وكان رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي واضحًا خلال خطابه في مجلس الشيوخ الذي أدلى به قبل ساعات من التوجه لقصر كويرينالي الإيطالي للاستقالة من منصب رئيس الوزراء.
وشدد على ضرورة زيادة الجهود لمكافحة تدخل روسيا والأنظمة الاستبدادية الأخرى في “سياستنا وفي مجتمعنا، مع عدم ترك مساحة للشكوك”.
من جهته، قال أدولفو أورسو، عضو مجلس الشيوخ عن حزب إخوة إيطاليا ورئيس اللجنة البرلمانية لأمن الجمهورية (كوباسير)، إنه من الضروري أن تعمل كوباسير بكامل طاقتها واستعدادها للتحرك في ظروف الحاجة، وذلك في هذا الإطار وقبل الانتخابات بأسابيع ومع الظلال الروسية على الأزمة السياسية الإيطالية، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وفي وقت سابق، قال أورسو، خلال حديثه في أحد المؤتمرات، إن إيطاليا تعد أحد “الأهداف الرئيسية” للتضليل والتجسس الأجنبي، مشيراً إلى أن هذه التدخلات تأتي من روسيا والصين كإجراء مستمر: وهي آلة حقيقية للتضليل. وتحدث أيضاً عن “حرب تضليل وتلاعب ودعاية” جارية.
وكانت” كوباسير” استمعت الأسبوع الماضي إلى السفيرة إليزابيتا بيلوني، المدير العام لإدارة أمن المعلومات (Dis) (المخابرات الإيطالية) و ماريو بارينتى، مدير وكالة المعلومات والأمن الداخلي (Aisi). فيما سيتم، الأربعاء، الاستماع إلى جيوفاني كارافيلي، مدير وكالة المعلومات الخارجية والأمن (Aise).
يأتي هذا فيما يجري العمل على تقرير الأنشطة حول الفترة من فبراير إلى أغسطس 2022 قبل الافتتاح الرسمي للحملة الانتخابية وذلك في تمهيد للوثيقة السنوية في ضوء حل المجلسين. وستكون هناك مساحة واسعة لأنشطة المخابرات الإيطالية في مكافحة التدخل والمعلومات المضللة وهي المسائل التي عقدت فيها لجنة كوباسير عدة جلسات استماع وجمعت مواد حولها خلال الأشهر الأخيرة.
وستبقى لجنة كوباسير مفتوحة لحالات الطوارئ خلال شهر أغسطس، كما حدث العام الماضي عندما اجتمعت سبع مرات بعد التطورات في أفغانستان. ووصف أورسو الالتزام بأنه “ضروري”، وذلك في خطاب إلى رؤساء المجالس “بسبب مخاطر التدخل الخارجي المحتمل بغرض التأثير على الحملة الانتخابية نفسها”.
وبحسب بيانات معهد الاقتراع، فإن 58 % فقط من الإيطاليين سيصوتون في 25 سبتمبر، مع وجود إطار سياسي لا يزال في مرحلة التشكيل.
وفي التشريع الأخير، كانت هناك أزمتان حكوميتان في الصيف: الأولى في أغسطس 2019 مع خروج حزب الرابطة من حكومة جوزيبي كونتي الأولى والثانية في 20 يوليو وأدت إلى استقالة ماريو دراغي وسقوط حكومتة، فيما يكمن الاختلاف بين الاثنين في نتيجة الأزمة.
وبحسب مؤسسة Swg الإيطالية للأبحاث، سيتابع ما يزيد قليلاً عن 1 من كل 3 إيطاليين الحملة الانتخابية بجدية ولا يريد الكثيرون ذلك في أماكن العطلات.
ورفض 22% ممن شملهم البحث الحملة الانتخابية في أغسطس، بينما سيتابعها 40%، لكن ليس بجدية. فيما لا يريد 35% ممن تمت مقابلتهم الحملات في أماكن الإجازات أو العطلات.
والامتناع عن التصويت في إيطاليا يعد مشكلة ينبغي أن تأخذها القوى السياسية في الاعتبار. وقالت المؤسسة البحثية الإيطالية إن 58 % فقط من المواطنين يعتزمون التصويت على وجه اليقين مع وجود نسبة كبيرة من عدم اليقين.
ويأتي هذا فيما سادت الخلافات بين القوى السياسية في الأسابيع الأخيرة وخاصة في الوسط ويسار الوسط ما يجعل الصورة لا تزال غير مؤكدة بصورة كبيرة.
وليس من المستغرب أن يكون لدى السكان في المدن الكبيرة والمتوسطة والذين يتمتعون بظروف اقتصادية جيدة والخريجين ومن تزيد أعمارهم عن 54 عامًا والمتقاعدين توجه أكبر نحو التصويت.
في المقابل، يظهر عدم الرضا الشديد تجاه صناديق الاقتراع لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و 54 عامًا وبين من يقيمون في المدن الصغيرة والعاملين المستقلين و من هم في سن 18-34 عامًا والمقيمين في الجنوب والجزر.