الأستاذة بجامعة لويس تقول إن هدف روسيا في ليبيا هو زرع خطاب مناهض للغرب وتعميق أنشطتها في أفريقيا...
أكد مسؤول من وزارة الخارجية الأمريكية ما نشره المشروع الاستقصائي All Eyes On Wagner (Aeow) في الأيام الأخيرة حيث تستخدم روسيا ليبيا كمنصة لوجستية وجيوسياسية لدعم وجودها في أفريقيا، والتي تتكون أيضًا من عمليات زعزعة الاستقرار مثل تلك الجارية في منطقة الساحل.
وجاءت الديناميكيات أيضاً نتيجة لما وصفه كريم ميزران، مدير مبادرات شمال أفريقيا في المجلس الأطلسي، بأنه “قلة الاهتمام” من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
من جهتها، قالت فيرجيني كولومبييه، المنسقة العلمية لمنصة البحر الأبيض المتوسط، في كلية الحكم التابعة لجامعة لويس الإيطالية، إنه منذ عام 2014، أثبتت روسيا قدرتها على الاستفادة من الفرص الناشئة لتعزيز مصالحها في ليبيا.
وأضافت أنه عبر توسيع نفوذها في ليبيا، تتحدى موسكو بشكل مباشر القوى الغربية وحلف شمال الأطلسي على حدودها الجنوبية، بينما تنشئ موطئ قدم استراتيجي لأنشطتها في القارة الأفريقية، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
واعتبرت أنه على الرغم من أن الأهداف المحددة التي تسعى روسيا إلى تحقيقها في ليبيا لا تزال غامضة، إلا أن رؤى العقد الماضي تشير إلى أنها ستسعى على الأرجح إلى استغلال الفوضى الإقليمية ولامبالاة الغرب النسبية وفقدان مصداقيته لصالحها.
وقالت إنه على الرغم من الفراغ الدبلوماسي المستمر بعد استقالة المبعوث الخاص للأمم المتحدة، عبد الله باتيلي، ويبدو من غير المرجح أن تحاول روسيا قيادة عملية دبلوماسية جديدة. ورجحت أن تركز موسكو على تعزيز مكانتها في المنطقة، وبالتالي زيادة قدرتها على فرض تحديات على القوى الغربية.
وفيما يتعلق بالدعم الروسي لقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، والذي كان مستمرًا منذ ما يقرب من عقد من الزمن، قالت كولومبييه، إن نهج القوى الغربية تجاه حفتر إشكاليا.
وأشارت إلى الموقف الفرنسي حيث أعلنوا دعم العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة وقدموا في الوقت نفسه المساعدة العسكرية للجيش الوطني الليبي.
كما تطرقت إلى الجهود التي بذلتها إيطاليا لتأمين تعاون حفتر في مجال السيطرة على الهجرة مقابل الدعم المادي، ما يسلط الضوء على ازدواجية الإجراءات الغربية.
كما اوضحت الأستاذ بجامعة لويس أن هذا التناقض لم يمر دون أن يلاحظه أحد في ليبيا وأماكن أخرى، مما أضر بشكل كبير بصورة وسمعة الدول الغربية.
واعتبرت أن سياسات روسيا في ليبيا اتسمت منذ عام 2014 بالتماسك. وركزت استراتيجية موسكو على اغتنام الفرص الناشئة واستخدام القوة الصارمة لدعم حفتر وقواته المسلحة.
ولم ترجع الخبيرة توسع النفوذ الروسي في ليبيا حصريًا إلى ممارسة القوة الصارمة، مضيفة: تعمل موسكو بشكل فعال على تعبئة خطابها ضد القوى الغربية للتأثير على “الأغلبية العالمية”.
كما أشارت إلى ازدواجية الغرب ومعاييره، وعواقب ذلك الكارثية لسياساته في ليبيا والشرق الأوسط ومنطقة الساحل.