رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا تقول إن مستقبل أوروبا يكمن في وحدتها وقدرتها على العمل المشترك، مهما اختلفت التوجهات السياسية لقادتها، وذلك في مقابلة مع مجلة فورميكي الإيطالية على هامش مشاركتها في المنتدى الأوروبي لفورميكي 2025 في روما...
قالت ميتسولا إنها و رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تنتميان إلى مدارس سياسية مختلفة، لكن تتشاركان هدف جعل أوروبا تعمل من أجل الجميع.
واعتبرت رئيسة البرلمان الأوروبي أن الاتحاد الأوروبي أظهر منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا وحدة غير مسبوقة في مواجهة العدوان الروسي، ما جعله قادر على دعم كييف عسكريا واقتصاديا وسياسيا، بالتوازي مع سياسات الولايات المتحدة.
وأكدت ميتسولا أن هذا التماسك يعكس قوة الشراكة عبر الأطلسي، ويؤكد أن أوروبا قادرة على العمل بفاعلية حين تتحد مؤسساتها وشعوبها.
وقالت إن أوروبا عانت طويلا من الصورة النمطية التي تضعها في خانة “البيروقراطية الثقيلة”، مشيرة إلى أن البرلمان الأوروبي يعد المؤسسة الوحيدة المنتخبة مباشرة من المواطنين، ويعمل باستمرار على تصحيح المسار كلما تعثرت السياسات.
وشددت المسؤولة الأوروبية أن الوحدة هي مصدر القوة، موضحة أن ثلثا الأوروبيين يتطلعون لرؤيه دفاعا مشتركا.
ووصفت ميتسولا، ميلوني بالمثابرة والمخلصة، مضيفة: نتشارك القناعة بأن نجاح المشروع الأوروبي يتطلب التعاون لا الانقسام.
واعتبرت أن توسيع الاتحاد الأوروبي نحو دول البلقان الغربية هو أحد أهم أدواته لحماية الاستقرار في القارة.
وأوضحت ميتسولا أن منطقة البحر المتوسط لم تعد الحلقة الضعيفة لأوروبا، بل يمكن أن تتحول إلى مساحة تعاون وازدهار بفضل المبادرات المشتركة مثل خطة ماتي التي أطلقتها الحكومة الإيطالية، والموجهة نحو شراكة متكافئة مع إفريقيا.
وأكدت أن إيطاليا تتمتع بالرؤية اللازمة لتكون الجسر الذي يربط أوروبا بجنوب العالم، وأن على الاتحاد أن يمنح دول الجنوب الأوروبي دور القيادة في هذا المسار.
وحول الحرب الأوكرانية والعلاقة مع واشنطن، قالت ميتسولا إن التحالف الأوروبي الأمريكي بات أقوى من أي وقت مضى، مشيرة إلى تبني الاتحاد 19 حزمة عقوبات ضد روسيا شملت حظر الغاز والنفط، بالتوازي مع الخطوات الأمريكية.
وأوضحت أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين تجاوز 1.6 تريليون يورو سنويا، مع توقيع اتفاقيات جديدة توفر فرصا واسعة للشركات والمستثمرين على جانبي الأطلسي.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أكدت ميتسولا أن الاتحاد الأوروبي هو أكبر كتلة تجارية في العالم، وأن عليه الحفاظ على موقعه عبر اتفاقيات جديدة مع شركائه الاستراتيجيين.
وشددت على أن مفاوضات اتفاقية ميركوسور مع دول أميركا الجنوبية واتفاقية التجارة الحرة مع الهند تمثل ركيزة أساسية لرؤية أوروبا التجارية الجديدة، التي تسعى إلى تجارة عادلة تحفظ في الوقت نفسه مصالح المزارعين والمستهلكين والأعمال المحلية.


