أورسو يؤكد أن الخطوة حاسمة في العلاقات مع الإمارات، وتعزز الدور الرائد لإيطاليا في تطوير الذكاء الاصطناعي....
أعلن وزير العمل وصنع في إيطاليا، أدولفو أورسو، الجمعة، أن إيطاليا والإمارات توصلتا إلى اتفاق لتطوير مركز للذكاء الاصطناعي في إيطاليا.
جاءت تصريحات أورسو خلال حديثه في النسخة الثالثة من معرض إنفستوبيا أوروبا، المنعقد في مقر بورصة الأوراق المالية الإيطالية في ميلانو.
وأوضح أورسو أن الإمارات، مثل إيطاليا، مناسبة للاتصال، أيضًا لأسباب جغرافية.
وقال أورسو إن هذه الاتفاقية، التي ستؤدي إلى إنشاء حاسوب عملاق في إيطاليا، تعد خطوة حاسمة في العلاقات مع الإمارات، وتؤكد وتعزز الدور الرائد لإيطاليا في تطوير الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي ومساهمتنا في الذكاء الاصطناعي الأوروبي، بحسب ما نقله موقع “ديكود 39” الإيطالي
وتابع أورسو أن هناك فرص قوية لاستضافة بوليا لهذا الاستثمار الكبير، مشدداً على أهمية تعاون جميع المؤسسات المحلية لضمان دعم الطاقة اللازم.
وأشار إلى أن إيطاليا تسير على الطريق الصحيح وهي تبني مستقبلها الصناعي برؤية من خلال التحالفات الاستراتيجية والتعاون في التقنيات الناشئة.
ومن جهتها، أعلنت مجموعة G42، للذكاء الاصطناعي ومقرها أبوظبي، عن شراكتها الاستراتيجية مع iGenius، وهي شركة إيطالية تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي.
من جهته، أكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني على التزام الحكومة من أجل تعزيز التعاون الاقتصادي بين إيطاليا والإمارات، مضيفا: يمكننا بناء مستقبل مزدهر من النمو لأعمالنا وأنظمتنا الاقتصادية.
وأضاف تاياني، في رسالة خلال المؤتمر، أن إيطاليا تعد البوابة المثالية للشركات الإماراتية الراغبة في اغتنام فرص السوق الموحدة التي تضم 450 مليون مستهلك.
وأشار إلى إدراج الإمارات ضمن الدول ذات الأولوية في الخطة الوطنية للتصدير و التدويل من أجل تعزيز التعاون في هذا الشأن.
وأوضح تاياني أن الوكالات الإيطالية الدولية مثل مكتب آيس في دبي و بنك كاسا دي بوسيتي اي بريستيتي و ساتشي و سيمست تعمل على تقديم الدعم الكامل للشركات والمستثمرين الإماراتيين.
وأشار إلى أن إيطاليا تعد واحدة من القوى التصديرية الرائدة في العالم، حيث تأتي في المرتبة الثانية من حيث تنوع السلع في صادراتها.
بدوره، قال عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد الإماراتي، خلال كلمته في نفس المؤتمر: إن واردات الإمارات من إيطاليا ارتفعت بنحو 6.6 مليار دولار إلى 12.2 مليار دولار، في حين نمت صادراتنا إلى إيطاليا بنسبة 50%.
وأكد الوزير أن العلاقات بين البلدين تشمل التجارة والاستثمار المتبادل، فيما تجاوز رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر الإيطالي في الإمارات 1.6 مليار دولار، ويشمل قطاعات التمويل والبناء والعقارات والتصنيع.
وشدد الوزير الإماراتي على أن المستثمرون الإماراتيون عززوا حضورهم في إيطاليا، عبر الخدمات اللوجستية في لومبارديا، و الشراكات في مجال الطيران مع مجموعة ليوناردو للدفاع وخدمات الرعاية الصحية.
وأكد أن التواجد الإماراتي في ميلانو يظهر العزم على مواصلة تعزيز هذه الشراكة، مؤكداً أن هذا الزخم تعزز بفضل الزيارة الأخيرة التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، إلى إيطاليا.
وتابع المري: نستثمر أيضًا في الذكاء الاصطناعي والصناعات المتقدمة من خلال استراتيجيتنا الوطنية للذكاء الاصطناعي، وفي النمو الأخضر على طريق تحقيق انبعاثات صفرية صافية بحلول عام 2050، وفي سياسة الاقتصاد الدائري لخلق قيمة طويلة الأجل مع تقليل التأثير البيئي.
من جانبه، وصف رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي، إينازيو لا روسا، خلال كلمته بالمؤتمر، العلاقة بين إيطاليا والإمارات بالفعالة.
فيما أشار الوزير رافاييل فيتو، نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية، لدى حديثه عبر الفيديو، إلى أن المشهد العالمي يشهد توترات تختبر الاستقرار الاقتصادي.
وأضاف أن التوترات في الشرق الأوسط تشكل مصدرًا لعدم الاستقرار يؤثر على الصعيد الإنساني والاقتصادي.
وقال إن المفوضية الأوروبية اختارت تعزيز مكانتها الدولية بالتركيز على شراكات استراتيجية جديدة، بهدف توسيع الفرص المتاحة لشركاتنا.
من ناحيته، قال الدكتور فراس النائب، أستاذ العلاقات الدولية والإعلام ورئيس مركز استراتيجيا للدراسات
ومستشار كلية الإعلام في الجامعة الأمريكية في الإمارات، إن الإمارات وايطاليا تسيران بخطى حثيثة باتجاه تكامل العلاقات على جميع المستويات، حيث يتم ترجمة البعد السياسي المتناغم بين قيادتي البلدين، عبر الزيارات المتبادلة، إلى انتعاش اقتصادي وتجاري، وخاصة في مجالات الاستثمارات المشتركة في قطاعات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والصناعات الدوائية والبحث والتطوير والحوسبة السحابية والتعليم الرقمي وغيرها من الاهتمامات الاقتصادية والتجارية المشتركة.
وأضاف أن الفعاليات الثنائية بين البلدين تأتي في هذا الإطار، حيث يحتل منتدى الاستثمار الإيطالي الإماراتي موقعاً مميزاً ليجسد الارتقاء في العلاقات بين البلدين، حيث تنمو مشاركات الشركات وتزداد معدلات الصفقات.
