بمناسبة انعقاد الدورة الرابعة لمؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا، نشرت مجلة فورميكي الإيطالية مقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، وذلك في عدد يوليو المخصص للحدث الذي تنظمته إيطاليا وأوكرانيا في روما...
وقال تاياني إنه بعد أكثر من ثلاث سنوات من بدء العدوان الروسي غير المبرر، تكشف الصور اليومية للموت والدمار الناجم عن الهجمات الروسية على السكان والمدن الأوكرانية، وحشية الصراع في أوكرانيا.
وتحدث الوزير عن عدوان شهد تعبئة دولية استثنائية، بدءًا من الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، لدعم المقاومة الأوكرانية.
وأكد تاياني أن روما كانت على الخطوط الأمامية إلى جانب كييف وشعبها منذ بداية الصراع، حيث قدمت المساعدات الإنسانية والمالية وغيرها من أشكال المساعدة الاقتصادية بما يصل إلى 2.5 مليار يورو، بالإضافة إلى مساعدات كبيرة للدفاع عنها، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وأوضح تاياني أنه في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأخيرة في لاهاي، تم التأكيد مجدداً على الوحدة مع جميع الشركاء الدوليين في دعم جهود الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي للتوصل إلى وقف إطلاق نار وسلام عادل ودائم، مضيفاً أن دعم أوكرانيا أولوية لأمننا ومستقبلنا.
وأشار إلى واقع مفكك في المشهد الدولي من الصراع في أوكرانيا و الأزمة الأخيرة بين إيران وإسرائيل.
وأكد تاياني على استمر جهود الحكومة الإيطالية لتعزيز السلام والحد من تأثير النزاعات على الشعوب.
وتابع وزير الخارجية الإيطالي: بناء على رسالة بابا الفاتيكان ليون الرابع عشر بعدم الاعتياد على الحرب، لا يمكننا أن نفقد الأمل في أن تصمت الأسلحة وأن تسود الدبلوماسية والحوار.
واعتبر تاياني أن مستقبل أوكرانيا واستقلالها يمران أيضا بإعادة إعمار البلاد، من أجل إحياء الأمل في نفوس شعب قاوم الحرب لأكثر من ثلاث سنوات، ولمساعدة المجتمع الأوكراني على المضي قدما نحو الاتحاد الأوروبي.
وتحدث عن استضافة روما لمؤتمر إنعاش أوكرانيا يومي 10 و11 يوليو. وتابع أن الحكومة الإيطالية وجهت إلى جانب الأوكرانيين، دعوات إلى ما يقرب من مائة دولة، وعشرات المنظمات الدولية والمالية، و2500 شركة، وسلطات محلية، وجمعيات المجتمع المدني من إيطاليا وأوكرانيا.
وقال إن الاجتماع سيناقش مواضيع مثل إعادة إعمار أوكرانيا وإصلاحها وتحديثها، مشيراً إلى أن الهدف هو جمع الجهات الفاعلة من القطاعين العام والخاص لتحديد الالتزامات والبرامج والاتفاقيات الاقتصادية الأساسية للمساهمة المُشتركة في جهود إعادة الإعمار.
وكشف أن المؤتمر سيناقش أربعة مجالات رئيسية، هي ريادة الأعمال، والإنسانية، والمحلية والإقليمية، والإصلاحات في طريق الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وأوضح وزير الخارجية أن المنتدى سينقسم إلى ندوات وورش عمل فنية مخصصة للقطاعات الأكثر أهمية وواعدة للاقتصاد الأوكراني، بينما سيوفر المعرض للشركات الإيطالية والأوكرانية والدولية فرصة لعرض مشاريعها للبلاد، واستكشاف فرص التعاون التي تشمل السلطات المحلية الأوكرانية، والتي ستقدم فرص الاستثمار الرئيسية.
وشدد على أن دعم أوكرانيا يمثل فرصة استثنائية للنمو المشترك، فيما كشف أحدث تقييم للبنك الدولي للأضرار الناجمة عن الصراع التكلفة الإجمالية لإعادة الإعمار بنحو 500 مليار يورو.
وبحسب البيانات، يحتاج قطاع النقل إلى نحو 78 مليار دولار لإعادة الإعمار على مدى السنوات العشر المقبلة.
وأشار إلى أن قطاع السكك الحديدية يحتاج وحده استثمارات تُقدر بـ 15 مليار دولار، مضيفاً: واثق بأن شركاتنا ستكون قادرة على تقديم مساهمة استثنائية، من خلال اغتنام الفرص التي توفرها الأدوات المالية والتأمينية التي تسمح بالمساهمة في تعافي البلاد.
وشدد على أولوية تقديم مساعدة ملموسة للأفراد والشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تشكل العمود الفقري للاقتصاد في اوكرانيا و إيطاليا.
وبحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تمثل الشركات الصغيرة والمتوسطة 99.9% من الشركات في أوكرانيا، وتوظف 81.6% من القوى العاملة، وتضمن أكثر من 70% من القيمة المضافة للإنتاج الوطني.
وأشار إلى أن إعادة الإعمار تمر أيضًا عبر الثقافة، وهو القطاع الذي تلعب فيه إيطاليا دورًا رئيسيًا على المستوى العالمي.
وأوضح تاياني أن إعادة بناء أوكرانيا وفق المعايير الغربية تُمثل فرصة تاريخية، بهدف إعادة آفاق النمو والازدهار لشعب يرغب في اختيار مصيره بحرية.
وشدد على أن إيطاليا ستفعل ما في وسعها لدعم التطلعات المشروعة للشعب الأوكراني في إعادة التوحيد.