وتتسم المرحلة التاريخية الحالية في منطقة البحر المتوسط الموسعة بالتعقيد، فيما تم تجاوز الديناميكيات الداخلية للتوترات بشكل جزئي لأن اللاعبين الإقليميين الكبار ممن لهم ثقل عملت على استكمال أشكال من الاتصال الدبلوماسي والحوار الثقافي.
وفيما يمثل الجهد السياسي الرافعة المؤسسية لإدارة المنطقة، يعد التبادل الاجتماعي الثقافي هو الشكل العميق لتعزيز الاستقرار بشأن العناصر المشتركة لهذا السياق الاجتماعي والجيوسياسي المتنوع.
من جهتها، تحدثت هدى مرزاق، الطالبة المغربية الفائزة بمنحة دراسية قدمتها مؤسسة ميد أور بالتعاون مع جامعة لويس الإيطالية وجامعة محمد السادس للفنون التطبيقية في الرباط، عن انعكاس تجربتها في إيطاليا على تطويريها الشخصي والمهني.
وقالت هدى: لقد كانت فرصة فريدة لاكتساب فهم أعمق للثقافة الإيطالية والأوروبية وتوسيع منظوري وتطوير معرفتي الأكاديمية في الاقتصاد الدولي والعلوم السياسية والعلاقات الدولية مع الانخراط في العديد من الخبرات المهنية، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وهدى أول حاصل على منحة دراسية على الإطلاق يكمل دورة دراسية ممولة بالكامل من المؤسسة التي يرأسها ماركو مينيتي. فيما يعد تعزيز الثقافة والتعليم العالي وتدويل الجامعات من بين الأهداف الأساسية لمؤسسة ميد أور.
والمسار المحدد لحامل المنحة المغربية يأتي في إطار التزام المؤسسة الأوسع نطاقًا لتقوية الروابط بين الرباط وروما و مناطق البحر الأبيض المتوسط المختلفة.
ويمكن لإيطاليا أن تستغل القوة الناعمة المستمدة من كونها قوة ثقافية وعلمية كبيرة لإقامة علاقات قوية وعلاقات أوثق مع شركائها الإقليميين الدوليين، وذلك وفقًا لرؤية مؤسسة ميد أور عبر الحوار وتبادل الأفكار بين الأجيال القادمة والطبقات الحاكمة خصوصاً عبر التعاون الأكاديمي.
وقالت هدى إن التبادل الثقافي والأكاديمي بين إيطاليا والمغرب يعزز الفهم الثقافي الأعمق، الأمر الذي يسهم في سد الفجوات وتعزيز العلاقات القوية، معتبرة أنها فرصة للبلدين لاستكشاف تراثهما التاريخي والثقافي المشترك والاحتفاء به.
وتابعت: الشباب والقادة الإيطاليون والمغاربة هم وكلاء التغيير الذين يساهمون بشكل كبير في تنمية بلدانهم. ومن خلال تشجيع الحوار وتبادل المعارف والأفكار يمكنهم بناء أساس متين للتعاون طويل الأمد والتعاون حول القضايا الإقليمية المشتركة.
وتلعب مؤسسة ميد أور دورًا في هذا الصدد كونها جزءًا من نظام البلد الإيطالي لجميع الأهداف وكمنصة للحوار والفرص بين الثقافات.
وقالت هدى إن المشروع منحها إمكانية الوصول إلى مختلف الفرص التعليمية والمهنية التي ساهمت بشكل كبير في تطويرها الشخصي والمهني.
َواعتبرت أن مثل هذه الفرص تلعب دوراً أساسياً في تعزيز العلاقات وفي تعاون أوثق بين إيطاليا والدول المجاورة وبالتالي المساهمة في منطقة متوسطية أكثر ترابطًا وانسجامًا.
وأكدت أن هذه التجربة جعلتها تطور التزامًا قويًا بتعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وإيطاليا، مشيرة إلى عزمها إعادة المعرفة والمهارات والخبرات للمساهمة في تقدم بلادها.