Home » الخطوط الجديدة للمنافسة العالمية تمر عبر البحر المتوسط
غير مصنف

الخطوط الجديدة للمنافسة العالمية تمر عبر البحر المتوسط

النسخة الثانية من منتدى "ريملاند ـ أناني"، تشهد نقاشا رفيع المستوى بين مسؤولين في الدبلوماسية والدفاع والصناعة بشأن التحول في الفضاء الجيوسياسي للبحر المتوسط والمجال الأوروبي المتوسطي....
انعقدت في مدينة أناني، في الأول من ديسمبر، النسخة الثانية من منتدى ريملاند، وهو ملتقى متخصص في قضايا الجغرافيا السياسية والاقتصاد الاستراتيجي، أطلقته شبكة شركات الطيران والدفاع في إقليم لاتسيو، وتم تنظيمه بالتعاون مع رئاسة المجلس البلدي لأنينـي، ومؤسسة ميد أور، وموقع أنانيا.
وأكد المنتدى على أن البحر المتوسط بات محور التحول الدولي الراهن، ومسرحاً تتقاطع فيه اعتبارات الدبلوماسية والأمن والصناعة.
وشارك في الفعاليات مجموعة من صانعي القرار والخبراء والمختصين في القطاع الصناعي، بهدف تحليل تفاعلات منطقة المتوسط الموسعة، والفضاء الأوروبي الأطلسي، ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ، ضمن رؤية شاملة تبرز ترابط هذه المجالات، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وكشف المنتدى أن البحر المتوسط لم يعد مجرد منطقة جغرافية، بل بات حلقة استراتيجية تربط بين الأزمات والفرص وأشكال المنافسة الدولية الجديدة.
من جانبها، كشفت وكيلة وزارة الخارجية الإيطالية ماريا تريبودي عن الإطار العام للسياسة الخارجية الإيطالية في ضوء التحول الذي تشهده منطقة المتوسط الموسعة.
وعرضت المسؤولة مقاربة متعددة المستويات ترتبط بالعالم العربي ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ وأمريكا اللاتينية.
واعتبرت أن منطقة المتوسط الموسعة باتت أكثر اتصالا بالديناميات الإقليمية في آسيا، وبالعلاقات مع الدول العربية، فضلاً عن اهتمام جديد بإيطاليا تجاه أمريكا اللاتينية.
وأشارت إلى أن العمل الدبلوماسي الإيطالي يرتبط بشدة بالوجود العسكري في المواقع الحساسة، مبرزة دور الدبلوماسية البحرية الإيطالية في آسيا.
ورأت تريبودي أن مفهوم المتوسط العالمي يعكس الدور المحوري الذي يؤديه هذا الفضاء في خدمة المصالح الوطنية الإيطالية.
من جانبه، أشار أليسيو ناردي، مستشار وزير الخارجية للشؤون الأمنية والتنمية، إلى خطة ماتي كونها أداة للتعاون والاستقرار مع الدول الإفريقية.
وذكر ناردي أن عدد الدول الشريكة في الخطة ارتفع من تسع دول إلى أربع عشرة دولة، مشيراً إلى الاتفاق مع البنك الإفريقي للتنمية من أجل تقديم تمويل للاستثمارات الإيطالية.
وشدد على أن الخطة باتت إحدى الأدوات التي تعزز الترابط بين الأبعاد الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية في واحد من أهم الأقاليم بالنسبة لإيطاليا.
بدوره، عرض رئيس لجنة الرقابة على الأمن والاستخبارات لورينزو جويريني، ووزير الدفاع الإيطالي السابق، رؤية استراتيجية تؤكد مركزية البحر المتوسط في ظل تزايد الترابط الدولي.
واعتبر أنه على الرغم من أن البحر المتوسط لا يمثل سوى 2% من المساحات البحرية العالمية، فإن 20% من التجارة البحرية تمر من خلاله.
وذكر أن البحر هو ملتقى بين ثلاث قارات، ومنطقة معرضة للتوترات لكنها أيضا ساحة طبيعية للحوار.
كما حذر من تأثير المتغيرات الدولية كاحتمال فتح الممر البحري القطبي، مضيفاً أنه في حال بات الممر القطبي صالحاً للملاحة بشكل دائم، فقد ينعكس ذلك سلباً على الموقع الاستراتيجي للمتوسط.
أما فيليبو ديل مونتي، عضو مجلس إدارة شبكة شركات لاتسيو للدفاع، فقد عرض رؤية لتغير طبيعة الحروب الحديثة.
واعتبر أن الحرب في أوكرانيا كشفت عن اتجاهين هما أهمية الذخائر التقليدية و تزايد دور الطائرات المسيّرة والذكاء الاصطناعي.
وحذر من دمج هذه التقنيات داخل الجيوش التقليدية، مع وجود ميدان قتال مفتوح، فيما باتت القدرة على المناورة أساس التفوق العسكري.
بدوره، أوضح جاكوبو ريكيا، رئيس شبكة شركات الدفاع في لاتسيو، أن تعزيز الأمن الأوروبي يمر عبر تطوير قاعدة صناعية أكثر اندماجا وقدرة على الصمود.
واعتبر أن إيطاليا وأوروبا تملكان فرصة حقيقية لتعزيز أمنهما من خلال قاعدة صناعية حديثة ومتعاونة، موضحاً أن تأسيس شبكة إمداد قوية يحتاج إلى دمج العناصر الفاعلة القائمة وتشجيع الشركات التكنولوجية الصغيرة والمتوسطة ووضع معايير مشتركة وتطوير القدرة على زيادة الإنتاج.
وأشار إلى تجربة إقليم لاتسيو التي أظهرت إمكانية توسيع هذا النموذج على المستوى الوطني.
من ناحيته، تحدث أندريا مانتشولي، مدير العلاقات المؤسسية في مؤسسة ميد أور، عن التحديات الداخلية للديمقراطيات الغربية.
وأوضح أن الغرب يواجه أزمة تتعلق بالقدرة على فهم الواقع، وأنها تزايدت بفعل فرط الاتصال وسرعة تداول المعلومات.
وأشار إلى أن المجتمعات الغربية باتت أسيرة اللحظة، كما تفتقر إلى القدرة على التخطيط بعيد المدى، موضحاً أن الديمقراطيات لم تعد قادرة على تحمل خسارة المزيد بشأن هذا المجال الاستراتيجي.

اشترك في النشرة الإخبارية