وتعرف منطقة البحر المتوسط الموسعة في الوقت الحالي كسيناريو مرجعي استراتيجي لروما، والمنطقة الرئيسية حيث المصالح الوطنية الإيطالية. ومن الخليج إلى خليج غينيا مروراً بحوض البحر المتوسط، البحرية الإيطالية مدعوة للإشراف على هذه المياه وتسيير دوريات حتى تحت سطح البحر.
و إلى المقابلة مع موقع “ديكود 39” الإيطالي:
إيطاليا تنافس على القيادة في البحر المتوسط. هل تلعب البحرية الإيطالية دورًا مركزيًا في هذا التحدي، وما الأهداف الرئيسية التي تسعى إليها البحرية في العام الجديد بالتنسيق مع القوات المسلحة والحكومة؟
وزارة الدفاع أصدرت مؤخرًا توجيهها الاستراتيجي الجديد للأمن في منطقة البحر المتوسط الموسعة وهي أول وثيقة حكومية تعرف إيطاليا كقوة إقليمية لها دلالة بحرية. إن الوثيقة تضع إطار للنشاط العسكري الإيطالي في البحر المتوسط وذلك من منظور مشترك ومتعدد الأبعاد وبين الوكالات ولكن مع عامل رئيسي هو البحر.
وهل هذا التزام بات أكثر أهمية على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا …
آثار الحرب في أوكرانيا تظهر بشكل خاص مع زيادة الأسطول الروسي في البحر المتوسط والذي وصل إلى مستويات أعلى مقارنة بالحرب الباردة. حالياً يوجد نحو عشر سفن روسية فيما وصلت الكوته إلى عشرين تضاف إليها أكثر من عشرين في البحر الأسود في وجود ليس تهديدًا مباشرًا لإيطاليا ولكنه يزيد من التوتر ويتطلب أن تكون البحرية أكثر تواجدًا، بمتوسط 15/20 وحدة في البحر يوميًا ما بين السفن والغواصات والطائرات. بالإضافة لذلك، حولت الولايات المتحدة تركيزها إلى المحيطين الهندي والهادئ. وعلى الرغم من وجود مجموعة حاملات الطائرات الأمريكية على خلفية النزاع الأوكراني، فإنها ستغادر عاجلاً أم آجلاً وعندما يصبح الوضع طبيعيًا سيتم نشرها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. ثم سيكون على إيطاليا مهمة حراسة البحر المتوسط.
في سيناريو البحر المتوسط تكتسب قاعدة تارانتو دورًا رئيسيًا. ما الدور الذي ستلعبه المدينة في دورها كقيادة بحرية متعددة الجنسيات في جنوب حلف الناتو؟ ما نوع الهيكل التي سيتم تنفيذه وفي أي إطار زمني؟
تارانتو تعد القاعدة البحرية الرئيسية للبحرية، مع السفن القتالية من الخط الأول ومجموعة حاملات الطائرات. وهذا مرتبط بقاعدة جروتالي الجوية وقاعدة المجموعة البرمائية في برينديزي. هذه الموارد توضح القدرة الاستكشافية لإيطاليا وهي واحدة من الدول القليلة في العالم التي لديها إمكانية إطلاق فرقة عمل استكشافية ما بين المجموعة البرمائية ومجموعة حاملات الطائرات مع طائرات اف 35 القتالية. تارانتو تعمل وفقًا لمشروع “القاعدة الزرقاء” مع توقعات باستثمار كبير خلال السنوات العشر القادمة لتحديث البنية التحتية للقاعدة، ويأتي هذا بالإضافة إلى “خطة برين” لترسانة الأسلحة. ويتم إنشاء القيادة البحرية المتعددة الجنسيات لجنوب الناتو في القاعدة وهي قيادة بحرية “قابلة للنشر” ستبدأ عملها في عام 2024. وستكون جاهزة للبدء في إدارة العمليات في إطار حلف الناتو مع العمل مع القيادة المشتركة لنابولي أو القيادة البحرية للتحالف.
من الضروري اعتبار أن المجال تحت الماء يشكل البعد المادي الخامس الجديد. نتحدث اليوم عن الأرض والبحر والسماء والفضاء وعن البحر نعني كل شيء. على الرغم من الاعتقاد بأن الإنترنت ينتقل بشكل رئيسي عبر الأقمار الصناعية فإن نحو 98 ٪ من البيانات تمر عبر الأعمدة الأساسية والوصلات تحت سطح البحر. هناك كابلات للاتصالات جرى وضعها بين أوروبا وآسيا وأفريقيا في قاع البحر المتوسط فضلاً عن خطوط أنابيب الطاقة التي تصل إلى إيطاليا من الجزائر وتونس وألبانيا. من الضروري أن تكون البحرية قادرة على مراقبة ما تحت الماء وسيكون من الضروري تطوير تقنيات جديدة واستثمار أموال كبيرة. وجدير بالذكر أنه تم تنشيط المركز الوطني تحت الماء في لا سبيتسيا.
ما أولويات عالم تحت الماء؟
المشكلة تتمثل في أنه تم استثمار القليل جدًا في عالم ما تحت الماء، حيث جرى استثمار المزيد في قطاع الفضاء أكثر من قطاع تحت الماء والنتيجة أننا نعرف اليوم سطح كوكب المشتري أفضل من قاع البحر فهناك 98٪ غير مستكشف. من الضروري تحديد البعد تحت الماء: إذا كان ارتفاع الحدود في الفضاء مائة كيلومتر، فأين يكون تحت الماء؟ إلى أين تصل الموجة الكهرومغناطيسية أو أين يصل الضوء؟ على المستوى القانوني، يكاد يكون من المستحيل إسناد المسؤولية في حالة وقوع حوادث مقصودة أو عرضية بسبب صعوبة مراقبة العالم تحت الماء. إن الأقمار الصناعية لا تستطيع الرؤية تحت الماء حيث إن الموجة الكهرومغناطيسية لا تصل تحت سطح البحر.
ما المهام الأكثر حساسية للبحرية الإيطالية في الخارج في عام 2023؟
البحرية موجودة في كل منطقة البحر المتوسط الموسعة. عملية البحر الأبيض المتوسط الجديدة وسعت منطقة مهمة البحر الآمن والتي كانت في البداية محصورة على المياه قبالة ليبيا وذلك لتشمل مياه بحر البليار حتى سوريا والدردنيل إلى الشرق، حيث لدينا دائمًا ست وحدات على الأقل في البحر ما بين السفن والغواصات. المهمة هي أيضًا إعلان للحلفاء أن إيطاليا تريد أن تتحمل مسؤولية الأمن في البحر المتوسط. البحرية موجودة أيضًا في خليج غينيا، حيث هناك العديد من مصالح الطاقة. لا أستبعد في عام 2023 الالتزام ضمن فرقة العمل البحرية في لبنان أيضًا تحت إشراف الأمم المتحدة.