على أوروبا عدم ترك دول الجانب الشرقي وحدها تتحمل عبء موجات الهجرة الجديدة الناتجة عن تطور الأحداث في أفغانستان، أيضًا لأنه سيتم بعد ذلك تفريغ هذا العبء على إيطاليا، فيما تمتلك بروكسل القدرة على الاستجابة بقوة وكفاءة كما ظهر خلال وباء كورونا، وبالتالي يجب أن تنشئ ميثاق الاتحاد الأوروبي للهجرة من أجل إدارة مشتركة للهجرة...
اعتبر المحلل السياسي الإيطالي دانييلي روفينيتي أن إعادة احتلال حركة طالبان لأفغانستان أضحت تحديًا له طابع أمني وجيوسياسي في منطقة آسيا الوسطى وفي نفس الوقت تخلق مشكلة هجرة ضخمة محتملة.
وقال إنه في أيام التظاهر بتقدم الجماعة الجهادية في كابول كان هناك هروب جماعي للأفغان الذين كانوا يفرون من البلاد التي بعد ذلك بوقت قصير ستنغمس في الثقب الأسود للراديكالية الإسلامية التي تمثلها المنظمة التي أسسها الملا عمر عام 1994.
و ذكر روفينيتي أن الترحيب بالذين يريدون الهروب من قبضة طالبان أمر حتمي بالنسبة للغرب ولكن للقيام بذلك، هناك حاجة إلى تعاون بشكل أساسي بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وفقاً لموقع “ديكود 39” التابع لمجلة “فورميكي” الإيطالية.
وقال إن الصور المفجعة وخوف الشباب والنساء وكبار السن من حركة طالبان يجب أن يضعوا الاتحاد الأوروبي على الاتجاه والفكرة هي إنشاء الميثاق الأوروبي للهجرة.
وأوضح أنه إذا كان صحيحًا أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حاولت استعادة الأرض التي فقدتها سابقًا في الحوار مع أوروبا، جاءت كلمات الرئيس الأمريكي في التعليق على ما يحدث في أفغانستان لشرح كيف أصبح من الضروري أن يأخذ الاتحاد المساحات والمسؤوليات الخاصة به.
وتابع أنه في هذه الحالة فإن هذه المسؤولية والتي تعني بشكل عام أيضًا القدرة على التحرك بأمان واتحاد في رقعة الشطرنج الدولية تتمثل في تقديم الدعم والمساعدة لجميع الذين ساعدونا في أفغانستان.
وأشار إلى أنه من الواضح أن الظروف تهيئ لموجة هجرة جديدة وكبيرة حيث تطلب الأمم المتحدة بالفعل أن نكون مستعدين لها. واعتبر أنه ليس بالإمكان التقليل من أن ما يحدث في أفغانستان يجد أشكالًا من التضاعف مع الحساسيات في ليبيا مع عدم الاستقرار في تونس مع أزمات الساحل وغياب بنية مؤسسية مستقرة في لبنان واستمرار بطيء للحرب الأهلية في سوريا.
ولفت إلى أن أوروبا تدرك الصورة العامة التي تحيط بها وتدرك بوضوح الخطر المتمثل في أن ضغوط الهجرة من أفغانستان على طول طريق البلقان يمكن أن تضع هذا الجانب المعقد إلى الشرق في صعوبة ثم التفريغ على إيطاليا.
وأكد أن روما تدرك هذا فيما لا يمكن لأوروبا أن تترك إيطاليا وحدها في إدارة الهجرة والاستضافة كما ينبغي إدراك أننا نواجه ما يمكن أن يكون إحدى أكبر أزمات الهجرة في القرن.
وأضاف أن تزامن الأزمات التونسية والليبية والسورية واللبنانية والآن الأفغانية يجعل السيناريو مقلقاً جدا، مشدداً على أن الوقت قد حان لضمان ألا تظل بروكسل عاجزة في مواجهة تطور الأحداث لاسيما وأننا في مرحلة تاريخية دقيقة.
وشدد على الحاجة إلى إنشاء وتشغيل ميثاق الهجرة للاتحاد الأوروبي من أجل البناء الملموس للخطة الأوروبية العالمية، مشيراً إلى الخطة التي تم وضعها وتنفيذها على وجه التحديد للتعافي الاقتصادي والاجتماعي بعد فيروس كورونا تعلم إلى أي مدى يمكن للاتحاد الأوروبي، إذا أراد، أن يتصرف بشكل ملموس وسريع.