الاهتمام المتجدد بمركز التوترات في آسيا يبدو كفجوة جيدة لأرشفة القراءات السطحية مع الاستناد إلى الخوف والانفتاح على التعاون الدولي.. تحليل ماركو تشاتشا، المحلل السياسي والثقافي، وبادال خان، الأستاذ المساعد، قسم آسيا وإفريقيا والبحر المتوسط بجامعة نابولي الشرقية...
واعتبرا أن تاريخ 11 سبتمبر مع الدخول غير المتوقع لأمريكا وحلفائها الأوروبيين إلى أفغانستان، يعد مفترق طريق بين قوة صاعدة (الصين)، وواحدة في أزمة إعادة تعريف (روسيا) وواحدة شلت حركتها موروثات التاريخ (الهند).
وقالا إن الصين التي أثارت ضجة دولية حول التدخل السوفيتي في عام 1979 لكنها ظلت صامتة في عام 2001 تُظهر قلق كبير بالاستقرار على حدودها الغربية، بحسب موقع “ديكود 39” الإيطالي.
وأضافا أن روسيا في السنوات التي تلت الهجمات حاولت اللحاق بقطار “الحرب على الإرهاب” ووصف نفسها على أنها قوة معادية للأصولية و “احتياطي استراتيجي” للغرب لدرجة أن الحرب في سوريا ضد تنظيم داعش يمكن قراءتها بالتوازي مع حروب القوقاز.
وذكرا أن أوروبا حررت نفسها في دورة ما بعد الهجمات من بعض الموروثات السياسية كشبه الحيادية الألمانية والعالم الثالث الفرنسي الإيطالي التي لم تتطابق مع الحاجة الاستراتيجية العسكرية للتعاون دون تحفظ مع الولايات المتحدة على مستوى عالمي.
وأشارا إلى أن “الهويات” العلمانية اليعقوبية و “الليبرالية الغربية” يتقاربون حتى في الجدلية الداخلية الظاهرة وأيضًا في هذه الحالة مع حرب “الأساس” والتي كانت في ليبيا عام 2011 بمثابة نقطة تحول.
واعتبرا أن عودة حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان تفتح آفاقًا مقلقة في حين أنها ليست بمعزل عن الدولة الواقعة في آسيا الوسطى وحدها، فيما لا تعد دعاية طلاب القرآن موجهة جزئيًا ضد باكستان التي دعمتهم ولكن ضد الهند بشكل خاص.
وأكدا أن الانتصار الإسلامي يجعل إدارة الأقلية المسلمة في الهند التي غالبًا ما تكون غير متحررة من الأصولية أكثر صعوبة و تعقيدًا.
وتطرقا إلى توقع تماثل مع الشرق الأدنى الفلسطيني حيث أدى تدخل الأقليات المتعنتة والمنظمة بشكل جيد (حركة حماس وحزب الله) بعد عام 2001 إلى تنفيذ الأجندة الثيوقراطية الإيرانية وفكك الفكر العلماني لمنظمة التحرير الفلسطينية، مع شل حركة المسألة السياسية في أزمة إنسانية مأساوية على أطراف إسرائيل.
واعتبرا أنه في حال كانت نفس العملية مع طالبان الأفغانية والباكستانية كأبطال في شبه القارة الهندية، فمن الممكن أن يعني ذلك سقوط باكستان كما حدث لفلسطين.
وتطرقا إلى علامات على تطرف متقدم في المجتمع الباكستاني موضحين مع ذلك أن الاختلاف عن الوضع الفلسطيني في مصلحة الصين المباشرة في الحفاظ على شكل من أشكال الاستقرار على حدودها الغربية.