حوار مع ستيفانو بونتيكورفو، الممثل المدني البارز لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان، والسفير السابق لباكستان وبطل عملية الإجلاء من العاصمة كابول، مع موقع "ديكود 39" الإيطالي التابع لمجلة "فورميكي".
واعتبر بونتيكورفو أن حلف الناتو سينهض من جديد، مضيفا أنه تم السماح للديمقراطية بالازدهار وستدرك حركة طالبان هذا الأمر ، وسيقاتل أهالي بانشير، محذرا من خطر الإرهاب في الوقت ذاته، وإلى نص الحوار:
ماذا بقي من كابول بعد شهر؟
ما تبقى هو دولة سقطت في أيدي حركة طالبان بسبب الانهيار المفاجئ للحكومة الأفغانية وقواتها الأمنية. نحن أمام حكومة لا تتوافق مع القيم والتطلعات التي يعبر عنها المجتمع الأفغاني.
عشرون عامًا من مهمة حلف الناتو..هل كان كل شيء بلا فائدة؟
إنه من غير المفيد إخفاء ذلك، المهمة انتهت بشكل سيء، كما لم نتمنى أبدًا. هذا لا يعني أن كل شيء كان بلا جدوى.
ما الذي يمكن وما ينبغي حفظه؟
تدخلنا لاتخاذ إجراءات تضمن ألا تصبح أفغانستان مرة أخرى ملاذًا آمنًا للإرهابيين الذين يهاجمون بلادنا كما فعلوا في 11 سبتمبر. ومنذ ذلك الحين لم تكن هناك هجمات على بلادنا من أفغانستان. هذه نتيجة مهمة وينبغي البقاء يقظين لحمايته.
هل أتى الأمر بثماره…
بفضل دعم المجتمع الدولي ومن حكوماتنا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ووجودنا العسكري، حقق الأفغان تقدمًا اجتماعيًا واقتصاديًا غير مسبوق. شكلنا إطارًا أمنيًا سمح لبعض بذور الديمقراطية بالنمو بطريقة عفوية. غير ممكن تصدير الديمقراطية. يمكن تصدير العناصر التأسيسية للنظام الديمقراطي: حرية التفكير والتعبير عن الذات والدراسة والمشاركة في الحياة العامة. المجتمع الأفغاني استطاع التعبير عن هذه الأسئلة لأنه استطاع القيام بذلك دون فرضيات.
هل حركة طالبان هي نفسها قبل عشرين عاما؟
لم يتغيروا للأسف. الأفغان نعم تغيروا جذريًا. على “طلاب القرآن” اليوم مواجهة مجتمع لا يعرفونه فعلاً. مجتمع بفضل دعم حلف الناتو والمجتمع الدولي وبعض الدوافع الداخلية لا يرغب في ترك الحقوق المكتسبة.
الديمقراطية تمنح الاعتماد…
نعط في الأسابيع الثلاثة الأولى من الحكومة واجهت طالبان مظاهرات أكثر مما كان في السنوات الأربعة للنظام السابق.
هل سقطت بانشير، المقاومة المسلحة بدأت في الاندثار؟
ستظل هناك جيوب من المقاومة وأهل بانشير لا يستسلمون بسهولة. وهي منطقة يبلغ طولها 120 كم يتقاطع معها 21 وادي ومن الصعب السيطرة عليها. السوفييت هاجموها سبع مرات وفشلوا. جرى الاستيلاء على العاصمة. علم طالبان يرفرف فوق المحافظة.
المقاومة غادرت العاصمة وسط الوادي وانسحبت إلى الجبال. الوضع اليوم في صالح طالبان وغدا يمكن أن يتغير. من المتوقع أن يواجه كل من قائد “جبهة المقاومة الوطنية في أفغانستان”، أحمد مسعود، وأمر الله صالح، النائب الأول للرئيس الأفغاني السابق صعوبات ولن يثقوا بالعروض.
الاجلاء انتهى ولكن في الميدان لا يزال هناك متعاونون ومخبرو القوات الإيطالية والأوروبية حيث حياتهم معرضه للخطر. هل هناك خطة للناتو لاجلاءهم؟
الأمين العام لحلف الناتو كان واضحًا: ملتزمون بإخراج من دعموا جهودنا وبحاجة إليها بشكل عاجل. قمنا باجلاء نحو 2000 شخص مع عائلاتهم المرتبطين بحلف الناتو والمنخرطين حاليا في عملية إعادة التوطين.
ماذا ستفعلون لهم؟
نستمر في بذل ما في قدرتنا من أجل اجلاء من لديهم علاقة بحلف شمال الأطلسي ويرغبون في مغادرة البلاد وعائلاتهم. خلال شهر أغسطس جرى إجلاء أكثر من 120 ألف شخص بفضل الجسر الجوي لدول حلف الناتو المختلفة.
الصين مستعدة فعلا للمراهنة على الإمارة؟
الصينيون سيلعبون دورًا استراتيجيًا وسيستفيدون من العلاقات الممتازة مع باكستان وإيران، الدولتان اللتين استثمرتا فيهما الكثير. لكن عليهم أولا التعاطي مع أولويتين.
ما هما؟
محاربة الإرهاب وانتشار الأصولية. ثم مكافحة تهريب المخدرات. فضلاً عن المصالح الاقتصادية. أفغانستان تعد مركزًا رئيسيًا للطرق من شرق آسيا ومع استقرارها سيمكنها استضافة خطوط جديدة للطرق والسكك الحديدية وخطوط أنابيب النفط.
هل ستعود إلى كونها ملاذاً للإرهاب؟
حركة طالبان أعلنت التزامًا واضحًا بعدم السماح للإرهابيين باستخدام أفغانستان مرة أخرى كمنصة لشن هجمات على بلداننا. العالم يراقب وسيحاسبهم على هذه الالتزامات.
كما أنهم لا يسيطرون على المنطقة بأكملها. فيما تعمل 18 منظمة إرهابية معترف بها من الأمم المتحدة في أفغانستان. وإذا افترضنا توفر الإرادة لمواجهتهم فإن 80 ألف رجل غير كافيين.
شبكة حقاني، هي إحدى أكثر الشبكات الإرهابية عنفًا في الشرق ولديها وزير رئيس الداخلية سراج الدين حقاني.
أخيراً تنظيم القاعده. هل صورة أسامة بن لادن ولدت؟
فتحت طالبان بعد احتلال أفغانستان بغير حكمه كل السجون الأفغانية. فيما فر 12000 محتجز بمن فيهم حوالي 800 من مقاتلي القاعدة من سجنين في كابول هما باروان وبول الشرقي. نفس الشيء ينطبق على مزار الشريف وقندهار. لذا توجد مخاطر واضحة وهذا هو السبب في أن حلفاء الناتو يقظين ويمتلكون القدرات اللازمة لاستهداف التهديدات الإرهابية من وراء الأفق.