء الإقليميين لضمان الاستقرار والتنمية الاقتصادية، فضلاً عن إصلاح السلطة الفلسطينية.
واعتبر وزير الخارجية أن القضايا الأكثر حساسية تشمل إطلاق سراح الرهائن، ونزع سلاح حركة حماس، والحكم المستقبلي لغزة، فيما تعمل إيطاليا باستمرار على الاضطلاع بدور القوة الدافعة للحل السياسي والإدارة المتعددة الأطراف لما بعد الصراع.
كما تحدث تاياني عن إطلاق سراح أول الرهائن الإسرائيليين في غزة.
وأكد أن وقف إطلاق النار يمثل خطوة أخرى للأمام على طريق لا يزال هشا، وهو الانتقال من الحرب إلى السلام.
ودعا تاياني، حكومات وشعوب أوروبا وأصدقاء إيطاليا في العالم العربي لترسيخ وبناء الظروف اللازمة لاستمرار السلام وتعزيزه.
كما اعتبر تاياني، في تصريحات صحفية، أن الوضع الجديد في الشرق الأوسط “يُسرع عملية” الاعتراف بدولة فلسطين.
وأشار إلى ضرورة إرساء أسس الدولة الفلسطينية والتي تشمل أراضي غزة والضفة الغربية.
بالإضافة إلى ذلك، أكد تاياني أنه سيتم تعزيز العملية الإيطالية “الغذاء من أجل غزة”، مشدداً على ضرورة معالجة الرعاية الصحية بالتعاون مع المؤسسات الدولية.
كانت وزارة التعاون الإنمائي الإيطالية وقعت اتفاقيات بين مستشفى بامبينو جيسو للأطفال في روما والمستشفيات الإيطالية في عمان وكراكوف، الأردن، مع اعتزام القيام بالخطوة نفسها في المستشفى الإيطالي في القاهرة.
ويتمثل الهدف في تعزيز الرعاية للأطفال المرضى ومبتوري الأطراف والجرحى في غزة، ومساعدتهم في المنطقة من خلال الأطباء الإيطاليين والعرب.