وزير الخارجية السعودي يصل إلى العاصمة الإيطالية، غداً الخميس، لعقد اجتماعات مع الحكومة، في ضوء شراكة استراتيجية تركز على الطاقة والأمن والبحر الأبيض المتوسط، فيما اعتبر محللون سعوديون أن الزيارة تأكيد على استمرار العلاقة رفيعة المستوى في "أفضل مراحلها على الإطلاق".....
يصل وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، إلى العاصمة الإيطالية روما، غداً الخميس، حيث يعقد سلسلة من الاجتماعات مع الحكومة الإيطالية.
يأتي هذا في إطار مرحلة متنامية في العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث زارت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، الرياض، في يناير الماضي، وتم التوقيع على اتفاقيات بقيمة إجمالية تبلغ 10 مليارات دولار.
من جانبه، قال المحلل السياسي السعودي ومدير إذاعة الإخبارية مبارك العاتي، لمجلة فورميكي الإيطالية، إن العلاقات السعودية الإيطالية التي بدأت عام 1932 تشهد “نموا مستمرا وتقدما مدروسا بخطوات ثابتة لم تتراجع أبدا”.
وتحدث الخبير عن مرحلة شراكة استراتيجية قوية ومتنامية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
والتفت مليوني، في يناير، بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ثم تم التوقيع حينها على اتفاقيات بمليارات الدولارات في مجالات الطاقة والبنية التحتية والدفاع والسياحة والتكنولوجيا والتبادل الثقافي، فضلاً عن إنشاء مجلس التنسيق الاستراتيجي الإيطالي السعودي.
بدوره، قال اللواء المتقاعد محمد بن صالح الحربي، الخبير في الدراسات الاستراتيجية، إن العلاقات بين روما والرياض تمر الآن “بأفضل مراحلها على الإطلاق”.
وتحدث الحربي عن مسار “تقدمي ومستقر”، في ظل قيادة ميلوني للحكومة، مع تبني نهج عملي ساهم في التعاون في مجالات كالطاقة والاستثمار والدفاع.
وأشار الحربي لمجالات التعاون التي سيتم تطويرها مثل الطاقة ليس فقط فيما يخص النفط والغاز، بل لتشمل مصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، بمشاركة شركات مثل إيني، فضلاً عن البنية التحتية والتصميم والسياحة والدفاع، بحسب موقع “ديكود 39” الإيطالي.
وتحدث الخبير عن البعد الجيوستراتيجي، حيث يُمكن لروما والرياض تعزيز العلاقات من خلاله، مشيراً إلى سيناريوهات مثل الأزمة المستمرة في غزة، حيث ينظر إلى حل الدولتين، فلسطين وإسرائيل، كأولوية مطلقة للسعودية، في وقت يمكن لإيطاليا القيام بدور “لاعب أوروبي مركزي وقوة متوسطية مسؤولة” بشأن إعادة إطلاق الجهود الدولية من أجل “سلام موثوق ودائم” وتنشيط الجهود لتجنب “الإجراءات الأحادية الجانب”.
أيضاً يمكن للبلدين تعزيز الرؤى بشأن السياق الأفريقي، حيث تتداخل الرؤية السعودية مع خطة ماتي الإيطالية لتنمية القارة وأمنها، التي تركز على “نموذج التعاون وليس الاستغلال”، مع إمكانية تنفيذ المبادرات المشتركة في مجالات الطاقة والبنية التحتية من خلال أنشطة الصندوق السعودي للتنمية، بحسب الخبير.
كما تطرق إلى القضايا الرئيسية الأخرى مثل مسألة الأمن البحري، مع تجدد حملة الحوثيين لزعزعة الاستقرار على طول المحور الهندي المتوسطي.
وشدد المسؤول السعودي السابق على أهمية التعاون بين الرياض، حيث تجري عمليات برية وبحرية في جنوب البحر الأحمر، وإيطاليا، حيث تقود بدورها عملية أسبيدس البحرية في البحر الأحمر.
واعتبر أن دور إيطاليا البراغماتي والمتوازن داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) يمكن تعزيزه بالتنسيق مع مجلس التعاون الخليجي، بقيادة الرياض.
وشدد الخبير السعودي على أن زيارة بن فرحان تأتي في وقت تكتسب فيه العلاقات الثنائية طابعا استراتيجيا ومتعدد الأبعاد في قطاعات الاقتصاد والطاقة و الأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط الموسعة.