إليونورا أرديماني، الزميلة في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية والأستاذة المتعاقدة في الجامعة الكاثوليكية بميلانو، تحذر من التفاؤل بشأن إعلان جماعة الحوثي تعليق الهجمات في البحر الأحمر...
اعتبرت أرديماني أن هذه الخطوة لا تعكس تحولا استراتيجيا فقط بل مناورة تتماشى مع سلوك الجماعة خلال السنوات الماضية.
وأضافت أرديماني، في حوار مع مجلة فورميكي الإيطالية، أن التصريحات الصادرة عن الحوثيين لا يمكن التعامل معها بوصفها تعهدات موثوقة، مشيرة إلى أنها ترتبط بالدعاية والتوظيف السياسي، ولا تعكس بالضرورة توجها حقيقا على الأرض.
واعتبرت الخبيرة أن الرسالة الأخيرة لزعيم الجماعة تمثل محاولة لإبراز دور الهجمات الحوثية في دفع إسرائيل إلى القبول بوقف إطلاق النار مع حركة حماس، في مؤشر على الرغبة في إبراز الجانب الدعائي للجماعة.
وأشارت إلى أن وقف الهجمات يمنح الحوثيين عدة مكاسب منها تقليل احتمال تعرض اليمن لضربات إسرائيلية، لاسيما بعدما فقدت الجماعة رئيس أركان قواتها في ضربة نسبت إلى إسرائيل.
وقالت أرديماني إن الجماعة تستغل هذا الهدوء النسبي لإعادة تنظيم صفوفها وإصلاح ما تضرر من منشآتها، فضلاً عن تعزيز علاقتها السياسية مع أطراف خارج إطار تحالفها التقليدي مع إيران، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وتطرقت إلى سلسلة من اتفاقيات التهدئة التي وافق عليها الحوثيون في السنوات الأخيرة، مثل الهدنة غير المعلنة مع السعودية منذ عام 2022، ووقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة في مايو 2025.
وأوضحت أرديماني أن الحوثيين احكموا قبضتهم في المقابل على الداخل، حيث توسعت عمليات القمع داخل مناطق سيطرتها، لتشمل الاتهامات بالتجسس التي طالت موظفين تابعين للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
واعتبرت الباحثة أن هذا التوجه ثابت لدى جماعة تعتمد على القوة، مشيرة إلى أن الحوثيين يلجؤون إلى افتعال عدو من أجل الحفاظ على التعبئة وضمان تماسك سلطتهم.
وحذرت الخبيرة من أن الجماعة ستعود إلى التصعيد حين ترى أن الظروف تسمح بذلك وتخدم أهدافها.
واعتبرت أرديماني أنه رغم جهود المبعوث الأممي، لا توجد مؤشرات على تقدم حقيقي بشأن المفاوضات السياسية.
وقالت إن الحكومة اليمنية تركز في الوقت الحالي على مواجهة الأزمة الاقتصادية و تهريب الأسلحة والمخدرات نحو مناطق سيطرة الحوثيين.
ورأت أن استئناف تصدير النفط من موانئ الجنوب يعد فرصة للحكومة لتأمين موارد مالية تعمل على تحسين أوضاع الكهرباء وتسمح بدفع رواتب الموظفين، مشيرة إلى أن هذا الأمر مرهون بتأمين الساحل الجنوبي الذي استهدفه الحوثيون عام 2022.
وأضافت أرديماني أن التعاون الإقليمي والدولي بقيادة السعودية وبريطانيا يعمل على تعزيز قدرات خفر السواحل اليمني عبر تجهيزات وتمويل وتدريب مكثف.
وأشارت إلى نجاح خفر السواحل منذ مطلع العام 2025 في تنفيذ عدد متزايد من عمليات ضبط شحنات الأسلحة القادمة عبر البحر، مشيرة إلى أنه يعتمد على الحماية العسكرية التي يوفرها التحالف بقيادة الرياض لحماية الموانئ من الهجمات.


