قال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي إن الغزو الروسي لأوكرانيا أعاد رسم جغرافية الطاقة والإطار الجيوسياسي، وذلك خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
واعتبر دراغي أن الاتحاد الأوروبي مقدر له أن يتطلع أكثر نحو الجنوب، فيما تريد إيطاليا أن تكون جسرا نحو الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط نحو القارة الأفريقية بأسرها، من أجل الحفاظ على موقف وحازم بما يتماشى مع قيمنا مع ضرورة الحفاظ على التماسك الاجتماعي.
وأضاف أنه بحسب النظام الأساسي لعام 1945، فإن هدف الأمم المتحدة هو الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وتعزيز التقدم الاقتصادي والاجتماعي لجميع الشعوب.
وتابع أنه لا يمكن تقسيم أنفسنا بين شمال وجنوب العالم وعلينا العمل معًا و إعادة اكتشاف قيمة التعددية.
وحول الحرب في أوكرانيا، قال دراغي إن العدوان الروسي والأزمات الناتجة مثل الغذاء والطاقة والاقتصاد: “تعرض مُثلنا الجماعية للخطر كما حدث نادرًا منذ نهاية الحرب الباردة”، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وتابع أن هذه الأزمات تضاف إلى التحديات الكبرى الأخرى في عصرنا مثل تغير المناخ والوباء وعدم المساواة وتوسع من تكاليفها لاسيما بالنسبة للفئات الأضعف.
وأشار إلى أن مسؤوليات الصراع واضحة وأن مسؤوليتنا الجماعية هي إيجاد إجابات لهذه المشكلات بإلحاح وتصميم وفعالية.
وذكر أن خطة موسكو كانت احتلال كييف في أسابيع قليلة، وأضاف أن الجنود الأوكرانيون أبطلوا هذه الاستراتيجية وأجبروا روسيا على الدخول في صراع أطول، وذلك بفضل مساعدتنا العسكرية أيضًا.
وأكد أن إيطاليا تعاملت دون تأخير لدعم أوكرانيا مع الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي مع حلفاء حلف الناتو ومجموعة السبع، و جميع الشركاء الذين يؤمنون بنظام دولي يستند إلى القواعد والتعددية.
وتابع: استجبنا لمطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لأن غزوًا عسكريًا مخططًا له منذ شهور وعلى عدة جبهات لا يتوقف فقط بالكلمات. وقال: فرضنا عقوبات غير مسبوقة على روسيا، لإضعاف جهازها العسكري وإقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للجلوس على طاولة المفاوضات.
وقال إن إيطاليا رحبت بآلاف اللاجئين، وساعدت الذين بقوا في أوكرانيا وهي مستعدة لتمويل إعادة إعمار البلاد، لأن أهوال الحرب يتم الرد عليها بحرارة التضامن.
وتابع دراغي أن العقوبات المفروضة على موسكو لها تأثير مدمر على آلة الحرب الروسية و اقتصادها، مشيراً إلى أن موسكو تبذل جهود لتصنيع الأسلحة التي تحتاجها بنفسها لأن هناك صعوبة في شراء المواد اللازمة لإنتاجها.
واعتبر أن صندوق النقد الدولي يتوقع أن ينكمش الاقتصاد الروسي هذا العام والعام المقبل بنحو 10 في المائة، مقارنة بنمو نحو خمسة في المائة كان مفترضاً قبل الحرب.
ورأى أنه سيكون من الصعب على روسيا التعامل مع الخسائر التي تتراكم في ساحة المعركة، مشيراُ إلى أن وحدة الاتحاد الأوروبي وحلفائه كانت حاسمة في تقديم الدعم الذي تحتاجه أوكرانيا لفرض تكاليف باهظة على روسيا.
وأشار دراغي إلى أن موسكو حاولت تقسيم بلادنا واستخدام الغاز كسلاح للابتزاز، مضيفاً أن إيطاليا تصرفت في الوقت المناسب لتنويع مصادر إمدادات الغاز لتسريع تطوير الطاقة المتجددة.
وتابع: قلصنا اعتمادنا على الغاز الروسي إلى النصف ونخطط لأن نصبح مستقلين تمامًا عنه بحلول عام 2024، مضيفا أنه في هذه العملية كانت إيطاليا تستفيد من الاتفاقات مع العديد من البلدان الأفريقية مثل الجزائر وأنغولا وجمهورية الكونغو.
واختتم حديثه قائلاً: “نريد تطوير التقنيات الخضراء معًا، من أجل وضع إفريقيا في مركز التحول البيئي”.