انطلاق مهمة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إلى الشرق الأوسط من لبنان.. ومحللين لبنانيين يعتبرونها فرصة لدبلوماسية السلام بعد أشهر من الحرب في المنطقة...
يبدأ وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، اليوم، جولته إلى الشرق الأوسط التي تستغرق يومين، بزيارة لبنان، ليتوجه بعد ذلك إلى إسرائيل والضفة الغربية في ظل تصاعد التوترات.
ويمكن لإيطاليا، التي يتواجد جنودها على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل كجزء من مهمة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، أن تلعب دوراً مهماً في الوساطة بين حزب الله و إسرائيل.
وقال تاياني مؤخراً إن الزيارة تعد “بعثة دبلوماسية” لمحاولة لتحقيق السلام في المنطقة، مضيفاً: “عندما تكون هناك حرب، لا يمكن لأطراف النزاع اتخاذ خيارات قد تبدو وكأنها استسلام، لكن يجب ألا نتخلى عن السعي للتوصل إلى اتفاق سلام”، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وفي القدس و رام الله، سيؤكد الوزير الإيطالي أن روما ومجموعة السبع والاتحاد الأوروبي تؤيد حل الدولتين.
بدوره، قال ثائر عباس، مدير مكتب بيروت لصحيفة الشرق الأوسط، إنه يمكن لإيطاليا أن تلعب دورا أساسياً في خفض التوترات القائمة في المنطقة حالياً، من خلال العمل على تشجيع الأطراف على ثقافة الحوار بدلاً من الجنوح نحو حل النزاعات بالقوة.
وبحسب المحلل اللبناني، يعد أهم ما يمكن القيام به في هذا المجال السعي لتشجيع المعتدلين ونبذ العنف في كل أشكاله. وقال إن المعادلة الأساسية هي أن التطرف يغذي التطرف، والتسامح والاعتدال لا يمكن إلا أن يقابل بمثله.
وتابع عباس أن الشعوب العربية بحاجة إلى من يتفهم قلقها ومخاوفها، معتبراً أن محاولة تصنيف الناس على أساس من هو مع حركة “حماس” ومن هو ضدها هو تصنيف سطحي قد يدفع الناس للإحباط والشعور بالعجز، ويدفعهم إلى أجواء قد تشجع التطرف والمغامرات غير المحسوبة.
واعتبر المحلل أن هناك مشاعر لا يمكن تجاهلها، مضيفاً: ما نراه من قتل وتدمير في غزة والضفة الغربية أمر لا يمكن التغاضي عنه من الناحية الانسانية ولا يجوز أن نشعر الناس أن مشاعرها هذه ممنوع التعبير عنها.
من جانبها، قالت موناليزا فريحة، الكاتبة والصحفية فى جريدة النهار اللبنانية، إن التوتر المتصاعد في جنوب لبنان يثير قلق الدول الغربية خصوصاً بشأن تمدد الصراع بين حركة حماس وإسرائيل.
وأضافت أن إيطاليا قلقة أيضاً من هذا الأمر وخصوصاً أنها تنشر نحو ألف جندي في إطار قوة الأمم المتحدة الموقتة “يونيفيل” وخصوصاً أن هذه القوة وقعت مرارا بين نارين في ظل الحرب غير المعلنه بين حزب الله وإسرائيل في جنوب البلاد.
من جهته، قال حيدر مصطفى، الصحفي والكاتب السياسي السوري، إن إيطاليا جزء من المنظومة الأوروبية وتشكيلة حلف الناتو، إلا أنها تتبع نهجاً خاصاً فيما يخص الشرق الأوسط، حيث تحاول الحافظ على علاقات جيدة مع دول المنطقة لا سيما مصر ولبنان، لما يشكله ضمان الأمن في المنطقة من انعكاس إيجابي على مصالحها في البحر المتوسط خصوصاً وأنها تمتلك حصة كبيرة وربما تكون الأكبر من ضمن قوات حفظ السلام في لبنان.
وأضاف مصطفى أن الهدف الآخر من زيارة وزير الخارجية الإيطالي إلى لبنان هو استكمال ما كانت قد بدأت به ألمانيا والولايات المتحدة في المساعي بشأن التهدئة في المنطقة.