الجنرال الإيطالي كارلو جان يعتبر أن السماح لدول أخرى تدعم المقاومة الأوكرانية بتسليم مقاتلات إف- 16 إلى كييف خطوة أخرى حذرة من جانب واشنطن لإعادة التأكيد تدريجيًا على دعمها لكييف، مشيراً إلى أن الخطوة تعد نجاح سياسي كبير للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ودافع كبير للشعب والجيش الأوكراني..
وقال جان إن الأمر يتعلق بتقييم سياسي يعتمد على التنبؤ برد الكرملين المفترض أكثر من التأثير الذي ستحدثه طائرات إف-16 على القدرات التشغيلية لكييف.
وأشار جان إلى تكرار السلوك الأمريكي في دعم المقاومة الأوكرانية، موضحاً أنه كان دائمًا تدريجيًا مع نقل أنظمة أسلحة أكثر قوة مثل البنادق عيار 155 ملم ثم قاذفات صواريخ متعددة ثم الدبابات، معتبراً أن التدرج هذا بسبب تخوفات من تصعيد من جانب الكرملين ومن ردود الفعل السلبية لدى الرأي العام والحلفاء.
وقال العسكري الإيطالي إن الإعلان عن الأمر خلال قمة مجموعة السبع يتحدث فقط عن تصريح لتسليم المقاتلات إلى كييف وتدريب الطيارين والفنيين، مشيراً إلى أنه من غير المعروف من سيوفر الطائرات ولا التوقيت أو عددها حيث تطلب أوكرانيا 200 أي رقم يساوي تلك التي كانت لديها قبل الصراع.
وتطرق إلى أسباب مختلفة وراء القرار الأمريكي منها التأكيد عشية الهجوم المضاد الأوكراني المفترض على نية الولايات المتحدة في دعم أوكرانيا حتى يتم حث روسيا على التفاوض حول شروط كييف، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
كما أشار إلى أن ذلك يرجع إلى قناعة الرئيس الأمريكي جو بايدن بحياد الجنوب العالمي.
ورأى أن روسيا ستكون هكذا تابعة للصين التي ربما تنسق مع الولايات المتحدة لإنهاء الصراع في أوكرانيا. واعتبر أنه بدون انتصار واضح للعملية الروسية الخاصة، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يبدأ بالشعور بالضياع، فيما قد يكون قرار مقاتلات إف_16 بمثابة “دافعة” أخرى للتهوين من الأمر.
واعتبر جان أن سبب قرار بايدن هو الإعداد لمفاوضات ما بعد الصراع، مشيراً إلى أن عنصرها الأساسي سيتمحور حول الضمانات الأمنية المقدمة لأوكرانيا ضد تجدد العدوان الروسي.
وذكر أن المنطق هنا ينطلق من نوعين هما الإعتراف غير الرسمي إلى حد ما بأوكرانيا في حلف الناتو، مشيراً إلى أن الحل غير مقبول بالنسبة لموسكو.
وذكر أن الأمر الثاني يتعلق بإعادة تسليح كييف بقوة لتكون في وضع يسمح لها بالدفاع عن نفسها في حالة استئناف العدوان الروسي لفترة كافية للسماح بحشد تحالف دولي لدعمها.
وأشار إلى أن مقاتلات إف-16 لن تتمكن من تغيير مصير أوكرانيا بشكل كبير خلال العام، موضحاًُ أنه تم اقتراح تدريب شهرين إلى أربعة أشهر للطيارين وما لا يقل عن 6 أشهر للدعم اللوجستي.
ورأى أنه على المدى القصير إلى المتوسط قد تشكل المقاتلات تهديدًا لجسر القرم والسفن الروسية في البحر الأسود لكنها لن تقلل بشكل كبير من الهجمات الصاروخية.
وقال إن أوكرانيا لن تكون قادرة على مهاجمة القواعد الجوية الموجودة على الأراضي الروسية، فيما سيكون الرد عبر المضادات الروسية القوية حيث تستخدم وسائل حديثة جداً مثل منظومة الصواريخ إس- 400.
وتحدث عن فاعلية المقاتلات مقارناً ذلك بالنتائج التي تحققت بشأن القوات الصربية في البوسنة والهرسك وحرب كوسوفو، موضحاً أنه في 78 يومًا من الهجمات نفذ حلف الناتو مع 720 طائرة أمريكية وأكثر من 300 من دول الحلف الأخرى نحو 27000 طلعة جوية منها 7000 لشن هجمات وتفجيرات.
وذكر أن التأثير الأكبر كان في حث الصرب على الحد من تحركاتهم دون أن يتسببوا في وقف الهجمات واضطهاد سكان كوسوفو. وقال إنه عندما قررت بلغراد الاستسلام انسحب الجيش من كوسوفو في حالة جيدة.
ورأى أنه في حال كان التأثير السياسي للقرار بشأن مقاتلات إف-16 مناسبًا فإن التأثير التشغيلي يكون أقل، مشيراً إلى أنه مع ذلك يمثل نجاحًا سياسيًا كبيرًا للرئيس الأوكراني ودافعاً للروح المعنوية للسكان والجيش الأوكراني.