Home » ممر إيمك.. أداة استراتيجية للسياسة الخارجية الإيطالية
سياسة

ممر إيمك.. أداة استراتيجية للسياسة الخارجية الإيطالية

GIORGIA MELONI STEFANIA CRAXI
الباحثة في المجلس الأطلسي، روتشيل ريزو، تؤكد أن نجاح الممر الاقتصادي بين الهند و الشرق الأوسط و أوروبا (إيمك) قد يكون له أثر كبير عبر تعزيز الربط بين أوروبا ومناطق أخرى من العالم، لاسيما بالنسبة للدول الأوروبية التي تسعى إلى تنويع سلاسل القيمة....
وقالت ريزو إن إيطاليا، بعد انسحابها من مبادرة الحزام والطريق الصينية في عام 2023، تعمل على زيادة انخراطها في منطقة المحيط الهندي والهادئ. مشيرة إلى أن تعزيز العلاقة مع نيودلهي تعد أحد أبرز محاور السياسة الخارجية الإيطالية الحديثة.
كانت روما أعادت منذ بداية الربيع الماضي تعزيز التزامها باللعب دور محوري في المشروع، عبر خطوات ملموسة مثل تعيين المبعوث الخاص السفير فرانشيسكو ماريا تالو، وإطلاق أعمال المجموعة البرلمانية المشتركة في مجلس النواب.
بالإضافة إلى ذلك، يعد حضور شخصيات دبلوماسية دولية بارزة في مؤتمر إطلاق “مجموعة الصداقة”، خطوة غير معتادة لمبادرة برلمانية، ما يبرز الاهتمام المتزايد على الصعيد الدولي للدور الإيطالي.
وتعتبر إيطاليا هذا المشروع منصة استراتيجية تشمل الأمن البحري والتكامل الأوروأطلسي والانفتاح على منطقة المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط.
وأوضحت ريزو أن العلاقة مع الهند تتسارع بفضل التناغم الشخصي بين رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، حيث التقيا ست مرات منذ تولي ميلوني منصبها، فيما يتجاوز التطور العلاقات الشخصية ليصل إلى قفزة نوعية هيكلية.
وفي هذا السياق، أشارت إلى خطة العمل الاستراتيجية المشتركة التي تم إقرارها في نوفمبر 2024، والتي رسخت التعاون في ملفات الحوار السياسي والاستثمارات والدفاع وسلاسل التوريد والربط الاقتصادي، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وساهمت هذه الخطة في تحقيق نتائج ملموسة، كجولة عرض قطاع الطيران في نوفمبر الماضي التي شاركت فيها ثلاث عشرة شركة إيطالية، زارت مدنا هندية مثل حيدر آباد وبنغالور ونيودلهي، في إشارة إلى التكامل الصناعي والتقني بين البلدين.
ويعد مشروع إيمك بالنسبة لإيطاليا أكثر من مجرد بنية تحتية، حيث يمثل رافعة استراتيجية.
وتطرقت ريزو إلى طموح ميلوني بشأن جعل إيطاليا جسرا بين أوروبا وبقية العالم.
بالإضافة إلى ذلك، قد تسهم الشراكة بين الهند و إيطاليا في تشكيل توجهات الاتحاد الأوروبي بشأن بناء تحالفات جديدة خارج الإطار التقليدي الأطلسي.
وتعتبر روما، هذا المشروع وسيلة لتعزيز دورها في “المتوسط العالمي” و التنافس بين الممرات الدولية.
وقالت مصادر إن ما يدور حول المشروع جاذب للاستثمارات الدولية، وأنه يتم بالفعل إعداد أدوات مالية خاصة تشمل جهات فاعلة من عدة دول وقطاعات.

اشترك في النشرة الإخبارية