المشاركه الإيطالية تعكس اعتراف بدور روما في ملفات الطاقة والأمن في منطقة أوروبا والبحر المتوسط....
تشارك رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، اليوم، في الدورة السادسة والأربعين لمجلس التعاون الخليجي، في العاصمة البحرينية المنامة، وذلك بدعوة من ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة.
ويضم مجلس التعاون الخليجي، السعودية والبحرين والإمارات والكويت وعمان وقطر، ويعد آلية تنسيق إقليمية في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.
وتخصص القمة السنوية لرؤساء الدول والحكومات للدول الأعضاء، فيما يعد قبول الضيوف من خارج المجلس حدثا استثنائيا.
جدير بالذكر أنه خلال العشرين عاما الماضية، شارك في القمة كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الصيني شي جين بينج ورئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي، والرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، والرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد.
وقالت مصادر إيطالية إن الدعوة الموجهة لميلوني تظهر حوارا استراتيجيا متزايدا والاعتراف بدور إيطاليا بشأن ملفات الطاقة والأمن في منطقة أوروبا والبحر المتوسط.
وذكرت المصادر الإيطالية أن حضور ميلوني كقائدة أجنبية وحيدة مدعوة يظهر أن إيطاليا تعد شريكا موثوقا ولديه القدرة على الحفاظ على حوار متوازن مع جميع الفاعلين في المنطقة.
كما تعزز المشاركة العلاقات الثنائية مع الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون، وذلك في مجالات الأمن والطاقة والهجرة، فضلاً عن تشجيع الاستثمارات المتبادلة.
كذلك تعد مشاركة إيطاليا في القمة فرصة حقيقية لتوسيع التعاون الاقتصادي والصناعي وتعزيز دورها كجسر بين أوروبا والشرق الأوسط.
يذكر أنه في سبتمبر الماضي، خلال قمة استثنائية في الدوحة، أدان قادة المجلس الهجوم الإسرائيلي على قطر، مؤكدين أنه يعد انتهاكا خطيرا لسيادة دولة عضو.
ودعا المجلس إلى عقد اجتماع عاجل للمجلس الدفاعي المشترك واللجنة العسكرية العليا، مشيرين إلى أن مبدأ أمن دول الخليج غير قابل للتجزئة وأن أي اعتداء على دولة عضو يُعتبر اعتداء على الجميع.
وتبحث القمة كذلك التوترات في منطقة البحر المتوسط و الحرب في غزة و السودان، والأزمة في ليبيا والوضع في لبنان، فضلاً عن الانعكاسات على طرق الطاقة والتجارة.
يأتي هذا فيما تعمل دول الخليج على تعزيز التنسيق مع الشركاء الأوروبيين والمؤسسات متعددة الأطراف.
جدير بالذكر أنه في نوفمبر الماضي، استضافت البحرين الدورة التاسعة عشرة لرؤساء برلمانات الخليج، حيث ناقشت حوكمة الذكاء الاصطناعي والتكامل السياسي والحوار مع الاتحاد الأوروبي.
اقتصاديا، تسير العلاقات بين إيطاليا ودول مجلس التعاون الخليجي في اتجاه النمو، حيث في عام 2024، بلغ حجم صادرات إيطاليا إلى المنطقة نحو 13.3 مليار يورو، بزيادة قدرها 14.2٪ مقارنة بالعام السابق، في حين انخفضت الواردات إلى 7.3 مليار يورو.
وفيما يتعلق بالإمارات، شهد عام 2024 رقما قياسيا في الصادرات الإيطالية، التي بلغت 7.9 مليار يورو، بزيادة 19.4٪ عن 2023.
بالإضافة إلى ذلك، عزز منتدى الأعمال الإيطالي السعودي، الذي انعقد في الرياض نهاية نوفمبر، هذا التوجه، حيث جمع أكثر من 430 شركة إيطالية وأكثر من 600 شركة سعودية.
وجرى التوقيع حينها على 22 اتفاقية ثنائية في مجالات البنية التحتية والطاقة والتكنولوجيا والصحة والصناعة الثقافية والزراعة.


