وكانت مسألة المهمة المتوسطية لبابا الفاتيكان فرانسيس مع رحلة الحج في العالم الإسلامي والحوار مع إمام الأزهر من القضايا التي نوقشت لدى تقديم الكتاب الجديد للخبير الفاتيكاني ريكاردو كريستيانو، “أبناء نفس البحر. فرانسيس والتحالف الجديد من أجل المتوسط”، دار نشر كاستلفيكي، مع المؤلف ماسيمو بورجيزي، أستاذ الفلسفة الأخلاقية بجامعة بيروجيا الإيطالية، ونادر عقاد، إمام مسجد روما ولوكا جيرونيكو، الصحفي في جريدة أفينيري الإيطالية، فيما أدار الحوار الصحفي إيمانويلي روسي لدى مجلة” “فورميكي” الإيطالية.
وقال روسي إن البابا فرانسيس يلعب دورًا حاسمًا في الحوار بين المسيحية والإسلام ويلخص شيئًا يمكن تعريفه على أنه مهمة متوسطية، مشيراً إلى أهمية الاهتمام بالأراضي المفصلية مثل البحر الأبيض المتوسط و أوكرانيا.
وعرف بورجيزي هذا الكتاب بأنه من أوسع الدراسات حول هذا الموضوع، مذكراً ببطل كبير في حوار البحر الأبيض المتوسط مثل عمدة فلورنسا جورجيو لابيرا، الذي كان حلقة وصل للحوار بين أديان إبراهيم ونظم أكثر من مؤتمر حول هذا في مدينتة.
كما يعد الكتاب أيضاً تكريم للأب دا لاوليو الذي كان مفترق طرق للعالمين وكان حريصًا جدًا على هذا الحوار بين المسيحية والإسلام.
واعتبر بورجيزي أن قلب المهمة المتوسطية للبابا فرانسيس يكمن في الاعتراف بأن وجه الله يتميز بالرحمة وليس بالعنف، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
ويفترض الحوار حول الأخوّة أسبقية الرحمة على القانون. وقال الأستاذ الجامعي: يشير إلى منظور هو الوحيد في هذه اللحظة الذي يسمح بالتلاقي بين الشعوب والأديان في لحظة دراماتيكية كما يحدث في صدوع الزلزال الذي دمر حوض البحر المتوسط لعقود.
وتابع: نحن أمام عالم في حرب مع سياسة غربية مليئة بقصر النظر يتبادلها الجانب الآخر. هذا الحوار بين فرانسيس ومع شيخ الأزهر أحمد الطيب يكتسب قيمة رمزية هائلة لهذا السبب بالذات ومن المهم أن تتم هذه اللقاءات مع اقتراب المأساة.
من جهته، قال عقاد إن قلب الكتاب هو الإسلام ولا توجد فقرة لا ترحب بعمق الارتباط مع الإسلام، مشيراً إلى أن الإسلام ينطلق من هذا الفكر العميق الذي يحتم بضرورة تفسير الكلمة، ولا ينبغي فصل النص عن سياقه ولا يمكن تفسير النص دون الارتباط بقراءة سياقه.
وأوضح أن الإسلام دين يتميز بالسلام كما يتضح من جذور كلمة الإسلام وهو السلام، وتابع: نتحدث عن السلام الداخلي والخارجي و عن علاقة سلمية مع الله والبيئة ومع كل ما يوجد فوق هذه البيئة.
وقال إن البابا فرانسيس مع رحلته إلى القاهرة ولقاء الإمام الطيب بدأ رحلة استمرت في المغرب من أجل التأكيد على ضرورة الاتحاد للرد على العنف.
من جانبه، قال لوكا جيرونيكو، الصحفي في صحيفة أفينيري، إن الكتاب مهم لأنه ثري بالأسئلة والاستفسارات التي قام بمشاركتها. وذكر أن الكتاب يجيب على العديد من الأسئلة، ويؤكد أن البحر المتوسط يجب ألا يكون مسرحاً لصدام الحضارات.
وقال مؤلف الكتاب إن مهمة البابا تتمثل في أنه لا يمكن فهم طريقة مواجهة الوقت الحاضر إذا لم يكن الانطلاق من الجانب الآخر، فهذا ليس من مشكلة حل الحرب ولكن من مشكلة بناء السلام.
وأضاف كريستيانو أن البابا يخبرنا بأن التغيير يبدأ بأنفسنا مع النظر إلى المسار في البحر الأبيض المتوسط. وانتهت المناقشات بذكرى الأب باولو دالوليو الذي قال: “الأصولي هو الذي يعتقد أنه خارج الإيمان الحقيقي لا توجد سوى معتقدات خاطئة وبالتالي هناك إنسانية غير حقيقية”.