تونس برميل بارود بين برلمان بلا ضوابط واستبعاد الصحافة من الجلسات. عائلات كاملة اعتقلت دون سبب... سعيد قام بمسح شامل للإصلاحات المحتملة مثل حقوق المرأة والتحولات الاقتصادية...
وقالت إيمان بن محمد، النائبة التونسية السابقة عن حزب النهضة الذي فاز في الانتخابات الحرة عام 2011، إنه على الغرب أن يزيد من الضغط على موقف السلطة التنفيذية التونسية الجديدة بقيادة الرئيس قيس سعيد، حيث لم يفعل شيئًا لمنع الهجرة الجماعية للشباب التونسي بحثًا عن مستقبل.
واعتبرت أن البلاد برميل بارود ما بين برلمان بلا ضوابط و صحافة مستبعدة من الجلسات. وتحدثت عن التركيز من منظور اجتماعي وجيوسياسي على ملف الهجرة الذي ينعكس على إيطاليا ومن ناحية أخرى على زعزعة الاستقرار العام في منطقة شمال إفريقيا (بما يشمل ليبيا).
و إلى نص المقابلة مع موقع “ديكود 39” الإيطالي:
هل هناك مخاوف دولية بعد تصريحات سعيد ضد المهاجرين من ذوي البشرة السمراء غير الحاملين للوثائق؟
أرى بالتأكيد أن الإدانة الغربية لم تصل بعد إلى مستوى خطورة الموقف. هناك العديد من الحالات المقلقة جداً حيث أصبح موقف سعيد سياسة دولة ترتكز على حملة عنصرية وعنف ضد سكان جنوب الصحراء الكبرى. في أعقاب خطابه في البلاد بدأت العديد من أعمال العنف بما في ذلك التي قامت بها الشرطة.
هناك أخبار عن بعض العائلات والتي حين تذهب لاستعادة أطفالها تتابعهم الشرطة وتعتقلهم بشكل جماعي. كما هناك أيضاً عشرة طلاب تم اعتقالهم ولكن بعد ذلك أطلق القاضي سراحهم حيث تم التأكد من أنهم مقيمون بشكل قانوني في تونس لكن جرى اعتقالهم مرة أخرى. وارتُكبت أعمال عنف أخرى ضد مواطنين من جنوب الصحراء الكبرى، الأمر الذي يؤكد سبب اعتراض الاتحاد الأفريقي على تصريحات سعيد.
ما الطريق الذي سلكته تونس؟
إنه طريق خطير للغاية حيث يوجد انحراف ديكتاتوري خطير للغاية. حيث قام سعيد بحملة شاملة حول الإصلاحات المحتملة مثل حقوق الإنسان وحقوق المرأة ومشاركة المجتمع المدني: كل شيء ضحى به أمام مشروعه الخاص حول المجتمع والدولة. وهذا ما أكده أيضًا البرلمان الجديد حيث لا يُسمح فقط للصحفيين غير المنحازين بالمشاركة ولكن مع غياب الدور الأساسي لسيطرة الحكومة. هي تقريباً مؤسسة فارغة.
البنك الدولي علق اتفاقية شراكته مع تونس: ماذا سيفعل صندوق النقد الدولي حيث تتعلق عليه آمال البلاد المالية؟
علق صندوق النقد الدولي الائتمان لأن تونس فشلت في إحراز بعض التقدم الضروري بشأن الإصلاحات ونظرًا لعدم حدوث تقدم سيكون للبنك الدولي بالتأكيد تأثير على صندوق النقد الدولي. وهذا يمثل مشكلة خطيرة للغاية بالنسبة لتونس التي تعاني من انهيار مالي واقتصادي. إن الحكومة لا تعتزم إجراء أي إصلاحات بل تنتظر التوقيع مع صندوق النقد الدولي فقط، وهو أمر لن يؤدي وحده إلى تحسين الوضع العام لأن هناك حاجة إلى إصلاحات حقيقية.
محاولات عبور البحر المتوسط من تونس إلى أوروبا زادت بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة. هل يمكن لحكومة سعيد أن تحذو حذو الحكومة التركية التي توصلت في عام 2016 إلى اتفاق مع بروكسل حول المهاجرين؟
لا أعتقد أنه ستكون هناك استراتيجية حكومية لمنع تحركات المهاجرين بل أرى عدم قدرة الحكومة على تبني سياسة للحد من تدفقات الهجرة. في حال لم يتم تقديم حلول للمشكلات الداخلية من الواضح أن الطبقة الفقيرة ستواصل مغادرة البلاد. الحلم التونسي في هذه اللحظة يتمثل في مغادرة البلاد للأسف وهذا ينطبق أيضًا على الطبقة المتوسطة غير القادرة على تلبية احتياجاتها. يوجد نقص خطير في المنتجات الغذائية و الحكومة غير قادره على إدارته. هناك الكثير من الناس يبيعون منازلهم لدفع ثمن قوارب الموت ومن ثم محاولة السفر إلى الغرب. إن مستوى اليأس مرتفع وسعيد ليس الرجل الذي سيحسن هذا الوضع.