البرلمان الأوروبي يحتضن فعالية بعنوان "خطة ماتي من أجل إفريقيا والممر العالمي: نموذج جديد للعلاقات بين أوروبا وإفريقيا"، بتنظيم من مجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين، حيث سلطت الفعاليات الضوء على الدور الإيطالي في إطار الشراكات مع القارة الإفريقية....
قال المشاركون في الفعاليات إن غياب الدور الأوروبي في إفريقيا أفسح المجال لصالح نفوذ روسيا والصين، بينما تسعى إيطاليا إلى استعادة دورها الريادي من خلال خطة ماتي في أفريقيا والتي تحظى باهتمام أوروبي وأمريكي.
من جانبه، قال ألفريدو مانتوفانو، وكيل رئاسة الوزراء الإيطالية، إن خطة ماتي الإيطالية أثبتت جديتها بعد أن كانت هناك اتهامات تعتبرها “مجرد شعار”.
وشارك في الفعاليات عدد من السياسيين والممثلين الاقتصاديين والماليين من إيطاليا وإفريقيا والاتحاد الأوروبي، ما يجعل الخطة الإيطالية تتخذ شكل المشروع المشترك بين القطاعين العام والخاص من أجل تعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي.
ومن بين المتحدثين، أرولدو كورزي ماتي، وجيانجاكومو كالوفيني، وألبيريكو جامبينو، وسولومون كواينور، وداريو سكانابيكو، وستيفانيا لينوتشي، وجيلسومينا فيجليوتي، وجيامباولو سيلفستري، وفرانشيسكو لولوبريجيدا، وأنطونيو جوزي، وجوزيبي زافارانا، وستيفانو أنطونيو دوناروما، وفيديريكو فيكيوني، وفيديريكا ديامانتي، فلافيو كاتانيو، وبييرفرانشيسكو لاتيني، أنتونيلا سبيرنا، ونيكولا بروكاتشيني.
بدورها، أكدت دوبرافكا شويسا، مفوضة الاتحاد الأوروبي للديمقراطية والديموغرافيا، أن خطة ماتي تنسجم بشكل كامل مع استراتيجية الاتحاد الأوروبي للمتوسط، والتي تركز على العدالة والمنفعة المتبادلة.
فيما شدد جوزيف شيكيلا، مفوض الشراكات الدولية، على أهمية إشراك الإدارات المحلية وتحويل ممرات النقل إلى ممرات للتنمية، معتبراً أن دخول 60 مليون شاب إفريقي سوق العمل خلال السنوات المقبلة يمثل تحدياً وفرصة في الوقت نفسه.
من ناحيتها، أكدت روبرتا ميتسولا، رئيسة البرلمان الأوروبي، أن الدفعة الجديدة للعلاقات مع إفريقيا تنطلق من الجنوب بفضل قيادة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، مشيدة بتبنيها استراتيجية طويلة الأمد.
وشددت على أن إفريقيا تعد شريك أساسي لاستقرار منطقة المتوسط، مشيرة إلى أن التركيز يجب ألا يقتصر على قضايا الهجرة، لكن يجب أن يتضمن التنمية والابتكار.
كما أشارت إلى الفرص الكبرى التي تتيحها القارة في مجالات التكنولوجيا والزراعة والثقافة والرقمنة، بحسب موقع “ديكود 39” الإيطالي.
من جانبها، أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن خطة ماتي باتت استراتيجية أوروبية ودولية بعد أن أصبحت واقعاً عملياً يتضمن نتائج ملموسة.
وكشفت رئيسة الوزراء أن الخطة تشمل حاليا 14 دولة إفريقية، مع أكثر من مليار يورو من التمويلات الإيطالية، فضلاً عن 1.2 مليار يورو عبر مبادرة الممر العالمي (Global Gateway).
جدير بالذكر أن خطة ماتي ترتكز على أربع مبادرات رئيسية، هي ممر لوبيتو الذي يربط إفريقيا الغربية بالشرقية عبر أنغولا والكونغو الديمقراطية وزامبيا.
كما تشمل المبادرة تطوير سلاسل إنتاج القهوة في عدة دول إفريقية، فضلاً عن تمديد كابل الاتصالات البحري “بلو رمان” بين الهند وأوروبا.
بالإضافة إلى ذلك، تشمل المبادرة مركز الذكاء الاصطناعي للتنمية المستدامة في روما، الذي سيجمع مئات الشركات الناشئة الإفريقية.
وأكدت رئيسة الوزراء الإيطالية أن الاستثمار في مستقبل إفريقيا يمثل استثمار في مستقبل أوروبا، مشيرة إلى أن بلادها ستواصل لعب دور الجسر بين أوروبا وإفريقيا خلال القمة الأوروبية الإفريقية المقبلة في أنغولا.
كما شارك في الفعاليات ممثلون عن البنك الدولي وبنك الاستثمار الأوروبي والبنك الإفريقي للتنمية، مشددين على دعمهم لخطة ماتي، لاسيما في مجالات الطاقة المستدامة والبنية التحتية والزراعة والابتكار.
من جانبه، اعتبر نائب رئيس البنك الإفريقي سولومون كواينور، أن خطة ماتي بدلت نظرة الشراكة مع إفريقيا من علاقة مساعدات إلى علاقة أساسها الابتكار والنمو المشترك.
فيما شدد جيامباولو سيلفستري، الأمين العام لمؤسسة AVSI على أن التنمية البشرية ينبغي أن ترافق التنمية المادية، مشيراً إلى نجاح الخطة في إشراك المجتمع المدني والسلطات المحلية لضمان توازن التنمية والأمن والاندماج الاجتماعي.


