تطرقت مجلة “فورميكي” الإيطالية لتفاصيل جديدة حول كلاوس لانج عالم السياسة الألماني البالغ من العمر 75 عامًا والذي اعتقل في ميونيخ يوم الاثنين والذي كان جاسوساً مزدوجاً، مخبرًا للمخابرات الألمانية وجاسوس للحكومة الصينية مع زوجته.
وكشف السلطة الجديدة المفوضة إلى المخابرات الإيطالية فرانكو غابرييلي عن تفاصيل جديدة في قضية التجسس. وتحدث السلطة المفوضة في بيان عن كيفية بدء العملية التي أدت إلى اعتقال لانج في عام 2018 قبل ثلاث سنوات، وذلك “بالتعاون مع وكالة المعلومات والأمن الداخلية”.
وقال رئيس الشرطة السابق إن “النتائج التي حصلت عليها الوكالة الداخلية سمحت بتأكيد نشاط التجسس للزوجين (الزوجة مواطنة إيطالية -ألمانية كانت تقيم في بولزانو)، لا تتعلق بأي شكل من الأشكال ببلادنا، ولكنها كانت تركز على منطقة المحيط الهندي-الهادي”.
وقالت المجلة إن إيطاليا كانت مجرد أرض عبور للمخبر الألماني في رحلاته المتكررة إلى آسيا، من الهند إلى الصين. فيما كان لانج عندما لاحقته الشرطة الألمانية في مطار ميونيخ عائدًا من إقامة إيطالية متوجهاً إلى ماكاو حيث سيلتقي بعناصر من المخابرات الصينية، بحسب لائحة الاتهام.
ووفقاً للائحة الاتهام، تم تجنيد لانج من المخابرات في بكين خلال مؤتمر في شنغهاي عام 2010 وبين عامي 2010 و 2019 نقل معلومات بانتظام إلى المخابرات الصينية عشية زيارات الدولة أو المؤتمرات الدولية.
ولانج يدير مؤسسة هانز سايدل في ميونيخ منذ عام 2001، وهي مؤسسة فكرية مرتبطة بالاتحاد المسيحي الاجتماعي المتحالف مع حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاتحاد الديمقراطي المسيحي.
كما أن لانج، هو مدير معهد الدراسات عبر الوطنية، وهو مؤسسة فكرية مقرها ميونيخ بألمانيا وجيس بإيطاليا. والمؤسسة تعد شركة استشارية جيوسياسية تركز على الشؤون الآسيوية.
وقالت المجلة إنه منذ عام 2010 حتى اعتقال زار لانج المقر الإيطالي مرات عده حيث نظم مؤتمرات مع ضيوف دوليين حول موضوعات تتنوع من القرصنة الصومالية في بحر الصين الجنوبي إلى سياسات الطاقة، كما استقبل خبراء ودبلوماسيين آسيويين.
وذكرت المجلة أن العلاقة مع المخابرات الألمانية تعود إلى أوائل الثمانينيات حين كان لانج يجمع معلومات حساسة بين روسيا والبلقان وآسيا وجنوب إفريقيا.
بدورها، قالت السلطات الألمانية إن المتهم قدم بانتظام معلومات إلى أجهزة المخابرات الصينية، قبل وبعد الزيارات الرسمية أو المؤتمرات متعددة الجنسيات ولكن أيضًا بشأن مدخلات معينة.
وأضافت أن المعلومات التي حصل عليها بشكل أساسي من مصادره السياسية العديدة والمهمة كانت بفضل أنشطة المعهد. وذكرت أيضا أن الرجل تلقي “تعويضًا ماليًا” و “تعويضات سفر” مقابل البيانات الحساسة التي جمعها.
كما كشفت المجلة أن لانج كان مراقباً عن كثب من وكالة المعلومات والأمن الداخلية، التي لعبت دورًا رئيسيًا في القبض على الجاسوس المزدوج، فيما سيكون الملف على طاولة اللجنة البرلمانية لأمن الجمهورية (كوباسير) برئاسة أدولفو أورسو والتي ستستمع إلى مدير الوكالة ماريو بارينتي.