دي مايو يقول إن الحوار يقوم على خمس خطوات كانت ركائز العلاقات الحالية وخاصة المستقبلية...
ينقل الحوار الاستراتيجي بين أوروبا ومنطقة الخليج إلى مستوى أعلى مع قمة الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي.
وتحدث الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي للمنطقة، لويجي دي مايو، عن كيفية بناء الشراكة، بهدف مواجهة التحديات المشتركة معا.
وكان الاتحاد الأوروبي قدم الوثيقة البرنامجية للشراكة مع دول الخليج في مايو 2022.
وقال دي مايو: عملنا للحفاظ على الاهتمام بالتعاون مع منظور استراتيجي طويل الأجل فضلا عن الطوارئ والسيناريوهات اللاحقة.
وتحدث دي مايو عن كيفية هيكلة ما يمكن أن يصبح شراكة استراتيجية في المستقبل، والبناء على شركة من الرؤى والمصالح تتراوح من الجغرافيا الاقتصادية إلى الأمن، وبالتالي إلى الجغرافيا السياسية، في مواجهة مشاكل مثل تغير المناخ والطاقة والغذاء والأمن الصحي، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وحول المعايير الرئيسية التي تحدد مسار التعاون هذا بين الاتحاد الأوروبي ومنطقة الخليج، قال دي مايو إن هذا الحوار يقوم على خمس خطوات كانت ركائز العلاقات الحالية وخاصة المستقبلية.
وتحدث عن حوار منظم حول الأمن يشمل قضايا مثل الأمن السيبراني والأمن البحري ومكافحة الإرهاب ولكن أيضا الطاقة.
وشدد على ضرورة الإشارة إلى العمل الذي أنجزه المنتدى الوزاري الرفيع المستوى، الذي عقد في أبريل في لكسمبرغ، والذي سمح في إطار صيغة غيمنيتش غير الرسمية والسرية، بإجراء مناقشات مفتوحة وصريحة. بعد ذلك.
وتابع دي مايو: في مايو، في بروج، نظمنا أول منتدى تدريبي مشترك للدبلوماسيين الشباب من الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى تحقيق نتيجة رائعة أخرى مع فيديريكا موجيريني، رئيسة كلية أوروبا والتي كانت بمثابة النسخة الأولى من القيادة الشابة في الدبلوماسية الإقليمية بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي.
كما تطرق لافتتاح غرفة تجارة الاتحاد الأوروبي في الرياض، مع التوسع المخطط له قريبا في البحرين.
وتابع: ومن هنا وصلنا إلى مؤتمر القمة في الأيام القليلة المقبلة، الذي أود أن أسلط الضوء عليه بأنه لا يرتبط بلحظة الطوارئ الحالية، ولكنه سيظل أساسيا لمناقشة القضايا الراهنة.
وعن الموضوعات الرئيسية للمناقشات، قال دي مايو إنه يجب ادراج جميع المسائل الأكثر أهمية للتعاون المتعدد الأطراف في جدول الأعمال، بما في ذلك الحرب في قطاع غزة، والوضع في لبنان، وأعمال زعزعة الاستقرار المستمرة في البحر الأحمر.
وأكد أن قضايا مثل السلامة البحرية لا يمكن إلا أن تكون شواغل وتحديات مشتركة.
وعن البعثة الأوروبية اسبيدس كمثال على التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، قال دي مايو إن المهمة تلعب دورا أساسيا في ممر البحر الأحمر بين أوروبا وآسيا.
وأضاف أنها رافقت بالفعل أكثر من 240 سفينة، وتلقت الدعم اللوجستي من دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة عمان.
وتابع: ومن الأمثلة المهمة على ذلك استعادة سفينة MV Sounion لمنع وقوع كارثة بيئية تتعلق بانسكاب النفط الذي كانت تحمله في البحر قبل أن تتضرر بشكل لا يمكن إصلاحه بصواريخ الحوثيين.
وأكد دي مايو أن السلطات السعودية تلعب دورا حاسما في التعاون مع الوحدات الأوروبية.
وفيما يخص الأمن الإقليمي، رحب دي مايو ببعض العلامات الإيجابية، مثل إعادة فتح السفارات في بعض الدول العربية والتطبيع للعلاقات مع المملكة العربية السعودية.
واستدرك قائلا: ولكن لدينا قضايا حرجة مهمة مع طهران، وقد عبرت عنها أيضا في اجتماعي مع وزراء الخارجية الإيرانيين اللذين عقدتهما في العام، موضحاً أن الإمدادات العسكرية لروسيا غير مقبولة.
كما أشار إلى الاعتقال غير المبرر للمواطنين الأوروبيين، والقمع الداخلي، والدعم الإشكالي لمحور المقاومة، فضلا عن الهجومين، في أبريل وأكتوبر، الموجهين ضد إسرائيل.
وحول آلية تعامل الاتحاد الأوروبي مع وجود منافسين مثل روسيا والصين، قال دي مايو إن دول مجلس التعاون الخليجي تتبنى سياسة خارجية تعرف في بعض الحالات بأنها متعددة الأقطاب حيث لديهم علاقات تجارية مع بكين والعديد من هذه الدول تشترك في صيغة أوبك + مع موسكو.
وأكد أن هذه القمة تظهر أن الاتحاد الأوروبي لديه استراتيجية قوية في المنطقة ولديه إمكانيات وقدرة كبيرة على التنفيذ.
وعن الأساس المستقبلي للشراكة الاستراتيجية، قال دي مايو إنه يمكن تطوير الشراكة على جبهات مختلفة بدءا بوضوح من المستوى التجاري وتحسين إطار التعاون الاقتصادي لجعل بيئة الإنتاج أكثر انفتاحا بشكل متبادل.
كما تحدث عن جبهة الطاقة، مع إيلاء اهتمام خاص للطاقة المتجددة وتحديدا الهيدروجين. وأضاف: هناك بالفعل مذكرة تفاهم بين الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية، ويجب أن نأخذ في الاعتبار تقاطعات المصالح.
وتابع: على سبيل المثال، اعتبارا من عام 2030، سيتعين على الاتحاد الأوروبي استيراد كميات كبيرة من الهيدروجين، وهو قطاع تهدف دول مجلس التعاون الخليجي إلى أن تصبح رائدة فيه عالميا. ثم هناك الأمن الإقليمي، حيث ندعم عمليات التطبيع مع إيران كما ذكرنا، وندعم اتفاقيات إبراهيم. ونعتقد أيضا أن مجلس التعاون الخليجي سيكون أيضا محوريا في اليوم التالي في فلسطين.
وأكد دي مايو أن إيطاليا تقوم بعمل استثنائي لتعزيز شراكاتها الاستراتيجية مع دول مجلس التعاون الخليجي، موضحاً أن العلاقات تنمو مع المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر.