إيطاليا تطلق مشروعا استراتيجيا لتدريب جيل جديد من خبراء الأمن السيبراني الأفارقة....
أعلنت مؤسسة ميد أور الإيطالية، بالتعاون مع الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، أمس، عن إطلاق مشروع “الجسر الإلكتروني – برنامج تدريب استراتيجي للمرونة الرقمية في أفريقيا” في روما، وذلك بدعم من شركة ليوناردو ووزارة الخارجية.
ويربط الجسر الإلكتروني بين الأمن والدبلوماسية التكنولوجية والتنمية، في إطار خطة ماتي والأجندة الأوروبية الأفريقية الجديدة التي تدعمها الحكومة الإيطالية.
وتستهدف المبادرة دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى التي لديها استراتيجية وطنية للأمن السيبراني، بهدف بناء جسر بين إيطاليا وأفريقيا في مجالات التدريب، وحوكمة الفضاء الإلكتروني، والدبلوماسية الرقمية.
وافتتح الحدث ماركو مينيتي، رئيس مؤسسة ميد أور، وبرونو فراتاسي، المدير العام للوكالة الوطنية للأمن السيبراني، ونيكوليتا بومباردييه، المديرة العامة للشؤون العالمية في وزارة الخارجية.
كما عُقدت حلقة نقاش مستديرة بعنوان “أفريقيا: بين الرقمنة والتهديدات السيبرانية الجديدة”، حيث ناقشت تحديات ونقاط ضعف التحول الرقمي الذي يتجاوز القدرات الدفاعية للدول.
هذا ويجمع المشروع الخبرة التقنية وبناء القدرات المؤسسية والتدريب على الدبلوماسية السيبرانية، ووحدات تدريبية بشأن اللوائح والحوكمة وإدارة التهديدات، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
جدير بالذكر أن البني التحتية الرقمية الرئيسية التي تربط أوروبا ببقية العالم من الكابلات البحرية إلى الاستخدام المتزايد لمنصات الأقمار الصناعية تمر بشكل متزايد عبر الأراضي البحرية الأفريقية.
ويشير مصطلح “الجسر” للدور الذي تعتزم الحكومة الإيطالية القيام به بين الغرب السياسي وما يطلق عليه “الجنوب العالمي”.
وشدد الاجتماع على أن الفضاء والمجال تحت الماء باتا محورين أساسيين للشبكات الرقمية.
كما أشار إلى أن أفريقيا، التي تمر عبرها بعض أهم شبكات نقل البيانات العالمية، باتت ممرا استراتيجيا لشبكة الاتصال الأورومتوسطية.
وتمت الإشارة إلى أهمية ممر “بلو رامان” الرقمي ومراكز الذكاء الاصطناعي، وهما مشروعان مدرجان في خطة ماتي.
وحذر الاجتماع من الهجمات السيبرانية والتدخل الأجنبي والتضليل الإعلامي والتلاعب بالمعلومات، خصوصاً في السياقات التي لا تزال فيها القدرات المؤسسية محدودة.
ويعد برنامج “CyberBridge” أحد أوائل البرامج الأوروبية التي تجمع بين التدريب المتخصص بشأن التهديدات والتقنيات الدفاعية وتبادل الخبرات ودبلوماسية الفضاء السيبراني.
ويعد تعزيز المهارات الرقمية الأفريقية أولوية في خطة ماتي، كما تؤكد روما أن التدريب هو القوة الدافعة وراء تقليص الفجوة الرقمية، وهو من العوامل الرئيسية لعدم المساواة بين الغرب والجنوب العالمي.
ويعد برنامج “CyberBridge” أداة عملية لاستراتيجية إيطاليا الجديدة، حيث يعزز القدرات المحلية والحوكمة الرقمية، ويرسخ حضور إيطاليا في قطاع الإنترنت.
ومن خلال البرنامج، تعد إيطاليا شريك محوري في بناء المرونة، وضمان الاتصال الآمن وتعزيز التنمية الرقمية الشاملة.


