ميلوني تلتقي تشابو فيما يشهد مسار العلاقات بين إيطاليا وموزمبيق مرحلة توسع لافتة في ظل الاهتمام المتزايد الذي توليه روما للقارة الأفريقية عبر خطة ماتي...
التقت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني برئيس موزمبيق دانييل فرانسيسكو تشابو خلال زيارة الأخير إلى العاصمة الإيطالية روما، حيث ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الأمن والطاقة والتنمية الاقتصادية.
وتعد موزمبيق شريك محوري لإيطاليا ضمن هذه الاستراتيجية، لما تمتلكه من ثروات طبيعية واسعة وتحديات أمنية معقدة، فضلاً عن فرص كبيرة للتنمية في قطاعات الطاقة والزراعة والبنية المؤسسية.
وبدأت الزيارة بلقاء رسمي في قصر كويرينالي الرئاسي، حيث استقبل الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا نظيره الموزمبيقي بحضور نائب وزير الخارجية والتعاون الدولي إدموندو تشيريللي، قبل أن تستقبل ميلوني تشابو في قصر كيجي لبحث ملفات تتعلق بمستقبل العلاقات بين البلدين، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
يأتي هذا مع حلول الذكرى الخمسين لاستقلال موزمبيق وتأسيس العلاقات الدبلوماسية مع إيطاليا، وهو ما فتح الباب أمام توقيع مجموعة من الاتفاقيات الثنائية التي شملت التعاون القضائي والحماية المدنية والتحول الرقمي، ما يمهد الطريق لتعاون طويل المدى.
ويعد إقليم كابو دلغادو شمال موزمبيق أحد أبرز محاور الاهتمام الإيطالي بسبب ما يحتويه من موارد طبيعية ضخمة، لاسيما في مجال الغاز الطبيعي، وما يواجهه من تهديدات أمنية على خلفية نشاط الجماعات الجهادية.
وتتطلع إيطاليا لتعزيز تعاونها الأمني والاقتصادي مع موزمبيق من أجل ضمان استقرار المنطقة وتنفيذ المشاريع الاستثمارية الكبرى.
ومن جهتها، تلعب شركة إيني الإيطالية دورا محوريا في هذا الصدد، حيث بدأت عملياتها في البلاد عام 2006 وتمكنت خلال سنوات من اكتشاف حقول غاز استراتيجية في مناطق روفوما وكورال ومامبا كومبلكس وأجولها.
أيضاً يعد مشروع “كورال ساوث” نقطة تحول مهمة، حيث يعد أول مشروع ينجح في إنتاج الغاز من حوض روفوما، في خطوة مهمة في الشراكة بين البلدين في مجال الطاقة.
جدير بالذكر أن زيارة ميلوني إلى موزمبيق في أكتوبر 2023 ساهمت في تعزيز هذا المسار مع تأكيد التزام روما بتطوير قطاع الغاز في موزمبيقي.
وتشمل مجالات التعاون بين إيطاليا و موزمبيق، قطاع الطاقة و الزراعة، ضمن خطة ماتي التي تعطي أولوية لمشاريع التنمية المستدامة.
ويعد مشروع المركز الزراعي الغذائي في موزمبيق أحد أهم المشاريع الاستراتيجية التي يجري تنفيذها لدعم سلاسل الإنتاج الزراعي وجذب الاستثمارات وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص.
وحظي هذا المشروع بإشادة واسعة خلال منتدى الأعمال بين إيطاليا و موزمبيق الذي عُقد في مابوتو في سبتمبر الماضي، بمشاركة وزير الزراعة الإيطالي فرانشيسكو لولوبريجيدا، فيما كان المنتدى فرصة لتوسيع جسور التواصل بين الشركات والمؤسسات وتعزيز حضور القطاع الخاص الإيطالي في السوق الموزمبيقي.
ويحرص البلدين على بناء شراكة شاملة تتجاوز التعاون التقليدي إلى صياغة رؤية بعيدة المدى تشمل الطاقة والزراعة والتعليم المهني والخدمات الصحية والرقمنة، في رغبة مشتركة من أجل تأسيس نموذج تعاون أعمق بين أوروبا وأفريقيا.
ومن خلال هذا التعاون، تبرز موزمبيق كإحدى أهم بوابات إيطاليا في شرق أفريقيا، وركيزة رئيسية في جهود روما لإعادة رسم معالم تعاون مستدام مع دول القارة.
