باسكوالى سالزانو، رئيس شركة سيمست (مجموعة CDP)، يقول إنه في سياق إعادة تنظيم سلاسل القيمة على نطاق عالمي أصبح الدور الذي تلعبه منطقة البحر الأبيض المتوسط والأفريقيا استراتيجيًا بشكل متزايد...
وقال سالزانو، في الجمعية العامة لاتحاد الصناعات الإيطالية بمناسبة تنظيم مؤتمر “إيقاع أفريقيا واستراتيجية الشرق الأوسط” في روما: “البنية التحتية والاتصال هي كلمات رئيسية ينبغي أن توجه مسار الاستثمارات المستدامة والسياسات الإقليمية، بدءًا من التعاون في قطاع الطاقة. تعمل شركة سيمست ومجموعة CDP بالفعل في هذا الاتجاه فيما تروج لتدويل الشركات الإيطالية والتحول الرقمي والأخضر للاستفادة الكاملة من إمكانات المنطقة”.
وأكد أن دور إفريقيا يكتسب باستمرار قيمة في التخطيط الاستراتيجي لبلدان مثل إيطاليا، مدفوعًا أيضًا بالنمو الواضح لإمكانات القارة المستقبلية، فيما باتت أيضًا منطقة تنافس بين القوى.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي متقدم بالفعل في التفكير في أشكال التعاون من أجل التنمية وكثير منها مدرج في خطط البوابة العالمية، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
من جهته، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إنه بالنظر إلى إفريقيا لا ينبغي التفكير فقط في الهجرة ولكن أيضًا إلى استراتيجية سياسية لأن استقرار القارة أساسي مثل نموها.
وأوضح أن إيطاليا لا تنظر إلى أفريقيا بمنظور استعماري ولكن بهدف متابعة استراتيجية إيطالية مع خطة ماتي وأوروبية حيث ينبغي أن تكون هناك خطة مارشال كبيرة.
وعبر تاجاني عن القناعه من أن استقرار إفريقيا أمر حاسم باعتباره الحل الأولي لمشاكل القارة التي سيبلغ عدد سكانها ما بين 2.5 و 3 مليارات نسمة في عام 2050. وشدد على الحاجة إلى مشروع قصير ومتوسط وطويل الأجل تتمتع فيه إيطاليا بما يلزم لتكون رائدة.
وذكر أنه ستكون هناك أيضًا منافسة في الإطار الأوروبي مشيراً إلى أنه لا يوجد خوف من هذا الأمر و روما لديها كل الأوراق لتكون رائدة في القارة الأفريقية.
واعتبر أنه من الأفضل العمل كأوروبيين لأن هناك المزيد من التمويل المتاح ومن الضروري التنسيق لأن مسألة العلاقات أساسية للجميع.
وتطرق إلى علاقة فرنسا القوية في إفريقيا، لكن إيطاليا لديها القدرة على معرفة كيفية التواصل مع الآخرين وموقفها أكثر مرونة قليلاً، مشيراً إلى المشاركة الكبيرة للوفود الإفريقية والمتوسطية في حوارات البحر المتوسط التي عقدت في بداية الشهر في روما.
من جهتها، قالت نائب رئيس اتحاد الصناعات للتدويل باربرا بلترامى، إن أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط تمثل حوض المصالح الطبيعية والأساسية “لنظامنا الريادي ومنطقة لتطوير سياسات الاستثمار والعلاقات التجارية والتدويل”.
واعتبرت أن المهمة الأجنبية للشركات الإيطالية هي حجر الزاوية في “اقتصادنا وتكتسب قيمة استراتيجية في هذه المرحلة من عدم اليقين العالمي”.
وأضافت أنه من أجل مواجهة التحديات التي تطرحها القارة الأفريقية من وجهة نظر ريادة الأعمال “نحتاج إلى إنشاء نظام والقيام بذلك و أداة تأمين تدعم الشركات الإيطالية التي تذهب إلى هذه البلدان” والتركيز على “المهمة الأجنبية” للشركات الإيطالية.
وتابعت: نعمل أيضًا بشكل قوي مع المؤسسات ولكننا بحاجة إلى القيام بالمزيد وأعتقد أن إفريقيا هي قارة غير معروفة تزدهر الآن.. ينبغي أن تكون لدينا القوة لنكون قادرين على الذهاب إلى هناك.
من جانبه، قال رئيس اتحاد الصناعات الأفريقية المتوسطية، ماسيمو دال كيكو، إن أفريقيا هي القارة التي تتمتع بأكبر إمكانات نمو في العالم وعندما تدخل بشكل متزايد في سلاسل القيمة ستكون قادرة على التأثير بقوة في تنمية الاقتصادات العالمية.
وشدد على ضرورة استعادة إيطاليا وجودها وقدرتها التنافسية في الأسواق التاريخية والاستراتيجية للاقتصاد مثل ليبيا حيث يكون استقرار جميع اقتصادات البحر الأبيض المتوسط ومركزية تطوير الأعمال ضروري تجاه منطقة جنوب الصحراء الكبرى.
وأشار إلى المساحات الواسعة لعمل الشركات الإيطالية في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى سواء للشركات الصغيرة والمتوسطة أوالشركات الكبيرة، لافتاً إلى “هدف واحد مشترك بين الجميع وهو تعزيز دور الشركات الإيطالية في هذه الأراضي”.
وشدد على ضرورة أن تلعب إيطاليا دورًا رائدًا عبر التحرك على عدة مستويات أيضًا من خلال زيادة الاهتمام بالشراكة بين أوروبا وأفريقيا.