وقال كريستياني إن زيارة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي إلى واشنطن وهي الأولى لزعيم غربي منذ بداية الحرب الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير أظهرت الهوية الكاملة لوجهات النظر بين إيطاليا والولايات المتحدة، وعلى نطاق أوسع بين أوروبا وأمريكا.
كما أوضح أن دراغي استخدم الكلمات نفسها تمامًا التي استخدمها البيت الأبيض قبل يومين من الاجتماع عندما قال بوضوح لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن “الأمر متروك للأوكرانيين ليقرروا ما هو النجاح”، موضحاً أن الدعم سيأتي في حين طلبته كييف.
واعتبر أن الوحدة عبر الأطلسي لم تكن أقوى من أي وقت مضى في السنوات الأخيرة ولاتنطبق على الحقوق ولكن أيضا الواجبات، موضحاً أنه لا يزال هناك تصور واضح في واشنطن بأن المهام بينهم وبين الأوروبيين يجب تقسيمها خصوصا في مسارح معينة في الجوار الجنوبي من الاتحاد.
من جهته، شدد دراغي في لقائه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن على أهمية ليبيا، مشيراً إلى أن ليبيا يمكن أن تكون “موردا ضخما للغاز والنفط، ليس فقط لإيطاليا ولكن لأوروبا كلها”.
وحين سأله بايدن “ماذا ستفعل”، رد دراغي “يجب أن نعمل معًا لتحقيق الاستقرار في ليبيا”. ورأى الخبير أنه بالنسبة للأمريكيين تمثل ليبيا المستقرة بدون التأثيرات السلبية الخارجية بالتأكيد مصلحة.
واعتبر أن البيت الأبيض ليس ناشطًا بشكل خاص في الملف الليبي وبشكل عام لم يُظهر اهتمامًا كبيرًا بالقضايا المغربية، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وتطرق إلى زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في الآونة الأخيرة إلى الجزائر والمغرب، موضحاً أن الإدارة لم تكن مهتمة للغاية بالتدخلات الحاسمة والمهمة في القضايا الإقليمية.
وذكر أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند نشط جداً شخصيا لكن الانطباع هو أن لديه تفويضًا واسعًا لتحديد الأولويات والإجراءات الأمريكية دون تدخل واسع من قبل الإدارة أو الإدارات الأخرى التي تحدد دعم السياسة الخارجية الأمريكية.
واعتبر أنه كان هناك دائمًا إحجام معين عن الالتزام بالوسائل والموارد في ليبيا وازداد بعد مقتل السفير الأمريكي كريس ستيفنز في عام 2012.
وذكر أنه بالنسبة للأمريكيين ينبغي على الأوروبيين الاهتمام بليبيا، والعمل على استقرارها وتقليل الدور الذي تلعبه قوى خارجية معينة في البلاد.
وأشار إلى أنه بالنسبة لإيطاليا والدول الأوروبية الأخرى، من الواضح أن الولايات المتحدة ترى ليبيا كحالة شبه رمزية لما يجب أن يكون عليه تقاسم الأعباء عبر المحيط الأطلسي.
وقال إن ليبيا خالية من الوجود الروسي أمر مهم، لكن ليس على حساب التدخل المباشر.
وأشار إلى أن ليبيا يمكن أن تكون شريكًا مهمًا للغاية في مجال الطاقة لأوروبا. ولكن من أجل تطوير إمكاناتها هي بحاجة إلى الاستثمار والتحرر من بعض التأثيرات الخارجية، واعتبر أنه للحصول على هذه الاستثمارات ينبغي أن يتغير الإطار الأمني والسياسي والتشريعي الحالي.
وقال إن هذا الوجود الروسي العدواني والحاسم لم يدفع الأمريكيين إلى أن يكونوا أكثر حسماً وحضوراً في ليبيا في السنوات الأخيرة. واعتبر أنه بالنسبة لإيطاليا وأوروبا يتعلق الأمر بما يجب فعله فيما يتعلق بليبيا.