هناك مخاطرة بالتصعيد في ليبيا، حيث الانقسامات الداخلية تتعمق والمأزق المؤسسي يهدد بانحراف عنيف. الولايات المتحدة الأمريكية تطالب بنزع فتيل الأزمة أيضاً عبر الأمم المتحدة والتزام الحلفاء.. مسألة الطاقة والاستقرار العام تهم واشنطن التي تريد الانتخابات و الاستقرار..
وأصدرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بيانًا عبر وزارة الخارجية قالت فيه إنها قلقة للغاية بسبب التهديدات الجديدة بوقوع اشتباكات عنيفة في طرابلس، ودعت إلى وقف التصعيد الفوري من قبل جميع الأطراف.
هذا وتهتم واشنطن بالاستقرار وخفض التصعيد في ليبيا، لأن ما يحدث في ليبيا يمكن أن يكون له تداعيات أوسع، سواء فيما يخص الديناميكيات الإقليمية أو المرتبطة بعالم الطاقة.
ومن ناحية أخرى، حاول البيت الأبيض إقناع السعودية بزيادة الإنتاج، لكن النتائج في الوقت الحالي محدودة. وليبيا دولة منتجة للنفط وفي خضم اضطراب السوق على خلفية الحرب الروسية في أوكرانيا، فإن المليون برميل المحتمل الذي يمكن أن تنتجه طرابلس في اليوم له وزن أكبر.
وكان داريو كريستياني، الزميل الأول في صندوق مارشال الألماني، قال إن ليبيا تعد مسؤولية عبر المحيط الأطلسي حيث تبحث الولايات المتحدة عن شكل من أشكال تقاسم الأعباء، وفقا لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
ويعود الفضل لبعض التحركات التي رعتها الإمارات، على سبيل تعيين جديد على رأس نفط المؤسسة الوطنية للنفط، حيث عاد النفط الليبي إلى التدفق في السوق بمعدل 700 ألف برميل يومياً.
وشددت واشنطن، في الإعلان، على مسألة المدنيين وتحقيق الاستقرار في البلاد لدفع التنمية الليبية لتجنب الانجرافات العنيفة والتي قد تؤدي أيضًا إلى مناخ عام من الانفراج بين الجهات الخارجيةتمامًا مثل الإمارات ولكن أيضًا تركيا ومصر وإلى حد نسبي روسيا.
ودعت واشنطن إلى وقف التصعيد الفوري من قبل جميع الأطراف، مشددة على أن الغالبية العظمى من الليبيين تسعى إلى اختيار قيادتهم بشكل سلمي من خلال الانتخابات.
وطرحت واشنطن بالفعل فرضية للتغلب على الجمود المؤسسي الحالي بسبب وجود حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة والحكومة المعينة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا.
وقدم سفير الولايات المتحدة ومبعوثها إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، شرحا لآلية “مستفيد” التي طرحها أخيرا لإدارة الإنفاق الحكومي في ليبيا، مؤكدا أن الأخذ بهذه الآلية يعود إلى السلطات الليبية.
وأوضح السفير الأمريكي، أن “مستفيد” لا تعني مدلولها باللغة العربية، بل اختصار للحروف الأولى من كلمات إنجليزية (mstfeed)، تعني أنها آلية اعتمادية قصيرة المدى في الجوانب المالية والاقتصادية والطاقة.
وهذه الآلية تأتي على غرار الفرضيات التي يتم تداولها أيضًا بين المستشارين الآخرين، كما كتب الخبير الإيطالي دانييلي روفينيتي (من مؤسسة ميد أور)، ويمكن أن توفر وظيفة حكومية زائفة على المدى القصير حتى إجراء الانتخابات.
وقالت واشنطن أيضاً في البيان إن حالة عدم الاستقرار المستمر هو تذكير بالحاجة الملحة لتعيين ممثل خاص جديد للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا لاستئناف جهود الوساطة، بدعم موحد من المجتمع الدولي.