وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في ضربة أمريكية بأفغانستان، وذلك في أكبر ضربة للتنظيم منذ مقتل مؤسسه أسامة بن لادن في عام 2011.
وقال كريستياني إن هذه العملية تمثل نجاح لا شك فيه و نجاح رمزي حيث على الرغم من افتقاره إلى الكاريزما والصعوبات اللوجستية، كان الظواهري لا يزال الزعيم الرسمي للقاعدة.
واعتبر أن العملية تعد نجاح تشغيلي، حيث تكشف مدى احتفاظ الأمريكيين بقدرة لا مثيل لها على تنفيذ عمليات بمثل هذا التعقيد ترتكز على معلومات استخباراتية دقيقه جداً وقدرة غير عادية على إصابة الأهداف أيضاً في مكان معادي مثل أفغانستان حيث انسحبت منها واشنطن، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
واعتبر أن هذا القتل لا يشكل نهاية إرهاب القاعدة في العالم، مؤكداً أن مثل هذه العملية تمثل نجاحًا تشغيلياً لأنها تغلق الحلقة فيما يتعلق بهجمات 11 سبتمبر وهو عبء نفسي وسياسي يضغط على المجتمع الأمريكي.
وهذه هي العملية الثالثة الناجحة ضد قادة جهاديين هذا العام وحده بعد أن قتلت الولايات المتحدة الزعيمين الجديدين لداعش أبو إبراهيم الهاشمي القرشي وماهر العقال في فبراير ويوليو الماضيين.
وقال الخبير الإيطالي إن هذه العمليات تعد دليل إضافي على أن الولايات المتحدة على الرغم من كل المشكلات تحتفظ بقدرة استثنائية على مستوى مكافحة الإرهاب على نطاق عالمي من أفغانستان إلى سوريا، كما أن العملية تعد نجاح سياسي لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
واعتبر أن مقتل الظواهري في منزل تابع لأحد مساعدي سراج الدين حقاني الزعيم الأساسي للحركة ووزير الداخلية المؤقت ونائب القائد الأعلى لحركة طالبان يؤكد العديد من الشائعات التي ظهرت في الأسابيع التي سبقت الهجوم بأن القاعدة عادت إلى العمل في أفغانستان بدعم واضح من قيادة طالبان وبحرية معينة في المناورة.
وقال إن التحضير الدقيق للهجوم والتوقيت والمعرفة الدقيقة لوجود الظواهري في منطقة شيربور وهي منطقة الانتخابات حيث يعيش قادة طالبان يشير إلى أن هناك احتمالية كبيرة بأن مجموعات داخل الحركة لفتت الاهتمام الأمريكي بشأن “الضيف المرموق”. كما أن استغراق العملية وقتًا طويلاً يشير إلى ضعف قدرة حركة طالبان على مكافحة التجسس.
ورجح أن تؤدي هذه العملية إلى مواجهة بين فصائل طالبان المختلفة وهو تطور سيتبعه عن كثب المجموعة المحلية التابعة لتنظيم داعش المهتمة باستغلال كل مشكلة صغيرة لحركة طالبان.
وأشار إلى أن مقتل الظواهري والتظاهر بأن طالبان لم تحترم اتفاقيات الدوحة يمثل عنصر يوضح مدى سوء اتفاقات الدوحة التي تفاوضت عليها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وأن حركة طالبان لم تأخذها على محمل الجد.
ورأى أن بايدن عانى من رد فعل للانسحاب من أفغانستان من حيث الصورة والإجماع والقوة السياسية، لكن جذور هذا الفشل تعود إلى الخيارات غير الموفقة لإدارة ترامب.
وتابع أن قتل الظواهري مع التفاصيل الواردة من عمل لجنة 6 يناير يجب أن تمثل حوافز لكثير من الناخبين الجمهوريين لاسيما المهتمين بالأمن والدور الأمريكي في العالم وذلك من أجل التطلع إلى إدارة بايدن.
وأضاف أنه من الضروري متابعة ما إذا كان مقتل الظواهري سيؤثر على انتخابات التجديد النصفي، مؤكداً أن مقتل ثلاثة قادة جهاديين في أقل من عام في سوريا وأفغانستان يكشف أنه على الرغم من كل المشكلات، فإن إدارة بايدن تجعل مكافحة الإرهاب واحدة من أقوى نقاطها.